لو سالت جميع اللغويين العرب عن معنى مصطلح (الخرطوم) لقالوا لك بأنه الأنف وذلك لان اجدادهم الاولين من الاعراب قد ذكروا في معاجمهم اللغوية بان الخرطوم هو الأنف واعتماد على تفسيرهم لقوله عز من قائل (سنسمه على الخرطوم) وبان شرحها يفيد المعنى التالي ومن اننا سنضع على أنفه علامة فارقة تلازمه طوال حياته لكي يسخر منه جميع الناس بسببها...
ولو قلت لهم كيف استنتجم لغوياً بان مصطلح (الخرطوم) يفيد الأنف وعلى اي قاعدة ثابته اعتمدتم لقالوا لك بأنهم يعتمدون على أسباب التنزيل وبأن هذه التالية الكريمة نزلت بالوليد ابن المغيرة كتهديد ووعيد له من الرب وبأنه سيجعل له علامة على انفه كعقاب له على كفره..
اي انهم لايملكون اي دليل قرآني او حتى لغوي وله قواعده الثابته في استخرجهم لهذا المعنى سوى اسباب التنزيل وكما يدعون...!!!
فهل يوجد شيء يقال له أسباب التنزيل في فهمنا لكلمة من كلمات القران؟
اليس القران كتاب بيان ويشرح نفسه بنفسه ومن غير الحاجة الى غيره من الاسباب؟
وهل لغتنا العربية موجودة قبل نزول القرآن ولها قواعدها وتصريفاتها وبحيث نجد معنى كلمة (الخرطوم) من خلال قواعدها اللغوية الصحيحة ام اننا نعتمد فقط على الاستنباط والاعراب واسباب التنزيل المزعومة؟
وعليه
وبغض النظر عن التفاهات الاعرابية القرشية وتفسيرها الضلالي لقران ربي الذي لم يستطيعوا فهمه لابتعادهم عن قواعده اللغوية السامية اقول:
ان مصطلح (الخرطوم) القرآني عبارة عن صفة مؤلفة من فعلين وهم (الخر ... طوم) وبحيث يفيد معنى الشيء الذي يخر ومن ثم ينطم وكيف ان هذا سيتضح لكم بعد ان اضع الميزان التفعيلي الخاص بالمصطلحين فاقول:
ان مصطلح (الخر) يعود في اصله الى فعل الامر الكوني النافذ (خُرَّ) والذي هو امر لجميع بأن تخر لله ساجدة وطائعة وبحيث انه يفيد معنى السقوط العمودي السريع وكقوله (فكانما خر من السماء) او (خروا سجدا وبكيا) او (وخر راكعا واناب) ومن انها جميعها تفيد عملية السقوط السريع من اعلى الى اسفل دلالة على الخضوع او حتى الامتثال للامر..
خُرَّ (خار. خور. خير) وجميعها تفيد معنى السقوط العمودي الاعلى الى الاسفل او من عليائك وتكبرك الى حالة الخضوع الادنى..
واما مصطلح (طوم) فيعود في اصله الى فعل الامر الكوني النافذ (طُمَّ) والذي يفيد عملية طم الاشياء (طمرها بغطاء او حتى بالتراب وكما نقول بالعامية) لان الطم هو حالة تحدث للاشياء من الاعلى ايضأ وبحيث تقوم بطمها وكقوله عز من قائل (فاذا جاءت الطامة الكبرى) والتي هي حالة ستطمنا جميعنا وكأنها ردم عظيم ندفن جميعنا تحته..
طُمَّ (طام. طوم. طيم) وجميعها تفيد عملية الطم والتي هي (طمر الاشياء بغطاء او بتراب او رماد او اي شيء يكون فوقها وتكون هي تحته)..
واما مصطلح (سنسمه) فمن السموا والارتفاع ومن فعل الامر الكوني النافذ (سُمَّ) وميزانه (سام. سوم. سيم) والتي تفيد جميعها معنى السموا وبأن نسموا بأنفسنا الى الحالات السامية..
اذن
فأن الشرح الصحيح لقوله عز من قائل (سنسمه على الخرطوم) اي سنجعله يسموا على جميع الاشياء التي تخر وتنطم او حتى من خلالها لانها جميعها عبارة عن محفزات تجعلنا نسموا ونرتقي من حالتنا الدونية الى حالتنا السامية.
فالخر والطم حالتان متلازمتنا وبحيث انه وان حدثت حالة الخر فان حالة الطم ستحدث تلقائيا معها وكحال هذه الصورة التي ادرجها لكم مع هذا المنشور عن المنزل الذي خر وتهدم وكيف ان اثار عملية الخر ادت وبدورها الى طم او طمر الاشياء بعضها فوق بعض.
وعليه
فإن قوله عز من قائل (سنسمه على الخرطوم) عبارة عن خطاب موجه للانسان وبشكل عام وبأن الله ربي سيجعلنا نسموا ونرتقي من خلال العمليات المتكررة للخر و الطم الذي يحدث لنا ومن حولنا او فينا اكانت حالات نفسية ام جسدية ام حتى في محيطنا وبحيث ان حالات الخر هذه ستطم كل واحد فينا على حدا لكثرة تكرارها في حياتنا فنسموا من خلالها لاننا وكلما خرّ فينا بناء جاهلي او مفهوم مغلوط سنبني ماهوا افضل منه فنرتقي..
نعم احبتي
فكلما زادت حالات الخر فينا او في انفسنا وكأن تخر عقائدنا او معتقداتنا او حتى صورً عظيمة لشخصيات او اناس كنا نعتقدهم عظماء وبحيث يتضح لنا بعدها بأنهم مجرمين او سفهاء او لا يستحقون حبنا لهم كلما زاد سمونا وارتقائنا اكثر واكثر نحو المراتب السامية...
اي انه ومهما كانت هذه الحالات من الخر والطم التي تحدث فينا او في انفسنا مؤلمةً لنا فإنها حتمً ستجعلنا نسموا ونخرج من قوقعة الطم التي طممنا فيها انفسنا من خلال معتقداتنا او افكارنا او كل ما كنا نؤمن به من غير تفكير ولذلك لاننا اخذنا ايماننا عن ابائنا واجدادنا ومن كانوا قبلنا دون ان نفكر فيه وبصحته او عقلانيته ومنطقيته.
محمد فادي الحفار
16/7/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق