الأحد، 26 أبريل 2020

المنشور "9" (جال و رجال)



دخول حرف الجر والحركة "الر" على بعض الجذور القرآنية...

يعتقد أكثرنا بأن مصطلح (الرجال) القرآني يفيد الجنس الخاص بالذكور وعلى حين أن مصطلح (النساء) يفيد الجنس الخاص بالإناث وهذا من أخطاء التفسيرات الآعرابية الكبيرة والخطيرة جدا وبحيث أنني سأخصص هذا المنشور للحديث عن مصطلح الرجال القرآني واعود لاحقً لشرح معنى مصطلح النساء في المنشور الخاص به فأقول:

إن جميع المصطلحات القرآنية من "رجل" و "رجال" و "رجالا" و "راجلين" و "مترجلين" تفيد عملية التجوال المستمرة وبحيث أن فعل الأمر الكوني الخاص بها هو الأمر الكوني النافذ (جُلَّ) وميزانه (جال. جول. جيل) والتي تفيد جميعها معنى التجوال وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "الر" فتصبح (الرجال) أو المستمرين دائماً بعملية التجوال..

جُلَّ (جال. جول. جيل) وجميعها تفيد معنى التجوال وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "الر" والمختص بالاستمرارية فتصبح.

الرجل (الرجال. الرجول. الرجيل) وجميعها تفيد معنى المستمرين دائماً في عملية التجوال..

نعم
فمصطلح "الرجال" القرآني يفيد أولئك المستمرين بالتجوال من الجنسين وبأنهم (البالغين) وبحيث أنهم هم القوامون على "النساء" والذين هم الأطفال من الجنسين والغير قادرين على التجوال وبجميع انواعه لأن الرجال (او البالغين من الجنسين) هم القادرين على التجوال والسعي من أجل العلم والأرزاق وغيرها من الامور التي تحتاج إلى التجوال وبحيث أن هذا سيتضح لكم تباعً ومن خلال المنشورات الجذرية التي اعرضها عليكم وبالترتيب الخاص بها ومن خلال دخول حروف الجر والحركة عليها لتصلكم الصورة الصحيحة مفصلة وبحيث أن بحثنا اليوم في مصطلح الرجال القرآني تحديد فأقول:

(((واذن في الناس بالحج ياتوك رجالا وعلى كل ضامر ياتين من كل فج عميق)))

وبحيث أن السؤال هنا يقول:
لو كان مصطلح (الرجال) او (الرجالا) يفيد جنس الذكور فقط فهذا معناه بأن تالية الحج هذه خاصة بجنس الذكور فقط وبحيث انه لا يحق للإناث الذهاب للحج لأنه قد قال (ياتوك رجالا) واقتصر الأمر على الرجال فقط أليس كذلك؟!!

وعليه
لماذا تذهب الإناث إلى الحج القرشي المفترض؟
وهل فريضة الحج خاصة بالذكور فقط؟
ولماذا افتتح ربي تاليته الكريمة بعبارة (واذن في الناس) والتي تفيد جميع الناس ذكورً واناثا لو كان الحج للذكور فقط؟
ولماذا لم يقل مثلا (واذن في الرجال في الحج) ومن ثم تابع وقال (ياتوك رجالا) لتتناسب التالية مع بعضها؟
وهل تعلمون بأن هذه التالية الكريمة قد جعلت الكثير من علماء السلفية في السعودية وغيرها يستنتجون بأن الانثى ليست من الناس وإنما هي الحيوانات و تندرج تحت قائمة الثدييات؟!!!!

والان
قد يقول لي أحدكم بأن مصطلح (رجالا) في هذه التالية الكريمة أعلاه يفيد أولئك الذين يسيرون على أطرافهم السفلى والتي يطلق عليها الآعراب في لغوهم لقب (الارجل أو الاقدام) ومن أن الذكور والإناث يملكون تلك الأرجل التي يسيرون عليها وعلى حد سواء ومما يؤكد بأن الحج للجنسين وليس لجنس واحد فقط لكي يحاول الخروج من هذا المأزق عن معنى مصطلح الرجال في القرآن الكريم فأجيبه على النحو التالي:

لو نحن افترضنا جدلً بأن مصطلح (رجالا) في القرآن الكريم يفيد معنى الذين يسيرون على أطرافهم السفلى فكيف سيصبح معناه في قوله عز من قائل:

(((يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا)))

وهل ستقول لي هنا بأن النفس الواحدة قد بث منها ربي من يمشون على أطرافهم السفلى وبث منها النساء والذين لا يستطيعون يمشون على أطرافهم السفلى مثلاً!!!
فلو كانت كلمة "رجالا" تفيد الذين يمشون على أطرافهم السفلى لاستطعنا أن نقول بأن جميع النساء لا يملكون اطرافً سفلى يمشون عليها لانه قد فصل بينهم وبين الرجال في هذه التالية الكريمة فما رأيك بهذا؟؟

فكلمة "رجالا" جاءت في التاليتن الكريمتين بنفس الصياغة ونفس الصورة وطبق الاصل ودون أي اختلاف كما ترى وبحيث انك لن تستطيع ان تقول هنا بأن معناها في تالية الحج يفيد أولئك الذين يمشون على أطرافهم السفلى وعلى حين أن معناها في التالية الأخرى يفيد جنس الذكور لأن هذا سيجعل من قرآنكم العربي أو لغتكم العربية لغة عبثية غير دقيقة ولا يستطيع أحد فهم معانيها لأن الكلمة الواحدة لها معاني مختلفة وهذا مستحيل..

اذن
فإن مصطلح (رجالا) لا يعني من يسيرون على أطرافهم السفلى وبحيث أننا سنضطر إلى العودة مرة أخرى إلى افتراضنا الأول ومن أنه يفيد جنس الذكور فقط وكما هو متعارف عليه عند الجميع وبحيث اضع لكم التالية الكريمة مرة اخرى واعيد عليكم التساؤلات ذاتها فاقول:

(((واذن في الناس بالحج ياتوك رجالا وعلى كل ضامر ياتين من كل فج عميق)))

وعليه
لو كان مصطلح (الرجال) او (الرجالا) يفيد جنس الذكور فقط وكما يقال فهذا معناه بأن تالية الحج هذه خاصة بجنس الذكور فقط وبحيث انه لا يحق للإناث الذهاب للحج لأنه قد قال (ياتوك رجالا) واقتصر الأمر على الرجال فقط أليس كذلك؟

ولكن المصيبة الأكبر هي أنه قد قال فعلا (واذن بالناس) وقال بعدها (ياتوك رجالا) ومما يعني بأن الناس هم الرجال او الذكور فقط وبأن النساء ليسوا من الرجال ولا هم من الناس أيضاً وهذا ماستنتجه السلفين عن الأنثى وبأنها ليست من الناس وإنما هي من الحيوانات او الكائنات الثدية فما هو رأيكم في هذا؟؟!!!!

كما وأننا وإن نحن تغاضينا هنا عن موضوع الأنثى ومن أنها ليست من الناس وإنما هي من الحيوانات او الكائنات الثدية وكما هو الحال في الشرح السلفي لبعض الأعراب الجاهليين فإننا سنقع في مصيبة أخرى ومن أن جميع الذكور الذين لا يؤمنون بمحمد القرشي ليسوا من الناس أيضاً لأن التالية الكريمة تدعو جميع الناس للحج وبقولها (واذن بالناس) وبحيث أنها تؤكد بعدها بأنهم سيأتون جميعهم الى هذا الحج حتمً وبقولها (ياتوك رجالا) وهذا لا يحدث كما نرى الان الهندوس فيهم رجال واليهود فيهم رجال والمسيحيين فيهم رجال وجميع أهل العقائد على سطح الأرض فيها رجال طالما أن الرجال هم الذكور في شرحكم الأعرابي ومن أن جميع هؤلاء الرجال او الذكور من العقائد المختلفة لن يأتوا الى الحج القرشي المفترض حتماً لأنهم اصلاً غير مؤمنين برسالة الإسلام القرشية التي جاء بها المدعو محمد القرشي أليس كذلك؟

وعليه
لماذا قال ربي (واذن بالناس) والتي تفيد جميع الناس وبحيث أكد لنا بعدها بأنهم سيأتون جميعهم حتمً اذا سمعوا هذا الاذان ولم يقل (واذن بالمؤمنين)؟!!!
فلو كان ربي قد قال (واذن بالمؤمنين) لكانت التالية الكريمة منطقية حتماً ومن أن الذين لا يؤمنون بمحمد لن يأتو لهذا الحج لأنهم ليسوا مؤمنين به أليس كذلك؟

ولكن ربي قد قال (واذن بالناس) ومن ثم اكد لنا بأنهم جميعهم سيأتون حتمً عندما يسمعون هذا الأذان وهذا لم يحدث..
فهل يفتقد ربي للمصداقية في اقواله أو يكذب علينا ويقول لنا اشياء لا تحدث ورغم انه قد أكد على حدوثها؟!!

نعم احبتي
فهذا هو القرآن الأعرابي القرشي ومفرداته المترادفة التي تجعل الله ربي متناقضً دائمً لأن مصيبة قرآننا الكريم الكبرى تكمن في شرح مفرداته من خلال اللغو الأعرابي ومترادفاته وبحيث أنهم يرون بأن مصطلح الرجال يساوي الذكور ومصطلح النساء يساوى الإناث ولا يدركون بأن كل مصطلح من مصطلحات القرآن الكريم له جذره الخاص به والذي يتفرد فيه عن غيره بشكل مطلق..

وأما قرآني الكوني والذي اضع لكم منهاجه الجذري فيقول لكم بأن مصطلح (الناس) يعود الى فعل الأمر الكوني النافذ (نُسَّ) وميزانه (ناس. نوس. نيس) والتي تفيد جميعها معنى النسيان ومن أن جميع كائنات ربي الحية من الناس لأن ربي قد أنعم عليها بنعمة النسيان...
فلسنا وحدنا او جنسنا نحن بني ادم من الناس لأن جميع كائنات ربي الحية من الناس بما فيهم الحيوانات والملائكة لأننا جميعنا ننسى حتى يأتي من يذكرنا ويعيد لنا ذاكرتنا وهذا ما ساشرحه لكم في البحث المخصص لمصطلح الناس..

كما وأن مصطلح (الحج) يعود الى الامر الكوني النافذ الخاص به وهو الامر (حُجَّ) والذي يفيد قضاء الحاجات وميزانه (حاج. حوج. حيج) والذي يفيد قضاء الحاجات وكما هو مشروح عندي أيضاً في البحث الخاص به..

وأما مصطلح "الرجال" القرآني والذي هو عنوان بحثنا اليوم فيعود في اصله الى فعل الامر الكوني النافذ (جُلَّ) وميزانه (جال. جول. جيل) والتي تفيد جميعها معنى التجوال وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة والجر "الر" فيصبح عندنا (الرجل) و (الرجال. الرجول. الرجيل) والتي تفيد جميعها معنى المستمرين دائما بعملية التجوال..

وعليه
فإن شرح التالية الكريمة الخاصة بالحج يكون على النحو التالي:

(((واذن في الناس بالحج ياتوك رجالا وعلى كل ضامر ياتين من كل فج عميق)))

نعم
فقم وادعوا جميع الناس للحج ومن أنك ستقضي لهم جميع حاجتهم لترى بأم عينكم بأنهم سياتون اليك جميعهم ومن كل فج عميق..
فهل يشك احدكم في هذا وفي حدوثه الحتمي؟

فإن كان عند احدكم ادنى شك في حدوثه الحتمي فليقف ويعلن لجميع الناس بانه ينتظرهم في مكان محدد لكي يقضي لهم جميع حاجاتهم وكيف أنه سيرى بأن الناس جميعهم ومن جميع الملل والعقائد والأعراق ومن جميع انحاء الارض سياتون إليه مسرعين ومن كل فج عميق لكي يقضي لهم حاجاتهم..
وهذا هو الحج احبتي ومن أن نكون ربانيين مثل ربنا الذي يقضي حوائج جميع كائناته و يشرق شمسه على الجميع لأنه يدرك حاجة الجميع له ولايبحث عن حاجته الشخصية منا.

فاذنوا بالناس في الحج وابحثوا عن الطريقة التي تقضون فيها حاجات الناس لان اعلى درجات الحب هي ان تشعروا بأن أحدهم يحتاج اليكم لكي تقضوا له حاجته وبأن وجودكم ضروري لوجوده..

إذن
فإن إدراكنا الصحيح لمعنى كل مصطلح من مصطلحات القرآن الكريم من خلال جذره الخاص به امرً لا بد منه لكي نفهم القرآن الكريم وبكل دقة ولأننا وان بقينا هكذا وعلى فهمنا له من خلال لغة الأعراب ولغوها فسيبقى القرآن الكريم مهجورا إلى آخر الزمان إن كان للزمان آخر.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
7/3/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق