الأربعاء، 29 أبريل 2020

المنشور "33"(زوج الاعراب و زوج القرآن)


لقد قرأت على بعض المواقع الإلحادية منشورات علمية قادرة على أن تضع الإسلام التقليدي في مواقف حرجة للغاية ومن بينها ذلك المنشور الذي يقول فيه بعض أصدقائنا الملحدين بأن القرآن الكريم كتاب أرضي وفيه أخطاء علمية فادحة ولقوله (ومن كل شيء خلقنا زوجين) والذي يدل على أن جميع الكائنات عبارة عن ازواج او مثان من ذكر وانثى وهذا ليس صحيح ابدا لوجود الكثير من الكائنات الفردية والتي تتكاثر ذاتياً ودون الحاجة إلى شريك لها في عملية تكاثرها وكحال بعض اللافقاريات وأوليات النواة وغيرها من الأميبيا والبراميسيوم والبكتيريا والفيروسات ومن انها كائنات فردية و تتكاثر ذاتيا ومن غير الحاجة لوجود زوج او شريك لها في عملية تكاثرها ومما يؤكد قطعا بأن هذا القرآن ليس كلام رب عليم وعارف بكل شيء وذلك لأنه قد ادعى بأنه قد خلق جميع الكائنات أزواج ومما يؤكد بأنه لم يكن يعرف بوجود كائنات فردية وتتكاثر ذاتياً ولا ازواج لها..!!! والمشكلة هنا احبتي هي ان الملحدين العقلانيين ورغم ثقافتهم العالية ودراستهم للكثير من الظواهر الطبيعية إلا انهم يحكمون على القرآن الكريم من خلال الموروث الثقافي الأعرابي او قواعد اللغة العربية التي وضعها لنا اللغويين من أمثال سيبويه وأبو الأسود الدؤلي والفراهيدي في معاجمهم وفي زمن الدولة الأموية والعباسية فيظلمون بهذا أنفسهم ومن يقرأ لهم ظلمً كبير.. نعم فإذا كان الأعراب هم من شرح لنا مصطلح (الزوج) القرآني وعلى أنه يفيد المُثنَّى من ذكر وانثى فهل هذا ذنب القرآن الكريم ولسانه العربي المُبين ام هو ذنب الاعراب ولغوهم وتفاسيرهم التي لم ينزل الله بها من سلطان؟؟ كما وانه وإن كان العلم الحديث قد كشف لنا عن بعض الكائنات الوحيدة الخلية والتي تتكاثر ذاتياً فإن القرآن الكريم قد أكد لنا بأن جميع الناس قد جاؤوا في الأصل عن وحيدة الخلية ولقوله عز من قائل (خلقكم من نفس واحدة وبث منها زوجها) ومما يؤكد بأن النفس الواحدة من الكائنات الوحيدة الخلية والتي تتكاثر ذاتيا ولقوله (بث منها) ومن انه قد اخرج زوجها هذا منها وبانه وفي الأصل لم يكن شريكً لها في عملية التكاثر التي أدت الى وجوده اليس كذلك؟ أي ان زوجها هذا هو طفلها او مولد الذي جاء عنها ولقوله (بث منها زوجها) وهذا واضح كل الوضوح.. ولكي تصلكم الفكرة وبشكل أوضح أقول: ان جميع المصطلحات القرآنية من "زوج" و "زوجك" و "زوجه" و "ازواجا" و "مزاجه" و "متزوجين" عبارة عن تفعيلات لفعل الامر الكوني (زُجَّ) والذي يفيد وضع الشيء داخل شيء اخر وكعملية مزج الأشياء ببعضها وميزانه (زاج. زوج. زيج) والتي تفيد جميعها مزج الأشياء ببعضها او وضع الشيء داخل شيء اخر.. أي انني وعندما اقول عبارة (لقد زجه القاضي في السجن) اي وضعه دخل السجن فتكون عملية المزج قد حصلت هنا ومن وجود الكائن الذي تم وضعه داخل كائن اخر او حتى داخل كيان اخر.. زُجَّ (زاج. زوج. زيج) وجميعها تفيد وضع الشيء داخل شيء اخر او ضمنه فيمتزج به لان الزج والزجا عبارة عن عملية مزيج وبعد دخول حرف "م" والمختص بالإلمام فتصبح: مزج (مزاج. مزوج. مزيج) وهذا واضح تمامً هنا.. اذن فإن عملية (الزج) تفيد وضع الشيء داخل شيء اخر او وضع الكائن داخل كائن اخر فتحدث عملية المزج بينهما لان فعل الامر الكوني النافذ (زُجَّ) هو امر كوني صادر عن الله سبحانه وتعالى والذي زجا كل العناصر مع بعضها ومزجها وجعلها مزاجا.. اي ان قوله عز من قائل (وخلقناكم ازواجا) يفيد معنى الزج او المزج الذي حدثتكم به ومن انه قد خلقنا من حالة مزيج لعناصر متفرقة ولا علاقة له بالمثاني ابدا الان الزوج القرآني عبارة عن حالة مزج لبعض المركبات والعناصر ببعضها ولا علاقة له بالمفهوم الاعرابي للمعنى ومن انه يفيد الثنائية او اثنين من الكائنات.. نعم احبتي فكل شخص او فرد من بينا عبارة عن زوج قائم بذاته لأنه مزيج من الكثير من العناصر والمركبات التي مزجها المولى سبحانه وتعالى مع بعضها البعض فأصبح كائنً زوجا او (((مزاجه من تسنيم))) لان التسنيم مفعول به او ذلك الذي فرضت عليه حالة النمو المستمر ومن فعل الامر الكوني النافذ (نُمَّ) والذي يفيد حالة النمو والنماء وميزانه (نام. نوم. نيم) ومن ان التفعيلة (نيم) في الميزان تفيد المفعول به وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "س" والذي يفيد الاستمرارية مع حرف "ت" الذي يفيد الفاعل فيصبح عندنا (تسنيم) او الذي هو مستمر دائما في عملية النمو والتجدد.. اذن فإن جميع الكائنات الحية وعلى راسها بني ادم يعودون في اصلهم الى وحيدة الخلية التي تكاثرت مع ذاتها من غير وجود شريك لها في عملية التكاثر هذه ولقوله (خلقكم من نفس واحدة وبث منها زوجها) والذي يؤكد لنا بان النفس الواحدة قد تكاثرت بذاتها ومن غير شريك لها فخرج منها زوجها او (المزيج الموجود ضمنها) والذي لم يكن له اي دور في عملية التكاثر التي أدت الى وجوده ومما يؤكد بأن النفس الواحدة عبارة عن كائن وحيد الخلية وقد تكاثر ذاتياً من غير وجود شريك له في عملية التكاثر هذه وهذا معناه بان القرآن الكريم قد أخبرنا عن الكائن الوحيد الخلية قبل أن يخبرنا به العلم الحديث وحتى وان كنا لم نفهم مقصد القرآن قبل عصرنا هذا لأننا كنا في ضلال بعيد للكثير من الأسباب وعلى راسها لغو الأعراب الكبير في القرآن الكريم.. وعليه فإنني اقول لكم بان مصطلح الزوج القرآني يطلق على كل كائن حي بشخصه وبذاته ومهما كان نوعه او فصيلته لان عملية صناعته قد تمت من خلال مزج العناصر مع بعضها في عملية زج او مزج لاحد العناصر داخل الاخر او ضمنه ومما يجعلني اقول لكل واحد منكم على حدا بان علاقتك مع حبيبتك او شريكة حياتك لا تسمى بالعلاقة الزوجية في القرآن الكريم لأن حالة الزوجية قائمة فيك انت وبحد ذاتك لأنك عبارة عن كائن زوج و مزيج لما مزج فيك من عناصر ومركبات مختلفة.. نعم احبتي فأنا زوج وانت زوج وهي زوج وكل كائن قائم بذاته عبارة عن زوج لأننا جميعنا عبارة عن كائنات مركبة من عناصر مختلفة قد مزجت مع بعضها البعض.. وأما التسمية القرآنية الصحيحة لعلاقتك مع حبيبتك او شريكة حياتك فتسمى بعلاقة الإلف والائتلاف بين كائنين قد ألف الله بين قلوبهم وجعل بينهم مودة ورحمة.. وهؤلاء هم المؤلفة قلوبهم في القرآن الكريم ومن الذين وجب على الدولة مساعدتهم في بداية حياتهم ليعيشوا حياة كريمة لأن هذين الوليفين هم اصل المجتمع الصالح ولأنه وفي صلاح الاسرة يصلح المجتمع كله ومن انني لن اتطرق الى هذا هنا وبشكل موسع لكي لا يتشتت الموضوع. وأيضا فإن قوله عز من قائل مخاطبا النبي بعبارة (يا ايها النبي قل لازواجك) لا تعني شريكات حياته من الاناث وبانهم المقصودين هنا بعبارة أزواج النبي وكما يروج الاعراب لهذا في تفاسيرهم الباطلة لكي يبحوا لأنفسهم التعداد من الإناث أسوة برسولهم الأعرابي المفترض والذي هو من صنع خيالهم المريض لان ازواج النبي هم كل فرد من أصحابه المقربين له والذين كانوا مؤمنين بما جاءهم به النبي من علم وبحيث أنهم قد امتزجوا مع أفكاره ودعوته فأصبحوا ازواج النبي هنا لان كل واحد منهم هو زوج قائم بحد ذاته وكحالنا جميعنا وكما ذكرت لكم سابقاً وبالإضافة لان قلوبهم قد امتزجت بما جاءهم به نبيهم من علم ومعرفة ودعوة فاطلق عليهم القران الكريم عبارة (ازواج النبي) لانهم قد امتزجوا معه.. واما وان كان ازواج النبي هم شريكات حياته من الإناث فهذا سيتعارض مع العدل الإلهي والذي سمح للرجل بالتعداد من الإناث ومنع الإناث من حق التعداد وهذا غير صحيح ابدا لان ربي تبارك وتعالى يضع الموازين القسط ولا يظلم ربي أحدا.. وعليه فانت زوج قائم بحد ذاتك وهي زوج قائم بحد ذاته وكل واحد منا عبارة عن زوج قائم بذاته.. وهنا فقط نفهم معنى قوله عز من قائل (وكنتم ازواجا ثلاثة) لان هذه التالية الكريمة مرتبطة كل الارتباط بتالية (الثلاثة الذين خلفوا حتى اذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم انفسهم) ومن انهم هم الأزواج الثلاثة بكل تأكيد. نعم احبتي فالثلاثة الذين خلفوا في الأرض حتى ضاقت عليهم هم (النفس و زوجها و ابليس) او (ادم وحواء و ابليس) بتسمية أخرى وبحيث ان كل واحد منهم عبارة عن زوج مستقل بذاته في تركيبته التكوينية (هو + شيطانه) وكما ذكرت لكم في منشور الشيطان وابليس والفارق بينهما لان الشيطان من ضمن تركيبتنا وليس بكائن مستقل عنا.. فادم وشيطانه = زوج وحواء وشيطانها = زوج وابليس وشيطانه = زوج وهؤلاء هم الأزواج الثلاثة وبكل بساطة احبتي وبحيث ارجو منكم هنا مراجعة منشور (الشيطان وابليس الفارق بينهما) لتتضح لكم الصورة تمامً ومن ان الشيطان ليس كائن مستقل بذاته لانه موجود ضمن الناس والجان ايضا ومن ضمن تركبيتهم ولقوله (شياطين الانس والجن) وعلى حين ان ابليس كائن مستقل بذاته ويوجد ضمنه شيطانه ايضا وكحال جميع الكائنات. ملاحظة هامة: يجب ان نفرق بين الجذر الكريم (زج) وميزانه (زاج. زوج. زيج) والذي يفيد عملية الامتزاج والمزيج وبين الجذر الكريم (جُزّ) وميزانه (جاز. جوز. جيز) والذي يفيد عملية تجاوز الشيء ولقوله (وجاوزنا ببني اسرائيل البحر) ومن انها عملية تجاوز. وكل الحب والسلام للجميع محمد فادي الحفار 7/3/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق