الخميس، 30 أبريل 2020

المنشور "34" (الرسول والنبي)


دخول حرف الجر والحركة "ج" على بعض الجذور القرآنية...

يقول الشيخ السلفي صالح فوزان في جوابه عن الفارق بين النبي والرسول بان النبي هو من يبعث على شريعة من سبقه من الانبياء كأنبياء بني اسرائيل الذين بعثوا بشريعة موسى بالتوراة...
وأما الرسول فيأتي بشريعة جديدة ولا يبعث بشريعة من قبله..
فكل رسول نبي وليس كل نبي رسول لان الرسول ارفع مرتبةً من النبي..

وعليه
ولو اخذنا كلام هذا المهرتق الذي يهرف بما لا يعرف وقلنا بان النبي يبعث على شريعة من كان قبله فان السؤال الاول سيكون على النحوا التالي:

ان ادم عليه صلوات ربي كان نبي لانه قد انباء الملائكة بما لايعرفونه ولقوله عز من قائل:

(((قال يا ادم انبئهم باسمائهم فلما انباهم باسمائهم قال الم اقل لكم اني اعلم غيب السماوات والارض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون)))

ومما يؤكد بان ادم كان نبي لانه قد انبأ الملائكة كما ترون...
فعلى شريعة من قد بعث ادم ومن هم الانبياء الذين كانوا قبله طالما ان النبي يبعث على شريعة من كان قبله؟؟!!
فان لم يكن هناك نبي قبله فان شرحك لمعنى النبوءة خاطئ حتماً...


واما السؤال الثاني والذي يوضح خطورة الادعاء الباطل للسلفي صالح فوزان فهو قوله بان كل رسول نبي بالضرورة وليس كل نبي رسول ومن ان الرسول ارفع مرتبة من النبي فاقول:
لو كان كل رسول نبي بالضرورة وكانت مرتبة الرسول ارفع من مرتبة النبي فان الشياطين جميعهم رسل وجميعهم ارفع مرتبةً من الانبياء ولقوله عز من قائل:

(((الم تر انا ارسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم ازا)))

اذن
فان ربي هو من يرسل الشياطين ومما يجعلنا نؤكد بإن الشياطين من رسل ربي وبحيث انهم قد اصبحوا ارفع مرتبةً من جميع الأنبياء لان الرسول ارفع مرتبة من النبي كما يدعي هذا الجاهل صالح فوزان والذي يراى نفسه من علماء الامة فما رايكم يامن تقرؤون جهله وتقرونه على رآيه؟؟!!

وعليه
وبغض النظر عن جهلاء امة الاعراب والذين يلقبون انفسهم بالعلماء وهم الاجدر ان لا يعلموا حدود ماانزل الله اقول:

ان جميع المصطلحات القرانية من "رسول" و "رسل" و "رساله" و "رسولكم" و "ارسلناك" و "المرسلين" عبارة عن تفعيلات للامر الكوني النافذ (سلَّ) والذي هو امر لك بأن تطرح السؤال دائماً وميزانه (سال. سول. سيل) وجميعها تفيد معنى السؤال...

سلّ (سال. سول. سيل) وجميعها تفيد معنى السؤال وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "الر" والمختص بالاستمرارية فيصبح عندنا:
الرسل (الرسال. الرسول. الرسيل) وجميعها تفعيلات تفيد حالة المستمرين بطرح السؤال على ربهم لكي يجيبوا وبدورهم على كل من يطرح السؤال عليهم ولقوله عز من قائل (اذا سالك عبادي عني) ومن ان الناس سيسالونه وعليه ان يسترسل بالحديث ويخبرهم عن ربهم...

اذن
فان الرسول هو المستمر دائما في عملية السؤال اكان سؤاله لربه عن الامور التي يريد معرفتها او حتى رده على اسائلة الناس لانه مختص في عملية السؤال ومسترسل فيها...

وعليه
فلا يوجد شيء يقال له مرتبة الرسول ومرتبة النبي ومن ان احدهما ارفع من الاخرى كما يدعي جهلاء امة الاعراب لان كل مصطلح من بينهم له خصوصيته ولا نستطيع مقارتنه مع غيره وانما نقارنه مع نفسه فقط وبحيث نقول هناك رسول من الصالحين ورسول من الشياطين او نبي من الصالحين ونبي من الفاسقين الان النبي هو كل من يحمل معه نبأ ومن ان وجبنا هو ان نتبين نوعية هذا النبأ اكان نبأ صالح ام نبأ فاسق ولقوله عز من قائل (ان جائكم فاسق بنباء)..

اذن
فان جميع المصطلحات القرانية "نبي" و "نبئ" و "انبئكم" و "انبئهم" و "انبيائكم" و "النبيين" عبارة عن تفعيلات للامر الكوني النافذ (نُبَّ) والذي هو امر لك بأن تحمل النباء وميزانه (ناب. نوب. نيب) او حتى (نبا. نبو. نبي) فكلاهما واحد...

نُبَّ (ناب. نوب. نيب) فهو نبي ونائب ومنيب وبحيث انه ينوب عن الذي جعله نائب عنه لكي يحمل معه انبائه وينبئها للناس..
اي ان كل من يحمل معه اي نبأ من الانباء يقال له نبي وحتى وان كان في نشرة الانباء ولكن على ان ننتبه لوجود انبياء فاسقين ولقوله عز من قائل (ان جائكم فاسق بنباء)..
اذن
فإن النبي عبارة عن مصطلح قرآني يطلق على كل نائب عن جماعة او مجموعة ويحمل معه نبأ لهم او حتى يخبر الناس بأنبائهم وبحيث يتوجب علينا وبدورنا ان نتبين امر هذا النبي ومن خلال دراستنا لنبأه...
فان كان معه نبأ عن السلام ربه فهو من الانبياء المسلمين لان الدين عند الله الاسلام...
وان كان معه نبأ عن الاجرام فهو من الانبياء المجرمين الفاسقين لان الله لا يجعل المسلمين كالمجرمين..

وعليه
فأن جميع المصطلحات القرآنية من "نبا" و "انبا" و "منيب" و "اناب" و "منيبين" و "ينيب" و "انابوا" و "انبنا" عبارة عن تفعيلات للامر الكوني النافذ "نبَّ" والذي يفيد حمل النباء ممن جعلك نائبً عنه لان النبي والمنيب تفيدان المعنى ذاته..

نب (ناب. نوب. نيب) فهو نبي ونائب ومنيب وبحيث انه ينوب عن الذي جعله نائب عنه لكي يحمل معه انبائه وينبئها للناس وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ج" فيعكس معناها لتصبح:
جنب (جناب. جنوب. جنيب) والتي تفيد جميعها معنى الانسان الذي لا نائب له وهو وبدوره ليس نائبً عن احد..

واما وان يكون لمصطلح (الجنب) اربع معاني مختلفة عن بعضها ليكون من الابتعاد عن الشيء تارةً ولقوله (فجتنبوه) ويكون دلالة على الممارسة الجنسية تارة اخرى ولقوله (وان كنتم جنبا فاطهروا) ومن ثم يصبح دلالة على القرب مني ولقوله (والجار الجنب) ويتحول اخيرً الى طرف من اطرفي ولقوله (فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم) فهذا والله ربي من مصائب اللغو الاعرابي الذي تكدس في رؤوسنا من امة الاعراب الاشد كفار ونفاقا والاجد ان لاتعلم حدود ماانزل الله!!!

واما انا فاقول لكم احبتي بان مصطلح (الجنب) يفيد الذي لا نائب له لكي ينوب عنه...
فقوله عز من قائل (فجتنبوه) دلالة على الشيطان وبان لانجعل منه نائبً لنا وينوب عنا بما ينبئنا..
وقوله (والجار الجنب) اي الجار الذي لا نائب له وبدلالة على الجار الذي هو من عقيدة اخرى او حتى لا عقيدة له لان حق جار علينا كبير جدا وبغض النظر عن عقيدته ومعتقده..
واما قوله (وان كنتم جنبا فاطهروا) اي كنتم بغير نائب لكم فاطهروا من هذه الحالة وابحثوا عن نائبكم ونبيكم وانبائكم لتتبينوا..
وكذلك هو الحال بالنسبة لقوله (فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم) ومن انه يتوجب علينا أن نذكر الله ان كنا قائمين على مقام احد الانبياء او عائدين الى احد الانبياء او حتى كنا بلا نائب او نبي لنا...

نعم احبتي..
فقوله (قيام) من التقويم الذي قومنا عليه احد الانبياء كمقام ابراهيم مثلا..
وقوله (قعودا) من قدرية العودة الى الله..
واما قوله (جنوبكم) فتفيد الذين لا نائب او نبي لهم ومع ذلك هم يشعرون بوجود الله كالربوبيين مثلا ومن انهم يذكرون الله ورغم انهم لا يتبعون اي نبي ينوب عنهم في انبائهم وما معهم.

وكل الحب والسلام للجميع

محمد فادي الحفار
29/3/2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق