الأحد، 26 أبريل 2020

المنشور "16" (الصوم القرآني والصوم الاعرابي)


لا يوجد شيء يقال له شهر الصيام او الامتناع عن الطعام والشراب لفترة زمنية محددة في قرآننا الكريم لأن الصيام القرآني لا يفيد الامتناع عن الطعام والشراب فقط وإنما يفيد 
التصميم على فعل الشيء وتنفذ ما كنت قد صممت عليه...

نعم احبتي...
فالصيام مكتوب علينا جميعا وكما هو مكتوب على الذين من قبلنا من أمم امثالنا ولقوله عز من قائل (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) ومما يؤكد بأن الصيام امر حتميً وثابت فينا وبمن هم قبلنا لأنه مكتوب علينا وكحال قوله عز من قائل (كتب في قلوبهم الايمان) ومن ان الايمان ثابتٌ في قلوب من يتحدث عنهم المولى تبارك وتعالى..

نعم
فما يكتبه ربي يكون ثابتً حتمً ولا يتغير لان الكتاب هو إقرار حالة التبات او كما نقول اعرابيً (الثبات) لان حرف "ث" ليس من حروف القرآن كما أقول دائما ومن انني اقلبه الى "ت"...

وعليه
وبما ان الصيام قد كتب علينا وكما هو مكتوب على الذين من قبلنا فهذا معناه بأن جميع الناس صائمين بشكل او بأخر لان الصيام الكتاب او أمر تابت في كل كائن حي..

والان
هل يخبرني أحدكم كيف صام الذين من قبلنا؟
وهل صاموا عن الطعام والشراب من الفجر إلى المغرب وكما يفعل من يطلقون على انفسهم لقب المسلمين وهم لا يعرفون معنى السلام؟

أقول لكم احبتي..

ان مصطلح الصيام القرآني من فعل الامر الكوني النافذ (صُمَّ) والذي يفيد حالة التصميم على الشيء ومن جذره المفتوح (صَ مَ مَ) ولذي يفيد معنى التصميم...

صُمَّ ( صام. صوم. صيم) وجميعها تفيد معنى التصميم..

وبحيث أن قول مريم عليها افضل صلوات (اني نذرت للرحمان صوما ولن اكلم اليوم انسيا) دليل واضح على أن الصيام القرآني لا يفيد الامتناع عن الطعام والشراب فقط وانما هو حالة التصميم على فعل الشيء لان مريم قد نذرت للرحمان صوما وكان صيامها بالامتناع عن الكلام وبحيث انها قد وفت بنذرها ومما يؤكد بأن الصيام القرآني لا يشترط عليك أن تمتنع عن تناول الطعام والشراب...

نعم احبتي
فمريم كانت صائمة فعلً لأنها قد صممت على أن لا تكلم الناس ووفت بصيامها وتصميمها هذا ورغم أنها لم تمتنع عن الطعام والشراب لأن الصيام القرآني يفيد التصميم على فعل الشيء الذي تريد فعله وبغض النظر عن نوعية هذا التصميم ومجاله وبحيث أن جميع حالات التصميم التي تُصمم من خلالها على فعل الشيء يُطلق عليها قرآنيا مصطلح الصوم والصيام.

اذن
فإن أنت صممت على عدم الكلام ونفذت تصميمك فأنت صائم قرآنيا وحتى أن اكلت وشربت لان تصميمك كان مختص بعدم الكلام..
وان انت صممت على أن تنهي ونفذت تصميمك فأنت صائم قرآنيا وحتى أن اكلت وشربت لان تصميمك كان مختص بإنهاء واجبك..

ولهذا فإن الصيام امر تابت فينا وفي جميع الكائنات الحية من امم امثلنا او ممن هم قبلنا لأنه ولولا حالة التصميم عند الكائن الحي لما كان هناك كائنات حية اصلً..

نعم
فانت وان اردت ان تنهض من سريرك لتذهب الى الحمام فان هذا التصميم يعتبر حالة صيام قرآني او حالة تصميم على فعل الشيء ومن ان هذه الحالة او (الصيام) وان لم تكن موجودة عندنا ومن ضمن تركيبتنا او مكتوبة علينا حتمياً لبقينا في اسرتنا حتى الموت..

اذن
فإن الصيام القرآني هو حالة تصميم على فعل الشيء ومهما كانت نوعيته او ما هيته..

وقد يدخل علينا اعرابي متفلسف هنا ليقول بأن الصوم غير الصيام ومن انهما مفردتان مختلفتان في المعنى وذلك لكي يدافع عن عقيدته ولغوها الباطل فأقول:

ان قلت لك بان (النوم و النيام) مفردتان مختلفتان بالمعنى فماذا ستقول عني؟
الن تقول بأني لا أفهم لسان العرب ابدا؟
فالنوم والنيام تفعيلات للجذر ذاته وللمعنى ذاته وليسوا بمفردات مختلفة وبحيث نستطيع أن نقول:

(الناس نيام) ونقول أيضاً (انه تاثير سلطان النوم عليهم) فيكون مصطلح النوم و النيام تفعيلات المعنى ذاته وبحيث أن هذا هو قولنا (الناس صيام) او قولنا (انه تأثير الصوم عليهم)... لأن الصوم و الصيام تفعيلات للجذر ذاته والمعنى ذاته وليسوا مفردتان مختلفتان ابدا..

اذن
فان الصوم والصيام من نفس الأصل والمعنى والجذر و بحيث أنهما تفيدان موضع التصميم على فعل امر من الأمور...

والتصميم كتاب كوني محتوم علينا ولا خروج عنه ابدا لأنه من ضمن تكويننا ولقوله (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) والذي يؤكد لنا بأن التصميم موجود عند الإنسان وعند جميع الكائنات الحية التي تقابلنا بالمثلية (أمم امثالكم) ومن ضرورة تصميم هذه الكائنات الحية جميعها على فعل الشيء او بلوغ أهدافها او حتى طعامها وشرابها لأنها وان لم تكن تمتلك حالة التصميم التابته في تكوينها لماتت جميعها وبجميع أشكالها لأنها لا تملك القدرة على التصميم والإرادة من أجل بلوغ هدفها..

اذن
فان التصميم والصيام أمر مكتوب علينا ومن ضمن تكويننا وبأن يكون عندنا القدرة على الإرادة والتصميم في أفعالنا من أجل بلوغ أهدافنا..

وللتصميم أنواع كثيرة ولا حصر لها احبتي..
فان تصمم على بلوغ هدفك وتصعد إلى قمة الجبل وكما هو الحال في الصورة المرفقة مع هذا المنشور فأنت صائم وفي حالة صيام..
وان تصمم على النجاح فأنت صائم وفي حالة صيام..
وان تصمم على إنهاء دروسك فأنت صائم وفي حالة صيام
وان تصمم على عدم الكلام مع أحد فأنت صائم وفي حالة صيام..
وان تصمم عن الامتناع عن الطعام فأنت صائم وفي حالة صيام لأن الصيام هو أن تصمم على فعل الأمر الذي تريد فعله ومن ثم تقوم بعدها بتنفيذ تصميمك هذا ومن أنه لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب فقط وكما قال الأعراب لنا وبدليل صيام مريم عليها أفضل صلوات ربي عن الكلام..

وعليه
فجميعنا صائمين وبشكل دائم وحتى ان طعمنا الطعام كل يوم واستقينا الماء لأن الصيام مكتوب على جميع الكائنات التي تشعر بالأمان او عندها القدرة على أن تعقل الأمور وتدرك حاجاتها أكان نحن أم جميع الكائنات الحية الأممية من أمم امثالنا.

ولكن السؤال المهم هنا يقول التالي:

اذا كان الصيام حتمي فينا فلماذا يقول ربي (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) ومما يؤكد بأن الصيام ليس موجود دائماً وانما هو يأتي في بعض الأحيان؟؟

واما جوابي عليه فهو أن أقول بأن السؤال وبحد ذاته مصاغ بشكل خاطئ لان الشهادة هنا للشهر وليست للصبام وبأنك وان شهدت الشهر فعليك أن تصمم على ادراك هذا الشهر او ادراك معنى الأشهر لكي تصمم على متابعة الاحداث التي تحدث به ومما يضطرني هنا لان اشرح لكم معنى الشهادة و الشهر ولو باختصار شديد فأقول:

أن مصطلح (شهد) من الهداية ومن الامر الكوني النافذ (هُدَّ) والذي يفيد حالة الهداية وميزانه (هاد. هود. هيد)...
هُدَّ (هاد. هود. هيد) وجميعها تفيد معنى الهداية وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "ش" والذي يفيد الاستمرارية الإيجابية في الفعل فيصبح عندنا:
شهد (شهاد. شهود. شهيد) وجميعها تفيد الاستمرار الإيجابي في عمل الهداية..

واما مصطلح (الشهر) فمن الامر الكوني النافذ (هُرَّ) والذي يفيد حالة الانهيار وبحيث ارجو منكم هنا مراجعة منشور (نهر الاعراب و نهر القرآن)...

هُرَّ (هار. هور. هير) وجميعها تفيد معنى الانهيار وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "ش" والذي يفيد الاستمرارية الإيجابية في الفعل فيصبح عندنا: شهر (شهار. شهور. شهير) وجميعها تفيد الاستمرارية الإيجابية لحالة الانهيار..

نعم احبتي
فالشهر القرآني هو الشيء الذي يستمر في حالة انهيار إيجابي ومن اننا نستطيع أن نطلق على اليوم او الأسبوع او حتى الزمان بمجمله لقب الشهر لأنه في حالة انهيار مستمر وليس مستقر على ذاته ومن هنا جاء ايضا مصطلح (النهار) لأنه ينهار على ذاته مع قدوم الليل ولا يبقى على حاله..

اذن
فمن شهد منكم الشهر (من كان منكم مستمر في طريق الهداية الإيجابية لإدراك الأشياء المستمرة إيجابيا في حالة انهيارها) فعليه ان يصمم على متابعة هذه الامر..

وكأنني أقول لكم بانكم وان كنتم تريدون أن تهتدوا باستمرار الى كل منابع العلم فعليكم أن تصمموا على ما تريدونه لكي تبلغوا غايتكم وبحيث أنني لن اتبحر هنا بمعنى مصطلحي الشهادة والشهر لان كل مصطلح منهم بحاجة الى بحث خاص به ومن انني اردت أن اشرح لكم معنى مصطلح الصيام القرآني من خلال جذره والامر الكوني النافذ الخاص به.

ويبقى سؤال اخر مهم هنا يقول: 
هل الصيام أو التصميم عن الامتناع عن الطعام أمر عقائدي ومفروض علينا في القرآن الكريم نحن المؤمنين وكما هو الحال في العقيدة القرشية التي فرضها القرشيين على اتباعهم فرضا؟؟ فأعطوني تالية كريمة واحدة تفرض علينا الامتناع عن الطعام كما يفعل الاعراب القرشين لأقول لكم حينها بأن الصيام الاعرابي امر سماوي من عند الله ومفروض علينا.. وأما وان تتبعوا كلام الأعراب الأشد كفرا ولغوهم لأنكم قد اعتدتم على الموروث فقط فهذا والله ربي سنة الجاهلين عبر العصور والذين وان سالتهم لماذا تفعلون هذا الأمر وهو ليس مفروض عليكم لقالوا لك (انا راينا اباءنا واجدادنا لها عاكفون)!!!!!! عم احبتي فالأعراب الأشد كفرا ونفاقا والاجدر الا يعلموا حدود ما أنزل الله كانوا قد ظنوا بأن عبارة (كلوا واشربوا) تفيد الطعام والماء الذي يدخل الى جوفنا لأنهم الأجدر أن لا يفهموا معاني القرآن الكريم السامية وكما قال عنهم ربي. فالتالية الوحيدة التي تتحدث عن موضوع الامتناع عن الأكل والشرب -والذي لا يفيد الطعام او استقاء الماء ابد- هي قوله عز من قائل: (((احل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم هن لباس لكم وانتم لباس لهن علم الله انكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالان باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ثم اتموا الصيام الى الليل ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله اياته للناس لعلهم يتقون))) والان لاحظوا معي بأن التالية الكريمة ومن بدايتها تتحدث عن نسائنا وكيف انه قد أحل لنا في ليلة الصيام ان نباشرهم وناكل ونشرب منهم وبانها لم تذكر موضوع الطعام ابدا.. نعم فلقد علم ربي بأننا نختان أنفسنا مع نسائنا في ليلة الصيام (او عندما نكون مصممين على أمر ما كما صممت مريم على الامتناع عن الكلام) وبحيث خفف الأمر علينا وجعلنا نباشرهم ونكيل لأنفسنا من كيلهم ونشرب من مشاربهم ولا نعتبرهم كباقي الناس وحتى وإن كنا مصممين بأن لا نكتال من الناس أو نشرب من مشاربهم لأن هؤلاء النساء نسائنا ولان التالية الكريمة ومن بدايتها الى نهايتها تتحدث عن علاقتنا مع نسائنا فقط ولا يوجد فيها أي حديث عن طعام الذي يدخل إلى اجوافنا وهذا لأنني قد وضعت لكم سابقاً موضوع (الاكل الاعرابي والاكل القرآني) وقلت لكم بان الأكل من الكيل بالمكيال ولا تعني الطعام. وكذلك فان الشراب لا تعني الماء الذي يدخل جوفنا لان الشراب من المشارب العلمية والآن مشاربنا التي نشرب منها علومنا كثيرة جدا وكقوله (اشربوا في قلوبهم العجل) ومن أن العجل هنا ليس بماء ومع هذا فأن البعض قد شرب العجل أليس كذلك؟ وعليه فقد أحل لنا ربي تبارك وتعالى ونحن في حالة التصميم على فعل شيء ما ان نراف لحال نسائنا وان نباشرهم ولا ننقطع عنهم وإن نكيل لهم مما معنا ونكيل لأنفسنا مما معهم ونتفهم احتياجاتهم ومشاربهم الكثيرة وبحيث أن هذا يطول شرحه هنا ويحتاج منكم لمتابعة كاملة للمنهج الجذري القرآني لأن اللغو الأعرابي القرشي قد طال جميع مصطلحات القرآن الكريم وحرفها عن معناها السامي وجعل من هذا الكتاب الكريم مهزلة لجميع الأمم التي تراه كتابً للغباء والجهل كله.. إذن فلا يوجد شيء يقال له الامتناع عن الطعام لمدة ثلاثين يوم ويفيد الصيام الأعرابي حصرً وكما هو الحال في الصوم الأعرابي الباطل والذي هو مجرد عادات وثنية لا علاقة لها بقرآن ربي لان الصوم القرآني حالة تصميم مكتوبة علينا بشكل دائم...
وعليه
وبالمختصر المفيد عن الصيام المكتوب علينا كما كتب على جميع من هم قبلنا من امم امثالنا أقول:


اخي الانسان في كل مكان...
انت في حالة صيام قرآني دائم أينما كنت ومهما فعلت لان الصيام مكتوب عليك منذ لحظة ولادتك وبحيث أن عملية تحريكك لأصابع يدك وأنت طفل رضيع او حتى رمشة عينك عبارة عن عملية تصميم منك على هذا الفعل لان الصيام مكتوب عليك منذ لحظة تخليقك في رحم أمك لكي تكون كائن حي يسعى ولا تكون من الجمادات التي لا تسعى لأن الجمادات وحدها من لا تملك القدرة على الصيام والتصميم لأنها ليست حية أو من أمم امثالنا من الحيوانات والكائنات الحية الصائمة دائمً بما كُتب ربي عليها و علينا.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
24/4/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق