هذا المنشور عبارة عن مدخل لطريقة دخول حرف الحركة "ع" على بعض الجذور القرآنية فانتبهوا له رجاءً لأنني ساشرح فيه معنى مصطلح (قال) القرآني وذلك تمهيدً لطريقة دخول حرف الحركة "ع" على بعض الجذور القرآنية فأقول:
إن جميع المصطلحات القرآنية من "قال" و "قيل" و "اقل" و "اقلت" و "قلتم" و "قلنا" و "قيلا" و "قليلا" عبارة عن تفعيلات لفعل الأمر الكوني النافذ (قُلَّ) والذي يفيد حركة الأشياء من مكان الى مكان اخر ومن جذره الثلاثي المفتوح (قَ لَ لَ) والذي هو فعل فردي عائد على فاعل فردي تقديره هو...
قُلَّ (قال. قول. قيل) فهو (قليل) وجميعها تفيد عملية النقل او حركة الاشياء من مكان الى مكان اخر..
نعم
فمعنى كلمة (قال) تفيد نقل الشيء من مكان لأخر ومن ضمنه نقل الصوت من فمي ألى سمعك..
فقال الشيء تعني بأنه قد نقله من مكان ألى مكان أخر..
ونراها واضحة وصريحة في قوله تبارك وتعالى:
(((وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى اذا اقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فانزلنا به الماء فاخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون)))
وهنا نرى الرياح وقد أقلت سحاب (نقلته من مكان ألى اخر)...
فالرياح أقلت السحاب ... هي اقلت
وإذا كنا نريد أن نقول هو فإننا نقول هو "اقل" اليس كذلك؟
والأن
لاحظوا معي كلمة (اقل) في التالية الكريمة التي تقول:
(((قال يا ادم انبئهم باسمائهم فلما انباهم باسمائهم قال الم اقل لكم اني اعلم غيب السماوات والارض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون)))
فهل ترون معي هكلمة "اقل" في صياغتها على الضمير هو (الم اقل لكم)؟
اذن
فانه وعندما (اقل لنا) فقد نقل لنا كلامه..
وهو وعندما قال لأدم فقد (نقل له كلامه) ...
فعبارة (قال الشيء) اي نقله من مكان الى اخر..
فانا قد قلتك من مكانك .. وأنت مقال من هذا العمل..
اي ان عبارة (قال) لاتعني الاصوات المنطوقة فقط وانما هي أدق من هذا بكثير لأنها تعني نقل الشيء من مكان الى اخر ومهما كان هذا الشيء من كلمة منطوقة أم من كائن مجسد كالسحاب والماء وحتى الانسان والحيوان...
ويبقى أن نلاحظ هنا موضع القيل والقال في التالية الكريمة لندرك ماهو الشيء المقال..
فأن كان الحديث عن كلام فأن المقال والمنقول هو الكلام , وانا كان الحديث عن الرياح فأن المقال هو السحاب , وأن كان الحديث عن الماء فأن المقال هو الماء..
اذن
فقال الشيء تعني نقله من مكان الى أخر
فإن قال الكلام فهو قد نقل الكلام من فمه ألى سمعك
وأن قالك أنت فهو قد نقلك أنت من مكانك ألى مكان أخر..
والأن
تعالوا معي لنتدبر قوله (قيلا و قليلا) لندرك أيضا بأنها تفعيلات لعملية النقل ومن الشجرة ذاتها للكلمة "قال" والتي تفيد النقل..
فقال الشيء تعني هو من قاله من مكانه (هو من نقله)...
فأن كان هذا الشيء المنقول كلمة فيكون هو من قالها وهي من قيلت...
وأن كان المنقول ماء مثلا فأكون أنا من قاله وهو من قيلا..
فالفاعل الناقل (قال) والمفعول به المنقول (قيل)
وان نحن اخذنا كلمة قيل وفعلنها فستكون (قيلا)
هذا الرجل قد قيلا من مكانه ..
وبما أنه قد قيلا من مكانه فقد اصبح في صيغة الماضي قليلا (هو قليلا .. على زون عليلا) لأنه قد قيلا من مكانه...
نعم أحبتي وأصدقائي
فالقال والقيلا والقليلا جميعها تفعيلات تفيد أنتقال الشيء من مكانه الى مكان أخر..
وهذا هو لسان القران الكريم العربي المبين وبعيد عن كل اللغو الأعرابي..
فالقليل في القران الكريم لاتعني ألكم والعدد ونقصانه أو زيادته وكما ذهب الأعراب لها في لغوهم لأن القليل هو الشيء المنقول أكان هذا الشيء كلمة أم خلق مجسدا من خلق الله..
والأن
دعونا ندرج تالية كريمة رائعة لنشرحها ونقول:
(((اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون)))
وعليه
هل ذاكرة الانسان صغيرة ولا تتذكر الماضي ليقول لنا قليلا ما تذكرون بالمفهوم الأعرابي لمعنى كلمة قليلا؟؟
طبعا لا....
فذاكرتنا اليوم قد وصلت الى علوم غابرة بحيث أننا نستطيع أن نبحث ونتذكر كائنات قديمة قد انقرضت منذ ملايين السنين كالديناصورات التي ترانا الان نحيي ذكراها في ذاكرتنا ونتذكرها ونذاكرها ايضا؟؟
فكيف تكون ذاكرتنا صغيرة وقليلا ما نتذكر ونحن ذاكرون جدا؟
ولكن
وإن انتم أدركتم معي معنى كلمة (قليلا) ومن أنه شيء منقول (هو قليلا) لأدركتم معنى التالية الكريمة بكل دقة أحبتي..
فقوله عز من قائل (قليلا ما تذكرون) تعني بأن الذي معكم من علوم تقودكم بها منقولة لكم من أبائكم وأوليائكم وقد تكون خاطئة ولا تسمن او تغني من جوع فلماذا تصرون على الخطأ ولا تفكرون؟؟..
فأن كنتم تريدون العلم فخذوه مني هنا وفي هذا القرآن الذي أنزلته لكم أنا ربكم , ولا تأخذوه عن الذي قاله لكم قيلا عن قال (نقله لكم نقلا) لأن من قاله لك (من نقله لكم) هو إنسان مثلكم يخطأ وأما أنا ربكم الذي لا يخطئ.
فقليلا ماتذكرون تعني أن الذي تذكرونه او تجعلوه قائدً لكم من هذه العلوم لكي يقودكم منقولا لكم عن أؤليائكم ولا ينفع ولا يصلح ولا يغني من جوع...
ولكم كل الحق أحبتي في التبحر في كل تاليات القران الكريم وبأن تراجعوها بطريقتي ومنهجي الجذري وقرأتي لها لكي تستمتعوا معي بمفهوم جديد لها ولم يخطر على بالكم بروعته قبل اليوم..
ويبقى ان ادرج لكم في البحث القادم طريقة دخول حرف "ع" على بعض الجذور القرانية الكريمة ومن بينها وأولها الجذر (قل) وكيف يصبح (عقل) او الممنوع من النقل فانتظروني احبتي.
محمد فادي الحفار
12/10/2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق