الخميس، 30 أبريل 2020

المنشور "36" (الحود و الجحود)



دخول أحرف الجر والحركة الجدلية ("ج"*"ح"*"خ") على بعض الجذور القرآنية.. دخول حرف الجر والحركة "ج" على بعض المصطلحات القرآنية... يعتقد اكثرنا بأن مصطلح الحديد القرآني عبارة عن صفة او لقب لنوع من أنواع المعادن الهابطة الى الأرض من الفضاء الخارجي وبحسب فهمهم لقوله عز من قائل (وانزلنا الحديد فيه بأس شديد) ومن ان مصطلح "الحديد" عبارة عن لقب او صفة لا تفعيل لها وكحال جميع الصفات في لغة الاعراب ولغوها ومن عدم وجود تفعيل لها وهذا ليس صحيح ابدا احبتي وخاصة وان نحن ادركنا بأن المعدن الذي يطلق عليه اعرابياً لقب الحديد ليس من المعادن الشديدة القسوة فهناك ما هو اشد منه قسوةً بملاين المرات... وعليه وبغض النظر عن المفهوم الاعرابي لمعنى مصطلح الحديد القرآني أقول: إن جميع المصطلحات القرآنية من "حاد" و "حود" و "حيد" و "حديد" و "حدود" و "حداد" و "محدود" و "يحادد" و "يحادون" و "احد" و "احدكم" و "احدهم" و "احداهن" عبارة عن تفعيلات للأمر الكوني النافذ (حُدّ) والذي يفيد قدرتك على وضوع الحدود للأشياء وميزانه هو (حاد. حود. حيد) والذي يفيد بجميع تفعيلاته معنى الحدود.. حُدّ (حاد. حود. حيد) وجميعها تفيد معنى الحدود.. فقولنا (لقد حدَّ الشيء) أي جعله يقف عند نقطة محددة.. وقولنا (لقد احد الشيء) أي منحه حدود خاصة به.. أي ان قولنا عبارة (قل هو الله احد) تعني بان الله هو مانح الحدود لجميع مخلوقاته ولا تعني الفردية والتفرد بالشيء لذاته وكما شرحها الأعراب لنا لان الرسول أيضا احد وكل انسان على سطح الأرض احد وبدليل قوله: (((امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير))) فهل ترون معي هنا بأن كل رسول من رسل ربي عبارة عن (احد) ومن قوله (لانفرق بين احد من رسله)؟؟!! اذن فان مصطلح (احد) ليس خاص بالله فقط لكي يفيد معنى التفرد لان الرسول أيضا (احد) وكما ترون وبحيث استطيع ان أقول لكم عبارة (قل هو الرسول احد) ودون ان اخشى من أي شيء عندما اقولها لأنها عبارة صحيحة 100%... بل ليس الرسول فقط من يطلق عليه مصطلح (احد) في القرآن الكريم وانما كل شخص منا هو احد ولقوله عز من قائل: (((واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من احد الا باذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق ولبئس ما شروا به انفسهم لو كانوا يعلمون))) فهل ترون معي كيف أن كل شخص منا هو (احد) لأن هاروت وماروت لا يعلمان من احد منا حتى يقولا إنما نحن فتنة؟؟ أي انني استطيع ان أقول لكم (قل هو الانسان احد) ودون ان اخشى من هذه المقولة لأنها أيضا صحيحة قرآنياً 100%.. وعليه فأنا احد وأنت احد والرسول احد وجميعنا احاد ضمن حدود الله المحيط بنا لأنه هو من أحدنا ومنحنا حدودنا وبحيث انه يحدنا من كل جهاتنا ويحيط بنا فلا خروج لنا عنه وعن حدوده ابدا لأنه محيط بنا ونحن ضمنه.. فالله (أحدَ) لأنه قد وضع الحدود لجميع كائناته ومخلوقاته.. والرسول أيضا (احد) لأنه يضع الحدود لاتباعه.. وانت أيضا (احد) لأنك تضع الحدود لنفسك ولمن حولك من اهل بيتك في الكثير من الأشياء.. إذن
إنني أستطيع أن أقول لكم (قل هو الله أحد) وأستطيع أن أقول أيضا (قل هو الرسول أحد) وأستطيع أن أقول كذلك (قل هو الإنسان أحد) لأننا جميعنا عبارة عن احاد ونضع الحدود لأنفسنا او لغيرنا ومتواجدين ضمن الله المحيط الاحد او الذي وضع الحدود لكل الأشياء.. واما (الحديد) فهو الشيء المحدد جدا او الخاص جدا في حدوده التي حددها الله سبحانه وتعالى له او ضمنه.. أي ان قوله عز من قائل (وانزلنا الحديد فيه باس شديد) تفيد الشيء المحدد جدا من الحدود التي انزلها ربي وبحيث ان جميع كتبه السماوية عبارة عن حديد لما فيها من أمور محددة وبكل دقة.. ولكي يطمئن قلبكم الى معنى مصطلح (الحديد) القرآني ومن انه الشيء المحدد جدا وليس ذلك المعدن الاعرابي المفترض أقول: (((لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد))) فهل بصرك او بصري او بصر من كشف الله عنه غطائه مصنوع من معدن الحديد الاعرابي ليقول له (فبصرك اليوم حديد)؟!!! فان اصبح بصرنا حديد وبمعنى المعدن الاعرابي فسنصبح بلا بصر أصلا لان بصرنا سينطمس حينها لما عليه من هذا المعدن اليس كذلك؟ وأما المعنى القرآني الصحيح لقوله (فبصرك اليوم حديد) أي انه قد اصبح محدد جدا ودقيق جدا في رؤيته للأشياء وبعدما انزلنا عليك علومنا التي تنير لك عقلك ورؤيتك الصحيحة للأشياء.. أي ان بصيرتك وبصرك أيها الانسان عامة او الرسول خاصة قد أصبح اليوم محددا جدا ودقيق جدا في تحديده لكل صغيرة وكبيرة يراها بعدما أنزلنا عليك هذا الكتاب لأننا قد ارسلنا لك الحديد المحدد ضمن بيناته لكي تبينها للناس بدورك أيها الرسول.. وعليه فان الحديد القرآن هو الشيء المحدد جدا وبكل دقة ومن فعل الامر الكوني (حُد) وميزانه (حاد. حود. حيد ...فهو ... حديد).. بل أنني أؤكد لكم هنا بان مصطلح (الإلحاد والملحدين ويلحدون) من الجذر ذاته والذي يفيد معنى الحدود وبدليل قوله عز من قائل (لسان الذي يلحدون اليه اعجمي) وبمعنى انهم يحددون شخص معين وينسبون الامر له.. وكذلك قوله عز من قائل (ان الذين يلحدون في اياتنا) أي يحددون آيات الله ويقولون هذه من عند الله وهذه ليست من عنده وهم اغبياء ولا يعلمون بان كل شيء من عند الله.. بل واشهدكم السلام ربي بأن جميع حاخامات المعابد وباباوات الكنائس ومشايخ السلفية من الملحدين لأنهم يحددون على هواهم من سيدخل الجنة ومن سيدخل النار وكأنهم وكلاء الله على الأرض ويعملون عمله!!!!! وعليه فإن مصطلح ملحدون و ملحدين و يلحدون لا يعني أولئك الذين لا يعترفون بوجود الله وانما يعني أولئك الذين يحددون أشياء محددة وينسبونها الى شخص محدد دون غيره او اشخاص محددين دون غيرهم. واما الان فانتقل معكم الى معنى مصطلح (الجحود) فأقول: حُدَّ (حاد. حود. حيد) وجميعها تفيد معنى الحدود وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ج" والمختص بالجدلية التي تكاد تعكس المعنى فيصبح عندنا: جحد (جحاد. جحود. جحيد) وجميعها تفيد عكس الحدود او رفض الحدود.. فقوله عز من قائل (كانوا باياتنا يجحدون) أي يمتنعون عن تنفيذ ما جاء فيها من حدود... وقوله (افبنعمة الله يجحدون) أي هل يمتنعون عن الاخذ بالأمور العامة المحددة التي عممها الله على الجميع؟!! وبحيث ارجوا منكم هنا مراجعة منشور (اعمى الاعراب و اعمى القرآن) لتدركوا بان جميع المصطلحات القرآنية من اعمى ونعمة وانعام تعود الى الامر الكوني النفذ (عُمَّ) والذي يفيد موضوع التعميم ولا يفيد فاقد البصر او بعض أنواع الحيوانات وكما هو الحال في الشرح الاعرابي الركيك الذي ما انزل الله به من سلطان. وكل الحب والسلام للجميع محمد فادي الحفار 15/10/2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق