دخول حرف الجر والحركة "ع" على بعض الجذور القرآنية...
كثيرً ما نقرء عبارة (واياي فإتقون) في القران الكريم فترتعد مفاصلنا خوفً ويتراءى لنا الله وكانه يهددنا ويحذرنا ويطلب منا ان نتجنبه ونبتعد عنه لاننا تعلمنا بان مصطلح (فاتقون) يعني ان نحذر من الشيء ونتجنبه ونبتعد عنه وبدليل المثل الشعبي الذي يقول (اتقي شر من احسنت اليه) وبمعنى ان تاخذ حذرك منه وتتجنبه أليس كذلك؟!!!
وعليه
هل يفيد المصطلح القرآني (فاتقون) ماذهب اليه الاعراب في شرحهم ومن انه التجنب والابتعاد عن الشيء وبدليل امثالهم الشعبية التي تطالبنا بالابتعاد عن الشر لمن احسنا اليه وان ناخذ حذرنا منه؟؟
وهل اتحاشى الله واتقيه كما اتحاشى الشر في من احسنت اليهم؟!!!
فإذا كان الاتقاء هو ان اتحاشى الشيء فيالها من مصيبة مابعدها مصيبة وهو يطلب مني ان اتحاشه عوضً عن ان يطلب مني ان أحبه بل وحتى اعشقه لان هذا الاتقاء وبمعنى التحاشي يجعلني انظر الى الله وكانه دكتاتور ظالم مخيف يتوعدني ويهددني دائمً لانه أقوى مني وكانه مصدرً الشر كله ويجب علي ان اتقيه كما اتقي الشر ورغم انه هو القائل عن نفسه بانه ارحم الراحمين وبمعنى ان رحمته قد فاقت حتى رحمة وهذا والله ربي هو قمة التناقض اليس كذلك؟!!!!
فهل يتحاشى احدكم امه ويتقيها وكانها هي الشر بعينه؟؟
وهل الاتقاء القراني يفيد معنى الابتعاد عن الشيء وتجنبه وكما شرحه الاعراب لنا؟؟
ابدا احبتي.
فمعنى الاتقاء في القران الكريم رائع جدا ان انتم ادركتم جذره الكوني او فعل الامر الكوني النافذ الخاص به وهو (تُقَّ) وبمعنى كن في حالت توق دائم لله تبارك وتعالى وميزانه الكوني (تاق. توق. تيق) وجميعها تفيد معنى التوق الشديد لرؤيته ولان نكون بجواره وكما نقول لمن نحبه (لقد تاقت روحي شوق اليك)..
اذن
فان فعل الامر الكوني النافذ لمصطلح (فاتقون) هو الامر الكوني (تُقَّ) وبمعنى كن في حالة توق دائم وميزانه على النحوا التالي:
تُقَّ (تاق. توق. تيق) وجميعها تفيد معنى حالت التوق الشديد..
وقوله عز من قائل (واياي فاتقون) اي كونوا بحالة توقٍ لي وبمعنى كونوا دائم بحالة رغبة شديدة في ان تكونوا بجواري وبحيث ارجوا منكم هنا مراجعة جميع التاليات القرانية الكريم التي جاءت على ذكر مصطلح (التقى والاتقاء) بمفهوم التوق الشديد للقاء لتدركوا روعتها..
نعم احبتي
فلو كانت التقية هي الاتقاء والابتعاد عن الشيء او كان التقي هو الرجل الصالح الورع وكما شرحها الاعراب لنا فكيف تقول السيدة مريم عليها افضل صلوات ربي لروح الله (اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا)؟؟
فنحن نستعيذ بالرحمن من الشقي او المجرم وليس من التقي الورع اليس كذلك؟
ولكن
وان نحن ادركنا معنى مصطلح التقي القرآني وبأنه من التوق الشديد للشيء فتكون استعاذت مريم صحيحة جدا هنا ومن أنها تقول له اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا وبمعنى في حالة توق لي او كانت حاجتك مني هي ما تتوق نفسك له مني ويقصد بها هنا الحرام او الممارسة الجنسية.
واما الان فدعوني أدخل لكم حرف الجر والحركة القرآني "ع" والذي يعكس اتجاه المعنى على مصطلح (تُق) لتدركو معي طريقة عمله وبحيث يصبح عندنا التالي:
عتق (عتاق. عتوق. عتيق) والتي تفيد جميعها عكس معنى التوق ومن ان الذي اعتقه هو الذي اطلق سراحه لاني لست في حالة توق اليه..
نعم احبتي
فالعتق والاعتقاق عكس التوق والاتواق وبان العتيق هو الذي لا اكون في حالة توق اليه او لا يكون هو في حالة توق لي...
ونستطيع ان نطلق على الاشياء القديمة والمهملة بانها عتيقة لاننا لسنا في حالة توق اليه ولا رغبة لنا فيها او بارتدائها..
والبيت العتيق فهو البيت المخصص للاشياء القديمة المهملة او التي قد انتهت صالحيتها ولم نعد نتوق اليها او نستخدمها وبدليل قوله عز من قائل (لكم فيها منافع الى اجل مسمى ثم محلها الى البيت العتيق) وبدلالة الى ان جميع الاشياء التي تم استخدامها او اخذنا منفعتنا منها ولم نعد نتوق اليها لانها لم تعد صالحة للاستخدتم يصبح محلها في البيت العتيق والذي هو المكان الاخير للاشياء التي لم نعد نتوق اليها..
نعم احبتي
فالبيت العتيق هو كوكب الارض وبحد ذاتها وبحيث ان جميع الاشياء المستخدمة والتي لم تعد صالحها تعود وتتحلل في الارض لانها مركز حلول وانحلال كل شيء وبما فيها اجسدنا والتي تعود الى البيت العتيق عندما تهترء وتفارقها انفسنا ولا تعود بحالة توق الى هذه الاجساد لان النفس تعود الى ربها الذي تتوق له في عليين في نهاية المطاف وتدخل في جنته ولا تعود بحاجة الى اي شيء من الاشياء العتيقة بما فيها البيت العتيق وبحد ذاته.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
30/3/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق