الأحد، 26 أبريل 2020

المنشور "22" (ماد و عماد)



دخول حرف الجر والحركة "ع" على بعض الجذور القرآنية

...مائدة الاعراب ومائدة القرآن....

احبائي واصدقائي..
افتتح معكم منشوري هذا بطلب عيسى ابن مريم عليه صلوات ربي من المولى سبحانه وتعالى ان ينزل عليهم مائدة من السماء لتكون عيد لأولين والاخرين منا وبحيث وقال:

(((قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا انزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا واخرنا واية منك وارزقنا وانت خير الرازقين)))

ومن ان اكثرنا يعتقد بان المائدة التي طلبها عيسى من المولى سبحانه وتعالى عبارة عن طاولة طعام تنزل عليهم من السماء وكأن الله عنده مطعم لتوصيل الطلبات المنزلية لأنبيائه وهذا والله ربي هو الجهل الاعرابي بعينه...!!!
او ان عيسى عليه صلوات ربي كان سخيفً لهذه الدرجة لكي يطلب من المولى سبحانه وتعالى ان يُنزل عليهم دجاج مشوي وحمام وملوخية وغيرها من انواع الاطعمة وعوضا عن ان يطلب من ربه امرا عظيم ومائدة عظيمة لم نفهم نحن معناه..

نعم احبتي
فالمائدة القرانية هي التي تمدك بالاشياء ودون انقطاع وكما سيتضح لكم ادناه..
واما العيد القراني فهو الشيء الذي تعود له عند الحاجة فيعود عليك بما ينفعك..
والقران هو المائدة العظيمة التي طلبها عيسى من ربه لكي تمدنا بالعلوم جميعها وهو العيد الذي نعود له بكل كبيرة وصغيرة في حياتنا اليومية وكما عاد اليه الاوليين في امرهم ومن انه هو الدعاء الذي دعا به عيسى وطلبه من المولى سبحانه وتعالى ليكون عيد لأولنا واخرنا فحقق له المولى سبحانه وتعالى طلبه...

ولكي يتضح لكم قولي اعلاه وبتفصيل دقيق اقول:

ان قولنا (مُدا. ماد .مود .ميد .ميدا .امدناهم .مائدة) عبارة عن تفعيلات للأمر الكوني النافذ (مُدَّ) والذي هو امر بان تمدَّ غيرك بما معاك وميزانها الكوني لمدد هو (ماد .مود .ميد) وجميعها تفيد معنى المدد والامداد..

مُدَّ (ماد. مود. ميد) وجميعها تفيد معنى المدد والامداد...

وكذلك هو الحال بالنسبة لقولنا (عد. عاد. عود. عيد. عيدا. اعدناهم. عائدة) ومن انها جميعها عبارة عن تفعيلات للامر الكوني النافذ (عُدّ) والذي هو امر كوني بالعودة الى الله سبحانه وتعالى الذي يعود كل شيء له...

عُدَّ (عاد. عود. عيد) وجميعها تفيد معنى العودة..

اذن
فان مصطلح (ماد و ميد) يفيدان معنى الامداد بين فاعل ومفعول به وكما هو الحال مع مصطلح (عاد و عيد) ومن انهما يفيدان معنى العودة بين فاعل ومفعول به..

والعائد او العائدة هو الفاعل الذي قام بفعل العودة وبحيث ان المائد او المائدة هو الفاعل الذي قام بفعل الامداد..

وكل شيء يقوم بإمدادنا بأي شيء بإستمرار هو مائدة وبحيث ان هذه المائدة يجب ان تكون قادرة على الامداد بشكل مستمر ومن نفسها ودون اي انقطاع وإلا فانها لن تكون مائدة..

اي انه لا يصلح ان نطلق على طاولة الطعام عبارة المائدة إلآ ان كانت هذه الطاولة سحرية وقادرة على تجديد الطعام بإستمرار ودون أنقطاع..

ولان
تقول التالية الكريمة عن هذه المائدة التي تمد الحاضرين امامها او حولها بما يحتاجونه بانها ستكون (عيدا لاولنا واخرنا) وكما طلب عيسى من ربه ومما يؤكد بأن هذه المائدة موجودة باستمرار وتمد كل من يعود لها من الاولين والاخرين بما يحتاجه من خيراتها او مما عليها من طعام وشراب افتراضي حتى اليس كذلك...؟؟

وعليه
هل ينطبق هذا القول على المائدة الافتراضية التي طلبها عيسى من ربه لو كانت هذه المائدة عبارة عن طاولة طعام وعليها وجبة طعام قد نزلت عليهم من السماء؟
فإن كانت هذه هي المائدة المقصودة فإنها ستكون عيدً لعيسى واتباعه فقط ومن الذين حضروا معه نزولها تحديدً ومن أنهم قد اكلوا ماكان موجود عليها من طعام وانتهى امرها او امر امدادها الذي كان موجود عليها من الطعام ولم يعد له اي وجود اليس كذلك؟
فكيف تكون هذه المائدة عيدً لاولنا وأخرنا وبحيث يعود لها الأوليين والاخرين عند حاجتهم لها إن كان ماعليها من طعام قد نفذ فعلا وانتهى امره حتماً لان عيسى واصحابه وحدهم من اكل منه او منها؟؟؟
اي انه وأن كانت هذه المائدة الافتراضية هي المقصودة فانها ستكون عيدً لعيسى واصحابه فقط ولم ولن تكون ابدا عيدً لاحد غيرهم لأنها لم تعد موجودة اصلاً...

فإين هو طلب عيسى من ربه وبأن تكون هذه المائدة عيدً للأولين والاخرين وبحيث يعود لها كل من يحتاج أليها اكان في زمان الاولين ام حتى في زمان الاخرين والمتاخرين؟؟
وهل رفض المولى سبحانه وتعالى طلب عيسى ولم ينزل له المائدة المقصودة والتي تكون متاحة للجميع من الاولين والاخرين؟!!!!

طبع لا احبتي...
فطلب رسول الله عيسى كان مجابً وبحيث ان المولى تبارك وتعالى قد انزل له هذا المائدة ومن ان عيسى عليه افضل صلوات ربي لم يكن تافهً لهذه الدرجة لكي يطلب من ربه طاولة طعام وانما هو قد طلب منه امر عظيما جدا وهو مائدة عظيمة تمد الاولين والاخرين بكل ما يحتاجونه من مدد ان هم عادوا اليها لان مائدة عيسى عبارة عن مراجع شرعية (كتب عظيمة) موجودة معنا ونستطيع جميعنا العودة لها ان كنا فعلا نبحث عن الخيرات الموجودة فيها والتي تمدنا بها باستمرار..

واما الان فدعوني انتقل معكم الى تالية رائعة جاءت على مصطلح المدد وتفعيلاته لكي اشرحها بمعنى المدد وبعيدا عن لغو الاعراب وشروحاتهم الركيكة فأقول:

(((والقى في الارض رواسي ان تميد بكم وانهارا وسبلا لعلكم تهتدون)))

وبحيث ان اكثرنا يعلم التفسير الاعرابي لهذه التالية الكريمة ومن ان الرواسي هي الجبال بحسب شرحهم وعلى حين ان مصطلح "تميد" والذي لم يجدوا له المعنى الحقيقي في القران الكريم قد اصبح يفيد الشيء المائل او الغير مستقر على وضع ثابت فاصبح معنى التالية ان الله قد وضع في الارض جبال لكي لا تميل الارض بنا وكأنها خيمةً مثبتتاً بأوتاد وذلك بسبب افكارهم البدوية البدائية...!!

واما انا فأقول لكم بان هذا الشرح الاعرابي من اغبى الشروحات واكثرها مخالفةً للعلم والمنطق لان الارض محكومة بأقطابها وبالجاذبية التي فيها وبحيث انها مائلة اصلا بسبب هذه الاقطاب والجاذبية الارضية...
فكيف يدعون بان الله جعل فيها اوتاد لكي لا تميل وهي مائلة اصلا؟!!!

وعليه
فدعونا من بداوة الاعراب الاشد كفرا ونفقاً والاجدر ان لا يعلموا حدود ما انزل الله وتعالوا معي الى العلم القرآني الرائع والبعيد كل البعد عن لغوهم الكريه فأقول:

لقد ذكرت لكم سابقاً بان جميع المصطلحات القرآنية من "رسيه" و "رواسيه" و "الراس" و "الراسي" و "الراسيات" و "رأسك" و "رؤوسكم" و "رأس" عبارة عن تفعيلات للجذر الكوني المشدد (رُسَّ) والذي هو امر كوني للشيء بأن يرسوا وميزانه هو (راس. روس. ريس) وجميعها تفيد معنى الشيء الراسي او الذي يرسوا...

اي انه وعندما اقول لكم عبارة (رؤوس أموالكم) فإن مفردها يكون الشيء الراس أو القيمة الراسية من أموالكم والتي هي أصل المال.
وعندما أقول لكم (امسحوا رؤوسكم) فمعنها أن تمسحوا كل ما رسا وتأصل فيكم من أفكار قديمة لا تسمن ولا تغني من جوع..

فالراسي هو الشيء الذي رسا معكم واصبح راسيا فيكم او لكم وكحال راس مالكم الاصلي وقبل الزيادة عليه او الربح.

واما مصطلح (تميد) فمن جذره الثلاثي المفتوح (مَ دَ دَ) ومن فعل الامر الكوني النافذ (مُدَّ) والذي يفيد الامر بعملية الامداد دون انقطاع وميزانه (ماد. مود. ميد).....

ومصطلح (تميد) يعود على الارض ولقوله عنها (ان تميد بكم) ومن انها هي المفعول به او المأمورة دائماً بأن تمدنا بكل ما ينتج عنها من خيرات هي ارزاق لنا...

نعم احبتي
فالميدا هو الممد المتجدد دائماً في كل عام من ثمار الارض ورواسيها التي رست فيها والتي هي راس مالها وغلالها التي لا تنقطع عنا ابدا لأنه راس مالها الثابت فيها وسواء للسائلين..

اذن
فان قوله عز من قائل (القى في الارض رواسي ان تميد بكم) اي جعل جميع رواسي الارض من راس مالها او مارسى فيها من عناصر تتلقى فيما بينها لكي تخرج لنا الارض ثمارها وخيراتها التي تمدنا بها طوال العام ودون انقطاع.

وهذا هو قراني العربي المبين وحجته الدامغة وما معه من حلو الكلام وعذبه ومنطقه ومن انه بعيد كل البعد عن الاعراب الاشد كفرا والذين لم يفهموا القران الكريم ابدا لانهم من قال فيهم ربي تبارك اسمه بانهم الاجدر ان لا يفهموا حدود ما انزل الله.

وعليه
فان كتب ربي السامية وعلى راسها القران الكريم هي المائدة التي لا تنضب ابدا بما عليها من خيرات لاتعد ولا تحصى وهو دعاء سيدنا عيسى عليه افضل صلوات ربي وسلامه وبان ينزله الله علينا لكي يكون عيد لأولنا واخرنا.

واما الان فأنتقل معك الى مصطلح (العماد) فأقول:

ان جميع المصطلحات القرآنية من (عمد. عماد. عامدا. ومتعمدا) تعود في اصلها الى فعل الامر الكوني النافذ (مُدّ) وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "ع" فيصبح (عمد) او الشيء الذي قطعت عنه حالت المدد وعلى النحو التالي:

مُد (ماد. مود. ميد) وجميعها تفعيلات تفيد معنى المدد وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ع" ليعكس معنها فتصبح:
عمد (عماد. عمود. عميد) وجميعها تفيد عكس عملية المداد او الشيء الذي لا مدد فيه...

فالعماد والعمود والعمد لاتعني الخشبة التي تحمل الخيمة او العضاضة الاسمنتيه التي تحمل البناء وكما هو الحال في الشرح الأعرابي الركيك وانما تعني انقطاع حالة المدد...
والعامد او المتعمد هو الذي قطع كل حالات الامداد عن سبق اصرار..
والقاتل العمد هو الذي منع اسباب التلاوة او حتى اسباب الحياة و امدادتها عن سبق اصرار وترصد كما يقال.

كما وان قوله عز من قائل (الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها) تعني بأنه قد رفعها من دون الحاجة الى حالات الامداد او عكسها من عدم الامداد لانه تبارك وتعالى لايحتاج الى اي نوع من انواع المدد او حتى عكس المدد ايضا لانه هو من يمد الجميع بكل شيء ولا يحتاج الى اي مدد..

واما وان كان مصطلح (عمد) يفيد تلك الخشبة التي تنتصب عليها الخيمة او ينتصب عليها البناء فإن هذه التالية الكريمة ستكون ركيكة جدا بل وخطيرة ايضا لانه قد قال (من غير عمد ترونها) ومما يؤكد بأن السماء تستند الى عوارض حجرية او حتى خشبية ولكننا لا نرها!!!!

وعليه
فان مصطلح (العمد) القرآني عكس مصطلح (المد) القرآني والذي يفيد حالة المدد وبحيث ان قوله عز من قائل (من غير عمد ترونها) اي بغير حالات هي عكس الامداد ولا نراها..
واما العامد او المتعمد فهو الذي يقطع كل انواع المدد وبحيث أن هذا المصطلح القرآني يصلح لان يطلق على المتقصد لفعل الاذى لانه يقطع عنا انواع المدد..
فالقتال العمد هو الذي منع اسباب الحياة او امدادتها عن سبق اسرار وترصد كما يقال..

واما قوله عز من قائل عبارة:

(((ارم ذات العماد)))

فلا تعني المدينة العظيمة القائمة على عضاضات من ذهب او سمنت او حتى خشب وكما هو الحال في الشرح الأعرابي الركيك واساطيره البالية التي ماانزل الله به من سلطان لان التالية الكريمة واضحة جدا ان نحن درسناها بمعزل عن غيرها وكحكمة مستقلة عن غيرها (لان القران نزل مفرقا) وبحيث نجدها تخاطبنا نحن وتقول لنا (ارمِ) وبمعنى الرماية وبأن نتخلص من (ذات العماد) او التي هي قاطعة للامداد ولا مدد او مداد فيها لانها غير ذات فائدة لك..

وعليه
فانني ارجوا منك اخي القارئ الكريم ان ترمي كل مامعك من اشياء او افكار بالية وهي عماد لك وبمعنى قاطعة لكل مدد او امداد عنك لان مصطلح (عماد) عكس مصطلح (ماد) وبحيث ان كل مامعكم من احاديث باطلة تسمونها بالاحاديث النبوية الشريفة او حتى اساطير اجدادكم الاولين ليست سوى (عماد لكم) او قاطعة للامداد عنكم وبحيث وجب عليكم رميها وعدم الاخذ بها والتوجه الى مائدة ربي الصحيحة وما فيها من مداد لا ينقطع عنكم وذلك لانها عيد لاولنا واخرنا وكما طلب عيسى من ربه وبحيث اني واؤكد عليكم بان مائدة ربي هي جميع كتبه السماوية وتشريعاته السامية وعلى حين ان المائدة التي طلبها عيسى من ربه هي القران تحديدً لانه قد جاء من بعد عيسى او من بعد المرحلة العيسوية التي طلب فيها هذه المائدة.


محمد فادي الحفار
25/2/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق