دخول حرف الجر والحركة "ع" على بعض المصطلحات القرآنية...
او سالت جميع السلفيين عن هذه الصورة التي ارفقها لكم مع هذا المنشور والتي ترون فيها تمثالً لحيوان الثور واخر للأسد وقلت لهم من هو المقصود بالعجل من بينهم لقال لي جميعهم وبصوت واحد بأن الثور هو المقصود بمعنى مصطلح العجل وذلك لاعتقادهم بأن مصطلح العجل يفيد إبن البقرة أليس كذلك؟
ولو سألتهم لماذا نسمي مولود البقرة وحده باسم العجل ولا نسمي باقي المواليد من الحيوانات العاشبة بهذا الاسم لقال لك أكثرهم بأن العجل ينزل من بطن أمه بسرعة ويقف على أقدامه بسرعة ويبدء الحركة بسرعة لان معنى العجل في القرآن الكريم من العجلة والاستعجال بالشيء وكأنهم يتجاهلون هنا وبكل غباء بأن أكثر مواليد الحيوانات البرية العاشبة تنطبق عليها هذه الصفات ومن انها تولد بسرعة وتقف على أقدامها بسرعة وتبدأ التحرك السريع منذ لحظة ولادتها من اجل البقاء والحفاظ على نفسها من باقي الحيوانات المفترسة!!!
نعم...
فالحصان يُلد بسرعة ويقف على أقدامه بسرعة ويتحرك بسرعة وبحيث يصلح ان يُطلق عليه لقب العجل لو كان معنى مصطلح العجل يفيد الحركة السريعة اليس كذلك؟
كما وان الغزال ايضا تنطبق عليه هذه المواصفات وكما هو الحال بالنسبة للخروف والماعز والزرافة والحمار الوحشي والحمار الاعرابي ومن انها جميعها تولد بسرعة وتتحرك بسرعة ومنذ لحظة ولادتها اليس كذلك؟
فلماذا تطلقون اسم العجل على وليد البقرة فقط ولا تطلقونه على باقي الحيوانات العاشبة؟؟
ولو كان العجل يفيد عملية السرعة او التي تطلقون عليها لقب العجل والاستعجال دون ان تفهموا معناها فان الانسان هو الاولى ان يطلق عليه لقب العجل ولقوله عز من قائل:
(((خلق الانسان من عجل ساريكم اياتي فلا تستعجلون)))
فما رايكم في هذا؟؟
فمن الواضح هنا ان مصطلح العجل خاص بالانسان اكثر من غيره ولقوله (خلق الانسان من عجل) ومما يؤكد بان مصطلح العجل يطلق علينا جميعنا نحن بني اليس كذلك؟
فهل ولد الانسان بسرعة وخرج من بطن امه بسرعة ووقف على اقدامه بسرعة؟
أم هل ستقولون لي هنا بأن الله ربي قد خلق الانسان بشكل سريع لانه كان مستعجلً في صناعته ويريد ان ينتهي منه بسرعة لكي يتفرغ لباقي مخلوقاته وكأن الزمان له قيمة عند الله او ان الله محصور ضمن المدة الزمنية وبحيث يستعجل في صناعته؟!!!
وعليه
فدعكم من هذه الطريقة الآعرابية في استنباط معاني مصطلحات القرآن الكريم أحبتي وتعالوا معي الى المنهج الكوني الجذري الثابت في طريقة استخرجه لمعنى المصطلحات القرآنية فأقول:
إن جميع المصطلحات القرآنية من "عجل" و "عجلا" و "عجلتم" و "استعجلتم" و "تستعجلون" و "يستعجلونك" تعود في اصلها الى فعل الامر الكوني النافذ (جُلَّ) والذي يفيد الامر في عملية التجوال وميزانه (جال. جول. جيل) وبحيث يدخل عليه حرف الحركة والجر "ع" والمختص بإيقاف عمل الجذر فيصبح عندنا (عجل) وميزانه (عجال. عجول. عجيل) وجميعها تفيد ايقاف عملية التجوال...
جُلَّ (جال. جول. جيل) وجميعها تفيد عملية التجوال وبحيث يدخل عليها حرف الجر والجركة "ع" والمختص بإيقاف عمل الجذر فيصبح عندنا:
عجل (عجال. عجول. عجيل) وجميعها تفيد عكس عملية التجول او ايقاف عمل التجول..
وقوله عز من قائل (خلق الانسان من عجل) اي خلق في حالة عدم التجوال في اصله او من المادة التي لا تتجول من تلقاء نفسها او من غير محرض لها على الفعل وردة الفعل وبحيث أننا جميعنا قد جئنا عن هذه الخلفية الغير متجولة من المواد والعناصر التي هي اصل تركيبتنا كالتراب والماء والحديد والعناصر الثابته جميعها او حتى عن الكون الثابت في اصله..
وايضا فان قوله عز من قائل (فاخرج لهم عجلا جسدا له خوار) لا تعني بأنه قد صنع لهم تمثالً على صورة مولود البقرة وانما تعني بانه قد اخرج لهم كيانً جاسدً في مكانه ولا يستطيع ان يتجول من تلقاء نفسه لانه عبارة عن جسد جاسد في مكانه ولا يتحرك وله خوار...
والخوار لاتعني الصوت الذي يصدر عنه وكما هو الحال في الشرح الاعرابي الركيك وانما تعني بانه معرض للخوار أو ان يخر من مكانه وكقوله (تخر الجبال)...
اي انه قد صنع لهم تمثالً لا يتجول وجاسد في مكانه وبغض النظر عن شكله لانه قد يكون على شكل إنسان او حتى على شكل اسد او حمار ولا يشترط ابدا ان يكون الشكل هو ابن البقرة حصرً لان مصطلح العجل القرآني يفيد اي شيء لا يتجول من تلقاء نفسه او جاسد في مكانه ولا يتحرك.
وايضا فإن قوله عز من قائل (فراغ الى اهله فجاء بعجل سمين) اي قام برعاية اهله ومن يهللون له وجاءهم بشيء سامي ولا يتجول (كتاب مقدس مثلاً) لان السمين في القرأن الكريم لاتعني الممتلئ بالشحم والدهن وكما هو الشرح الاعرابي الركيك لها وانما تعني الشيء السامي..
وكذلك فإن قوله (كلا بل تحبون العاجلة) تعني بأننا نحب عدم الحركة وبأن تاتي الأشياء إلينا دون اي تعب او تجوال منا ونحن جالسون في اماكننا او (تنابل كما نقول بالعامية السورية) وبحيث ان هذا ينطبق على الجميع ومن أن العاجلة هنا لا تعني الحياة الدنيا وكما شرحها الاعراب في لغوهم الباطل وانما تعني عدم التجوال وكما اقول لكم..
وايضاً فإن قوله عز من قائل (ولا تعجل بالقران من قبل ان يقضى اليك) اي لا تتوقف عن التجوال فيه ودراسته قبل ان يقضى اليك امره من كل جوانبه لكي يتنزل على قلبك تنزيلا وتفهم كل معانيه ولا تعني لا تتسرع به وكما هو الحال في الشرح الأعرابي وغباءه وكان الرسول سيفهم القرآن دون حتى ان يدرسه!!!..
واخيرً وليس أخر فإن قوله عز من قائل (يستعجلونك بالعذاب وان جهنم لمحيطة بالكافرين) اي يطلبون منك ان تمنع العذاب عنهم وان لا يتجول من خلالهم وهم لايدركون اصلً بأنهم موجودن حالياً في جهنم وعذابها المحيط بهم لان جهنم محيطة بالكافرين فعلاً وذلك لاننا جميعنا من الكافرين ولقوله عز من قائل عنا جميعنا (قتل الانسان ما اكفره) والتي تؤكد بأننا جميعنا كافرين..
نعم احبتي
فجميعنا كافرين لأننا نكفر اشياء في انفسنا ونبدي غيرها وبحيث أن جهنم محيطة بنا جميعنا وعذابها واقع علينا جميعنا فلا يوجد احد من بيننا لايتعذب وحتى الانبياء والرسل وذلك لان العذاب القرآني لا يفيد معنى العذاب الاعرابي السادي ومن انه عملية شواء في النار وتقليع اظافر وكما هو الحال في افرع المخابرات عند المجرمين لان العذاب القرآني عبارة عن عملية تنقية من الشوائب وكقولنا (ماء عذب) وبحيث ان مصطلح جهنم وبحد ذاته يفيد الارض والتي هي جهة النماء وتوجهه او (جاها نما) لانها المنطقة الكونية التي جاءت اليها الكائنات النماء التي تمنو وذلك لانها وجهتهم الحتمية وبحيث ان هذا يطول شرحه وسيتضح لكم مع الايام ومن خلال منشوراتي التي سانشرها لكم تباعً..
اذن
فان قوله (يستعجلونك بالعذاب) اي يطلبون منك ان توقف عنهم عملية العذاب التي هم فيها لكي يصدقوا بأنك رسول ونبي وهم لايدركون بأن هذا الحالة لا خروج منها إلا كنفس واحدة وكما دخلوا أليها كنفس واحدة ومن ان هذه الحالة محيطة بالجميع..
نعم
فهل يوجد انسان واحد على سطح الارض لا يتعذب وحتى وان كان اغنى الاغنياء؟
هل يوجد انسان واحد لا يشعر بالعذاب لفقدانه لمن يحبهم؟
طبع لا
وذلك لان العذاب واقع على الجميع دون اي استثناء..
وعليه
فإن قوله (عجل و عجلا و يستعجلونك) لا تعني التسريع في عملية الشيء وانما تعني عدم التجوال فيه وبحيث ارجوا منكم أن تراجعوا بأنفسكم جميع التاليات الكريمة التي جاءت على ذكر هذا المصطلح وتقرؤونها بالمعنى الذي وضعته لكم لتدركوا جمالها وروعتها ولأنه لايوجد احد يطالب بتسريع عملية العذاب بالفهوم الاعرابي للمصطلح وحتى وان كان اعتى المجرمين وإنما نحن جميعنا نطالب بالعفو والرحمة والمغفرة من القادر عليها لكي يمنحنا ايها ومهما كنا كافرين..
محمد فادي الحفار
4/3/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق