الأحد، 26 أبريل 2020

المنشور "8" (قاب و رقاب)



دخول حرف "الر" على بعض المصطلحات القرآنية...

لقد سألني احد الأصدقاء عن القران الكريم ومافيه من تاليات تدعوا الى الارهاب والعنف وكقوله عز من قائل (ضرب الرقاب) وبمعنى بتر الاعناق التي تحمل الرؤوس للاطاحة بها ورغم اني اقول لكم بان قراننا كتاب رحمة ومحبة وسلام ويحرم علينا سفك الدماء بشكل قطعي فكيف يكون هذا؟!!!

واما انا فأذكره واذكركم معه بالمنهج الكوني القرآني الذي يجب عليكم ان تأخذوا به دون سواه وبأن تخلعوا عنكم كل الأرث الأعرابي اللغوي الذي معكم إن كنتم تريدون العودة للقرأن الذي تركتموه مهجورا فأقول:

(((يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا)))

فهل ترون معي احبتي بان الله سبحانه وتعالى رقيبا؟

فهل قولنا عنه (رقيبا) تفيد بانه يمتلك عنق طويل لانه رقيبا؟
فاذا كانت الرقبة هي العنق فان الرقيبا هو صاحب العنق الاكبر ان نحن مشينا على راي اللغوين من امة اللغو الاعرابي واليس كذلك؟!!

وعليه
فدعوني اضع لكم التاليات الكريمة التي جائت على ذكر الرقبة والرقاب ليتضح لكم الامر وبما لايدع مجال للشك من انها تفيد معنى المراقبة ولا علاقة لها بمصطلح العنق الاعرابي فاقول:

1- (((فارتقب انهم مرتقبون)))

2- (((فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين)))

3- (((انا مرسلوا الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر))).

4- (((لا يرقبون في مؤمن الا ولا ذمة واولئك هم المعتدون)))

5- (((ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد)))


وكل هذه التالية الكريمة والتي جائت على مصطلحات "مرتقبون" و "يرتقب" و "ارتقبهم" و "يرقبون" و "رقيب" تفيد المراقبة وبما لايدع مجال للشك اليس كذلك؟..

وعليه
ولكي اوضح لكم معنى مصطلح (الرقيب والرقاب والمرتقبون) في القرآن الكريم عليَّ ان اضع لكم جذره الكوني في بادئ الامر والذي هو عبارة عن امر كوني نافذ للمولى تبارك وتعالى فاقول:

ان جميع المصطلحات القرانية من "رقبة" و "رقاب" و "رقيب" و "يرقبوا" و "يرقبون" و "يترقب" و "ارتقب" عبارة عن تفعيلات لفعل الامر الكوني (قُب) والذي هو امر كوني في ان تصبح على مسافة صغيرة من المولى تبارك وتعالى ولقوله (قاب قوسين او ادنى) ومن ميزانه (قاب. قوب. قيب)...

اذن
قُبَّ (قاب. قوب. قيب) وجميعها تفيد المسافة الصغيرة بين شيئين أو كائنين...

ويدخل عليها حرف الحركة المستمرة "الر" فتصبح:

الرقب (الرقاب. الرقوب. الرقيب) وجميعها تفيد العمل المستمر على اختصار المسافة بين الاشياء وكما سيتوضح لكم ادناه.

وعليه
فان مصطلح (الرقاب او الرقيب) تفيد أولئك أو ذلك الذي يختصر المسافة بينه وبين كائن اخر لكي يدقق في جميع تصرفاته ويعرف عنه كل كبيرة وصغيرة فيصبح الفعل الفردي المفتوح هنا هو الفعل ( رَ قَ بَ ) والذي يفيد معنى المراقبة ومن انه وبحد ذاته هو الفعل ( رَقَبهُ) وبمعنى قام بمراقبته عن طريق الوصول الى اصغر مسافة بينهما من اجل عملية المراقبة او الدخول في ادق تفاصيل حياته..

اذن
ان الفعل المفرد لعملية المراقبة وبكل تفعيلاتها هو(رقبه).
وقوله عز من قائل (تحرير رقبة) اي ان نتحرى المراقبة الدقيقة في الموضوع المطروح علينا لكي لا نقع في الخطأ لان التحرير من التحري والبحث الدقيق ولقوله (فمن اسلم فاولئك تحروا رشدا)..

وعليه
فلا علاقة للتحرير القراني بمعنى العبودية ومن انه عكسها وكما يقول الاعراب الاشد كفرا لان التحرير في الشيء هو التحري فيه ومن خلال البحث الدقيقي.
ولهذا نقول عن الصحفي (محرر صحفي او رئيس قسم التحرير) لانه يتحرى عن القصص والاخبار بكل دقة لكي ينشرها على الناس ولان مصطلح التحرير يفيد التحري الدقيق في الشيء ولاعلاقة له بالعبودية ليكون عكسها وكما هو في اللغوا الاعرابي من قريب او بعيد احبتي.

وايضا فان قوله عز من قائل (فاذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب) تفيد الانتشار الكبير للمراقبين ولا تفيد بتر الاعضاء ابدا...

فالضرب في القران الكريم لا تعني الصفع او البتر او استخدم اليد والعصا او السيف وانما تفيد الانتشار والتوسع وكقوله (اضربوا في الارض) وبمعنى توسعوا فيها وانتشروا لكي تبصروا باعينكم ايات الله من حولكم وكم هي كثيرة..
وايضا فان قوله (ضرب الله مثلا) تعني بانه قد نشر هذا المثل وتوسع به حتى يصل الى الجميع..

ام هل ستقولون لي بان قوله (ضرب الله مثلا) تعني بانه الله قد امسك بهذا المثل وصفعه على وجهه؟!!!!

وعليه
فان الضرب في القران الكريم تفيد الانتشار والتوسع وكما هو جدول الضرب وكيف انه يتوسع بالارقام ويضاعفها...

وضرب الرقاب كذلك ومن انه يفيد التوسع بعملية المراقبة ونشرها...

أي ان المولى سبحانه وتعالى يحذرنا من الكافرين ومن تغلغلهم بيننا وبحيث طلب منا ان ننشر المراقبين بيننا نحن اهل السلام ان نحن لقينا الذين كفروا (او شعرنا بانهم يلقون امرهم بيننا ليفرقوننا) وبحيث ان هذا كله سيتضح لكم وبشكل اكبر مع الوقت وعندما اعرض عليكم باقي ابحاثي ومن بينها بحث (القريب والاقرباء) وبحث (الضرب والاضراب) ليتضح لكم وبما لايدع مجال للشك بأن قراننا الكريم كتاب محبة وسلام من ألفه إلى يائه وليس كتاب إرهاب واجرام وسفك للدماء كقرآن الأعراب الاشد كفرا ونفاقاً والاجدر أن لايعلموا حدود ما أنزل الله.


محمد فادي الحفار
19/7/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق