دخول حرف الجر والحركة "الر" على بعض المصطلحات القرآنية...
جميعنا يعرف مصطلح (الرحيم) في القران الكريم وبحيث أننا نقرئه في فاتحة القران كل يوم ودون أن ندرك معناه الدقيق والى ماذا يرمي وذلك لأننا لم نتعلم المنهج الجذري منذ طفولتنا ومن انه هو الأصل في فهمنا لمصطلحات القران الكريم وجذور كلماته الطيبة والتي تجعل من كل كلمة من كلماته كشجرة طيبة في اصلها الثابت وفرعها الذي يمتد الى السماء بسموه...
وعليه
ولكي نفهم معنى مصطلح الرحيم بكل دقة فعلينا أن نعود اولً الى القاعدة الأساسية للأحرف المقطعة في القران الكريم ومن بينها الحرف "الر" والذي يدخل على الفعل ويعطيه الحركة ودون ان يغير معناه وكقولنا (حلَّ , رحل , الرحيل)..
نعم
فقولنا "حلَّ" تفيد الحلول في مكان محدد وثابت....
وقولنا "رحل" تفيد الحركة من هذا المكان ومن اجل الحلول في مكان أخر..
واما قولنا (البدوا الرحل) وعلى سبيل المثال فندرك فيه مجموعة من الناس الغير مستقرة في حلولها في مكان واحد لانها في حالة حركة او حلول مستمر في الكثير من الأماكن بسبب ملاحقتهم للماء والزرع من أجل مواشيهم.
اذن
فان الدور الذي يلعبه احرف الحركة القرآني "الر" في القران الكريم هو أنه يدخل على الجذر الثلاثي بشكله الكامل او المفرق ومن خلال احد حروفه فيعطيه تفعيلات جديدة في الحركة المستمرة ودون أن يغير معناه...
فالفعل الثلاثي (حلَّ) والمشدد على حرف اللام (حل ل ) من الأفعال التي يدخل عليها حرف الحركة القرآني ( الر) بشكله الكامل او المتفرق فيصبح عندنا مصطلح ( الرحل ) او يدخل بأحد حروفه فيصبح ( رحل ) ودون ان يتغير معنى الجذر في الحلول ابدا لان قولنا حلَّ و رحل تفيد الحلول في المكان.
حُلَّ ... (حال .... حول .... حيل) ....
رحل ... ( رحال. رحول. رحيل)
الرحل ... (الرحال. الرحول. الرحيل)....
والان
تعالوا معي الى المصطلح الكريم (الرحيم) لكي نشرح معناه وبعد أن نجرده من الاحرف المقطعة ( الر ) ليصبح ( حيم ) فندرك معناه وبكل دقة فأقول:
حُمَّ ... (حام ... حوم .... حيم) .... ( رحم. رحام. رحوم. رحيم) .. (الرحم. الرحام. الرحوم. الرحيم )
فقولنا ( حام ) و ( حوم ) و ( حيم ) من جذرها الثلاثي ( حمم ) والذي يفيد الحماية للشيء والاحاطة به وبحيث أنها جميعها عبارة عن تفعيلات للجذر الثلاثي المفتوح ( حَ مَ مَ ) والذي هو فعل فردي عائد على فاعل فردي هو الله سبحانه وتعالى والذي حما كل شيء وحماه لانه هو الحام تبارك اسمه..
اي ان مصطلح ( الرحيم ) تفيد الحركة المستمرة في الحماية..
فقولنا ( حما ) تفيد الحماية المحددة لشيء محدد...
واما قولنا "( رحما ) فتفيد الحماية المتحركة والمستمرة لان الحماية هنا متحركة وتحيط بالذي نقوم بحمايته من جميع الجوانب لانها ليست حالة حماية ثابتة في مكان محدد..
ومن هنا جاء مصطلح الرحم على الام التي تحمي جنينها في أحشائها من كل اذى لأنها محيطة به من كل جانب وفي حالة حماية مستمرة وكاملة له.
أي ان مصطلح (الرحيم) يفيد الحماية المستمرة لكل من وضعته تحت حمايتي التي أحاطت به من كل جانب فأصبح مرحوماً مني ومن حومي حوله لحمايته.
وأيضا فان مصطلح (لحوم و لحومها) تفيد عملية الحماية ومن اصلها (حوم . حومها) او الذي يحوم حول الشيء للحماية ومن ان دخول الاحرف المقطعة ( ال ) ومن غير حرف ( الراء ) يفيد حالات الحماية العامة والتي منحت لكل الكائنات ب ( ال ) التعريف.
فقولنا ( حام ... حوم ) تصبح ( لحام ... لحوم ) وتصبح أيضا (الحام . الحوم ).
1- ( الحام ) هو الذي يمنحك الحماية
2- ( الحوم ) هو الذي مُنح الحماية او وقعت عليه عملية الحماية بحومها حوله.
فعندما أقول لك (هذا الرجل هو حامِ الحما ويحوم حوله لحمايته) أي انه الذي يقوم بعملية الحماية..
فقولنا (الحام) تفيد الذي منح الحماية لغيره او الذي قام بعملية الحماية (الفاعل).
واما قولنا (حوم) فهو الحركة في المكان من اجل الحماية وبحيث ان "ال" من الاحرف المقطعة يدخل عليها فتصبح (الحوم) او الشيء المختص بالحماية..
ولهذا فإننا نطلق على غطاء اجسدنا البشري مصطلح ( لحما ) لأنه المسؤول عن حماية اعضائنا الداخلية من اي خطر وبحيث انه يحيط بها من كل جانب لحمايتها.
وعليه
فان (الحام) و (الحوم) و (الحيم) تفيد الحامي وافعاله في الحوم حول الحيم او الحما الذي وقعت عليه عملية الحماية..
واما (الرحام) و (الرحوم) و (الرحيم) فتفيد موضوع الحماية المستمرة دائما وبفضل دخول حرف الحركة "الر" والمختص بالحركة المستمرة.
محمد فادي الحفار
11/2/2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق