الأحد، 26 أبريل 2020

المنشور "12" (هاب و رهاب)




دخول حرف الجر والحركة القرآني "الر" على بعض الجذور القرآنية..

(هاب و رهاب و ترهبون)

عند تصفحي لبعض الفديوهات السلفية لاحظت فيديو عجيب للسلفي "عبد الله عزام" وهو يخطب في الناس ويقول لهم بأننا ارهابيون وامة ارهاب لأن الارهاب فريضة في دين الله تعالى والذي قال لنا (ترهبون به عدو الله وعدوكم) وبحيث ان الارهاب بالنسبة له هو حمل السلاح وسفك الدماء وبحسب مافهم بجهله من القرآن وبما لا ذنب فيه للقران ابدا!!!..

واما انا فاقول لكم بان مصطلح (الارهاب) القراني من اروع المصطلحات واعظمها وبحيث انه ولكي اشرح لكم تالية ترهبون به عدوا الله وعدوكم من خلال المنهج الجذري القراني فإنني سأبدأ بشرحي لكلمة "ارهاب" من جذرها الكوني المشدد فأقول:

أن جميع المصطلحات القرانية من "هب" و "هاب" و "تهبون" و "رهب" و "رهاب" و "رهبانا" و "ترهبون" عبارة عن تفعيلات للجذر الكوني المشدد "هبَّ" والذي هو امر بان تهب مما معك وميزانه (هاب. هوب. هيب) فهو واهب ولقوله عز من قائل:


(((رب هب لي حكما والحقني بالصالحين)))

وبحيث ان مصطلح (هبّ) في التالية الكريمة أعلاه يقرء معنا مشدد على حرف الباء فيكون هو الجذر الكوني المشدد ( هـ ب ب )..

وأما الاحرف "الر" والتي في بداية المصطلح فهي من احرف الحركة القرانية ومن انها تدخل على الجذر وتعطيه الحركة المستمرة في عمله ودون ان تغير معناه...

اذن
فان ميزاننا للجذر القرآني هنا هو:

هبَّ (هاب. هوب. هيب) فهو الواهاب الذي يهب مما عنده وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "الر" فيصبح:

الرهب (الرهاب. الرهوب. الرهيب) وهو المستمر في حالة الهبات وبكل تفعيلاتها بين فاعل وصفة ومفعول به.


ومثال على هذا نعود للجذر (حال) وميزانه (حل. حال. حول. حيل) والذي يفيد الحلول في المكان وبحيث يدخل عليه حرف الحركة القرآنية "الر" فيصبح عندنا ( الرحل. الرحال. الرحول. الرحيل) والذي هو استمرارية الحلول في أماكن مختلفة ومن أن هذا الامر هو ذاته مع مصطلح الرهاب او الرهبان وترهبون ومن ان جذره الكوني المشدد هو (هُبَّ) وبحيث يدخل عليه حرف الحركة "الر" فيحركه ويجعله في حالة هبة وهبات مستمرة.

فمصطلح (هب و هاب) يدخل عليه حرف الحركة "الر" فيجعله (الرهب و الرهابَ)...

والرهاب هو الذي يتحرك بموضوع الهبة من مكان إلى آخر وكحال قولنا (حل , رحل) وبحيث ان الراهب أو الرهبان هم من وهبوا أنفسهم لله وأصبحت حياتهم قائمة على خدمة الله ومن أنهم قد وهبوا أنفسهم لخدمته..

وقوله عز من قائل (ترهبون به عدو الله) تعني الاستمرارية في موضوع الهبة ومن ان نسخر كل حياتنا للعائدين الى الله ومن خلال دعوتنا لهم إلى طريق السلام ربنا..

واما ولو كان مصطلح "ترهبون" يفيد ترويعنا للناس واخافتهم لكان الراهب والرهبان هم من يروعون الناس الامنين وهذا ليس صحيح أبدا لان الرهبان من الصالحين ولقول ربي فيهم (ومنهم قسيسين و رهبانا وانهم لا يستكبرون).

اذن
فان مصطلح ترهبون القرآني لاعلاقة له بترويع الناس وتفجيرهم وكما يفعل مجرمي داعش وغيرهم لان الارهاب القراني مصطلح رائع جدا ويفيد الهبة المستمرة في حركتها دون توقف..

اي ان كلمة راهب ليست اعجمية وكما يقال عنها في معاجم اللغو الاعرابية وانما هي قرانية مئة بالمئة وعربية وتفيد معناها الدقيق الخاص بها..

فالراهب هو من وهب نفسه لله..
والرهبان هم وهبوا أنفسهم لله..
وترهبون تعني أن نعلم الناس كيف يهبون أنفسهم لله ولما فيه خيرهم.
وهذا على وزن ( عالم , علماء , تُعلمون ) أو ( راهب , رهبان , تُرهبون ).

وعليه
دعوني ادرج لكم التالية التي تتحدث عن مصلح (ترهبون) لأشرحها لكم بمفهومها القراني الصحيح فأقول:

(((واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف اليكم وانتم لا تظلمون)))

والان
وان أنتم رجعتم معي الى بحث (عاد و يعودون ) لأدركتم بان مصطلح (عدونا) هو الذي يعدو نحونا بأفعاله اكانت خيرً ام شرً وبحيث نعود نحن عليه بمثل ماعاد علينا..

فعدوا الله ليس خصم لله ابدا او ندً له لنطلق عليه مفهوم العدو الاعرابي وانما هو من يعدوا بإتجاه الله او يعدوا بعيدا عن طريق الله..

وعليه
فأننا نعود عليهم بكل مااستطعناه من عودة (علمية ومنطقية وعقلانية وانسانية) لنجعلهم يدركون بأن مامعنا هو الحق ومامعهم هو الباطل والوهم وبحيث ان عبارة (ترهبون به) تعني هباتنا المستمرة لهم من كل مامعنا من علم ومنطق وحجة لكي نعلمهم وبدورنا كيف يصبحون رهبانا مثلنا ويهبون انفسهم للسلام ربهم لان الدين عند الله الاسلام..

اذن
فأن قوله عز من قائل (ترهبون به عدوا الله وعدوكم) تعني استمرارنا في حالت الهبة لكل مامعنا من اجل تعليم الناس وتثقيفهم وجعلهم يدركون معنى السلام وبانه ديننا وغايتنا وتحيتنا ايضا لان الدين عند هو الاسلام ولان الله تبارك وتعالى يهدينا سبل السلام.

محمد فادي الحفار
2/12/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق