دخول حرف الجر والحركة "الر" على بعض المصطلحات القرآنية...
يعتقد اكثرنا بان مصطلح (الرجم) في القرآن الكريم يفيد عملية القذف بالحجارة وهذا ليس صحيح ابدا احبتي لان الرجم في القرآن الكريم عكس الرحم وبحيث ان الرجيم عكس الرحيم وكما سيتضح لكم ادناه..
وعليه
ولكي تدركوا معي معنى مصطلح الرجيم في القران الكريم عليكم أن تدرك أولا معنى الرحيم وبانه من فعل الأمر الكوني (حُمَّ) وميزانه (حام. حوم. حيم) والتي تفيد جميعها معنى الحماية وذلك بعد دخول حرف الجر والحركة القرآني "الر" والذي يفيد استمرارية عملية الحماية وكما شرحتها لكم في البحث السابق.
فالرحيم هو الذي تستمر عليه عملية الحماية ضمن الرحمان..
واما الرجيم فهو الخارج عن حماية الرحمان لانه قد قرر الانشقاق عنه والاعتماد على نفسه واناه الخاصة به فخرج خارج محيط الرحمة او الحماية المستمرة من الرحمان..
ولكي يتضح لكم الامر اكثر اقول:
ان الجذر الكوني المشدد لمصطلح الرجيم هو فعل الامر الكوني النافذ (جُمَّ) والذي يفيد جمع الاشياء والاستكثار منها ومن ميزانه الكوني (جام. جوم. جيم) والذي يفيد جمع كل شيء ولقوله (تحبون المال حبا جما) وبمعنى حبا انانياً فيه رغبة بجمع هذا المال كله لانفسكم فقط..
جُمَّ (جام. جوم. جيم) وجميعها تفيد الرغبة بجمع الأشياء لنفسك..
ويدخل عليه حرف الجر والحركة القرآني "الر" والمختص بعملية الحركة المستمرة فيصبح عندنا:
الرجم (الرجام. الرجوم. الرجيم) ... والتي تأتي جميعها بمعنى الذي يستمر بجمع الأشياء لنفسه فقط فيصبح أنانياً خارج الرحمة أو الحماية المستمرة للرحيم لأنه قد قرر أن يكون هو الحامي لنفسه كونه يجمع الاشياء كلها وينسبها لنفسه وبما فيها الحماية.
أي ان الرجيم هو الخارج عن حماية الرحيم لانه المسؤول عن نفسه وتصرفاته...
ولقد أطلق على الشيطان اسم (الرجيم) لانه يريد او يجمع كل الاشياء وينسبها لنفسه وكأنه هو الله المطلق والعياذ بالله.
وقوله عز من قائل لإبليس (فاخرج منها فانك رجيم) تفيد خروجه من الحماية الربانية ومن منطقة الجنا السامي التي كان يجني منها كل مايحتاجه من امور قويمة وقائمة بفضل الرب تبارك وتعالى ليصبح مسؤول عن نفسه وجميع تصرفاته لانه اناني...
اي انه قد كان في محيط جنة الرب وجناه وحمايته المستمرة ومن ثم خرج من هذا الحما والرحمة فأصبح رجيم..
وعليه
فإن الرجم في القرآن الكريم لا تأتي بمعنى قذف الحجارة وإنما تأتي بمعنى الخروج من المحيط الذي يحميك فتصبح رجيما ومعتمدا على نفسك وغير محمي من هذا المحيط الذي كان يحميك..
ولأن
لاحظوا معي تالية ابراهيم عن الرجم لتدركوا معي من معناه القراني الصحيح فاقول:
(((قال اراغب انت عن الهتي يا ابراهيم لئن لم تنته لارجمنك واهجرني مليا)))
وفي هذه التالية الكريمة نراه يقول (لأرجمنك وأهجرني مليا)...
أي ان الرجم ياتي اولً ومن ثم تاتي الهجرة بعده ومما يؤكد بان الرجم اقل خطورة من الهجر لأنه قد جاء قبله في الترتيب الحدثي ومما يؤكد بان الهجر أصعب من عملية الرجم التي جائت بعده في التالية الكريمة.
وعليه
ولو كان الرجم هو القذف بالحجارة وكما يظن البعض خطأ لكان حاله أصعب من حال الهجر وأكبر منه لأن هذا الرجم سيفضي الى الموت حتماً أليس كذلك؟
فكيف يقول له لأرجمنك ومن ثم يقول بعدها واهجرني مليا ؟!!
وكيف سيهجره بعدما يكون قد مات من الرجم بالحجارة وكما هو مفهوم الرجم الاعرابي؟!!
إذن
فالرجم لاتعني القذف بالحجارة ابدا وانما تعني اخراجك من المكان الذي انت فيه وتحت حمايتي ومن ثم تهجرني بعدها وبشكل نهائي..
فقول أبو إبراهيم لابنه واضح تمام هنا ومن أنه سيرجمه (سيخرجه خارج محيط الرحمة والحماية الابوية او حتى الحماية القبلية) ومن ثم سيهجره بعدها نهائيا...
أي أن الرجم هو الإعلان عن خروج الشخص من الحما والحماية التي هو فيها وكما حصل مع ابراهيم وابيه وكيف اعلن للناس بان ابراهيم خارج الحماية الابوية لانه كافر ومهرطق في حكم ابيه وبحيث وجب عليه ان يهجر القبيلة بعدها وبشكل نهائي او انه سيتعرض للاذى ان بقي فيها كونه خارج عن الحماية الابوية او القبلية ومهدور دمه.
وعليه
فإن عملية رجمي لك تعني اخراجك من محيط الحماية التي انت فيها ومن أنك قد اصبحت خارجا عني ولست تحت حمايتي لان الرجم هو الخروج من منطقة الحما بشكل نهائي ومستمر وذلك بسبب دخول حرف الحركة القرآني"الر" على الجذر (جما) والذي يفيد حبك الشديد للأشياء كما تراها انت بمنظورك الشخصي فتصبح (رجما) او (رجيما) لان الرجيم هو ذلك الشخص الذي رفض قوانين الجماعة التي كانت تحميه وكان واقع تحت حماها وقوانينها ليصبح مسؤول عن نفسه وتصرفاته فيكون رجيمً لهذه القبيلة لأنه قد خرج عن حماها..
وهذا ماحصل مع ابليس ايضا ومن أنه قد خرج عن قوانين الرب وحماه وفقد مرتبته في الملأ الأعلى وأصبح مسؤول عن كل تصرفاته الشخصية وانانيته التي سيحاسب عليها حتماً.
ويبقى ان اضع لكم منشور (المصابيح رجوم للشياطين) لاوضح لكم بأن المصابيح أشخاص عظماء يخرجون الشياطين من محيط أنفسنا التي يحتمون بها فيصبحون رجماء خارجها لكي تتأكدوا وبما لايدع مجال للشك بان مصطلح (الرجم) في القران الكريم لايعني القذف بالحجارة ابدا وانما يعني الخروج من منطقة الحما والحماية التي كان تابع لها.
محمد فادي الحفار
24/9/2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق