دخول حرف الحركة القرآني "ع" على بعض الجذور القرآنية...
لقد وضعت لكم سابقً البحث الخاص بمصطلح (قال . قول . قيل) واكدت لكم بان ميزانه وبجميع تفعيلاته يفيد عملية النقل من مكان الى آخر....
واخبرتكم ايضا بان عملية نقل الصوت من فم المتحدث الى اذن المستمع يطلق عليها ايضاً مصطلح (قال) لان هذا المصطلح القراني مختص بنقل الاشياء جميعها من مكانها الى مكان اخر وليس مختص بعملية نقل الصوت وحسب وكما هو في شرح الاعراب العقيم والذي افرغ القران كله من محتواه وقزَّم جميع افعاله ومصطلحاته.
واما الان فاعود واذكركم بموضوع احرف الجر والحركة القرانية (كهيعص) ودخولها على الجذر الثلاثي لتعطيه تفعيلات جديدة ومن بينها الحرف "ع" والذي هو من ضمن حروف الجر في (كهيعص) وبحيث قلت لكم بان آلية عمله هي انه (يُعقّد عمل الجذر ويعكس معناه اذا دخل في اوله) وبحيث اضع لكم الامثلة التالية:
صُبَّ (صاب . صوب . صيب) والتي تفيد الأمر الصائب وكيف انها تصبح:
عصب (عصاب . عصوب . عصيب) وتفيد تعقيد فعل الصواب وعكس اتجهاه وبحيث ان الذي تعصب عيناه لايرى الصواب...
كما وان (العصبة) او حتاب (العصابة) هم أؤلائك النفر من الناس الذين اجتمعوا على امر يخصهم وحدهم وحتى وان كان اجتماعهم هذا غير صائبً وعلى غير الحق..
سُرَّ (سار. سور. سير) والتي تفيد السير والسريان وكيف تصبح:
عسر (عسار. عسور. عسير) والذي هو تعقيد لعملية السير وتعسيرها ومعاكستها للفعل سار.
جُبَّ (جاب. جوب. جيب) والتي تفيد الاجابة والجواب وكيف تصبح:
عجب (عجاب. عجوب. عجيب) والذي هو حال المتعجب الذي لايملك الجواب.
وبحيث ان هذا الامر ذاته ينطبق على مصطلح (قال) وعلى الكثير الكثير من مصطلحات القران احبتي..
نعم
فجميع المصطلحات القرانية من (قال . قول . قيل) تفعيد الحركة والنقل من مكان الى اخر وبحيث ان حرف الحركة "ع" والذي يُعقّد عمل الفعل ويعكس اتجاهه سيفعل الفعل ذاته مع هذا المصطلح وعلى النحوا التالي:
قل (قال . قول . قيل)..
عقل (عقال . عقول . عقيل)..
فقولنا (لقد قال الشيء) اي نقله وحركه من مكانه..
وقولنا (لقد عقل الشيء) اي منعه من الحركة..
فالعقال فاعل لانه يعقل الشيء ويمنعه من الحركة
والعقيل مفعول به لان العقال قد عقله..
ومن هنا نقول عن ذلك الحبل الاسود الملفوف والذي يضعه الخليجيين على رؤوسهم بانه عقال لانه يقوم بعملية تثبيت القماشة البيضاء او المرقطة بالاحمر او الاسود (الحطة) ويعقلها ويمنعها من الحركة والانزلاق من فوق الراس.
وعليه
فان العقل هو الفعل الذي نقوم به لكي نثبت كل منقول ومتحرك من مكانه (او كل ماهو قال ويقال وقليلا ) لكي نمنعه من الحركة ونعطي لانفسنا الفرصة لدراسته وهو ثابت امام اعيننا كي نتاكد من جميع مكوناته.
ووالله ربي بان قوله عز من قائل (افلا تعقلون) خاص بامة النقل الاعرابية والتي لاتملك من العلم شيء سوى القيل والقال والقلقلة ومن فلان عن فلان حتى ضاع منها العلم والبيان....
فقوله عز من قائل (افلا تعقلون) اي افلا تثبتون هذا المنقول المتحرك عن هذه الحركة التي هو عليها لكي تستطيعون بعدها التأكد من ملامحه جيدا ودراسته بشكل وافي من اجل ابداء الرآي الصحيح فيه؟؟
اذن
فان العقل ليس عضو من اعضاء الجسد وكما تتوهم امة النقل الاعرابية وانما هو فعل نقوم به نحن العاقلون الذين نعقل الامور ونثبتها في مكانها لكي نتفكر فيها وبمنطقيتها ومن اننا لانعتمد ابدا على المنقول من قيل وقال ويقال.
وكل الحب والسلام لكم جميعً وجعلنا المولى سبحانه وتعالى واياكم من اصحاب القلوب التي تعقل الامور وتمنعها من الحركة لكي تتدبرها بكل هدوء وروية وليس من اصحاب القلوب الغافلة التي لا تعقل ابدا لانها مختصة فقط بنقل تراثها وعقائدها الباطلة جيل بعد جيل وقيلً عن قيل.
محمد فادي الحفار
28/3/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق