الثلاثاء، 12 مايو 2020

المنشور "54" (الدهب و الفضة)


دخول حرف الجر والحركة "د" على بعض الجذور القرآنية...

لو قلت لكم عبارة (لقد ذهب الولد الى مدرسة) واتبعتها بعبارة (هذا خاتمٌ من ذهب) فماذا ستفهمون من مصطلح (ذهب) في العبارتين الاولى والثانية؟
الن تفهموا ان الاولى بمعنى المغادرة وبان الولد قد غادر المنزل وعلى حين انكم سفتهمون الثانية وعلى انها تفيد المعدن الاصفر الثمين؟

من كل بد ستفهمون هذا احبتي... فهذه هي اللغة الاعرابية التي تعودنا عليها وعلى لغوها ومترادفتها ومن ان المصطلح الواحد له معنين مختلفين وربما اكثر ايضاً..!!!
والامر ذاته ينطبق على القرآن الكريم لاننا نقرءه من خلال اللغو الاعرابي وليس من خلال لسانه العربي المبين وكما سنرى في التاليتين الكريمتين ادناه فاقول:

(((فلما ذهب عن ابراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط)))

وهنا نرى بأن الروع (الذي يفيد معنى الخوف اعرابياً) قد غادر ابراهيم ولم يعد له وجود وبقولنا (ذهب الروع عنه) وبحيث اننا نرى المصطلح ذاته وفي التالية الثانية يقول:

((( فلولا القي عليه اسورة من ذهب او جاء معه الملائكة مقترنين)))

ومن اننا نرى هنا المصطلح ذاته وبصورةً طبق الاصل وعلى انه يفيد المعدن الاصفر الثمين كما نرى!!
فهل تاتي الكلمة ذاتها بمعنين مختلفين في لسان ربي السامي؟؟
وهل رب القران الذي لاتنفذ كلماته ولو كان البحر مدادً لها عاجز على ان يضع لنا لكل شيء اسمه او صفته تو فعله الخاص به ودون هذه الحيرة التي يضعنا بها؟؟

طبع لا احبتي
فقران ربي السامي مبني على قواعد دقيقة جدا ويفهمها الصغير قبل الكبير ان نحن عدنا الى اصول المنهج الكوني القرآني وعلى النحوا:

1- لا يوجد شيء يقال له حرف "الذال" في لساننا العربي السامي لان هذا الحرف من صناعة الاعراب القرشيين البداوى الاشد كفرا ونفاقا ولغوهم الاعرابي التافه والذي ما انزل الله به من سلطان في كتابه...
نعم احبتي
فحرف "الذال" من حروف النطق الاعرابي العليل وبحيث انه خاص باهل البادية وطريقة نطقهم الثقيلة وليس حرف عربي سامي للامم المتحضرة التي نزل عليها القرآن الكريم في الاصل وبحيث انني اقلب هذا الحرف الى "دال" اينما وجدته في القرآن الكريم ومن انني ارجوا منكم هنا مراجعة منشور (ذلك ام دَلك) لتدركوا الفارق الكبير بينهما...

2- ان حرف "الدال" من حروف الجر القرانية الحتمية وبحيث انه يؤكد على حدوث الفعل اذا دخل على الجذر وعلى النحوا التالي:

- الامر الكوني النافذ (خُل) ويفيد عملية التخويل وميزانه (خال. خول. خيل) وجميعها تفيد عملية التخويل وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "د" فيؤكد حدوث الفعل ويصبح عندنا:
دخل (دخال. دخول. دخيل) وجميعها تفيد تاكيد حدوث عملية التخويل...
فاذا دخل رجل الى بيتي مثلا اكون قد خولته بهذا الامر وسمحت له فيصبح (دخيل) او من وقعت عليه عملية التخويل وتم تنفيذها..

- الامر الكوني النافذ (بُحَّ) ويفيد عملية الاباحة وميزانه (باح. بوح. بيح) وجميعها تفيد عملية الاباحة وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "د" فيؤكد حدوث الفعل ويصبح عندنا:
دبح (دباح. دبوح. دبيح) وجميعها تفيد تاكيد حدوث عملية الاباحة..
ولقد سمي نبي الله اسحاق بالدبيح لانه قد نفذ امر ابوه والذي اباحه وجعله مباحً بل وحتى مستباحً فاصبح لقبه (الدبيح) لانه اكد على نفسه حصول عملية الاباحة..

- الامر الكوني النافذ (كُرَّ) ويفيد عملية التكرار وميزانه (كار. كور. كير) وجميعها تفيد عملية التكرير وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "د" فيؤكد حدوث الفعل ويصبح عندنا:
دكر(دكار. دكور. دكير) وجميعها تفيد تاكيد حدوث عملية التكرار...
ولقد سمى اجدادنا الاولين ابناءه الرجال بلقب (الدكور) لانهم يتمنون ان يتكرر حدوث مثل هذه الحالات من الولادة عندهم لانهم لايحبون الاناث وبحيث انهم يرون بان القوة في الرجل ومن انه هو الذي يُكّر على الاعداء في المعارك او المصائب ورغم ان هناك من السيدات من هم اعظم من اعظم الرجال في كرهم العظيم ومما جعل ربي يدكرهم في قرانه الكريم ويقول عنهم (الداكرات) لانهم يكررون ربهم في قلوبهم دائما ويؤكدون على هذا التكرار ومن انهم اعظم من الكثير من الرجال..

والامر هو ذاته مع فعل الامر الكوني (هُبَّ) والذي يفيد عملية الهبات وعلى النحو التالي:

هُبَّ (هاب. هوب. هيب) وجميعها تفيد عملية الهبة والهبات وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "د" فيؤكد حدوث الفعل فيها ليصبح عندنا:
دهب (دهاب. دهوب. دهيب) وجميعها تفيد تاكيد حدوث عملية الهبة وانتهائها..

ولهذا فاننا نستخدم عبارة (لقد دهب الولد) وبمعني لقد مضى او غادر لانه قد تمم ماعليه من عملية الهبة او الهبات اكانت له ام عليه ولم يعد موجود بيننا..

واما الان فتعالوا معي لكي اضع لكم بعض التالية القرآنية التي جائت على مصطلح (ذهب) الاعرابي وبعدما احولها الى مصطلح (دهب) القراني السليم لاشرحها لكم واقول:

(((مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله دهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون)))

وبمعنى قوله عز من قائل (دهب الله بنورهم) اي ان عملية النور والتي هي هبة من الله لهم قد اتمت ما عليها من هبة لهم ولم تعد موجودة عندهم وبحيث يقال لها (دهب او دهبت)...

((( يطاف عليهم بصحاف من دهب واكواب وفيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين وانتم فيها خالدون)))

وبحيث ان اللغوين الاعراب الاشد كفرا قد شرحوا لنا هذه التالية الكريمة وبكل نجاسة وبان الملائكة ستطوف على نزلاء الجنة بصواني ذهبية وغلمان صغار لكي يمارسوا معه العلاقات الجنسية في جنة الدعارة القرشية!!!!

واما انا فاقول لكم بان الصحف التي سيطاف بها علينا هي صحف جميع الامم التي دهبت قبلنا واخدت هباتها من ربها او اعطت هي هباتها لغيرها من الناس وبحيث ان صحفهم وبذاتها قد اختفت ولم يعد لها وجود وكحال (صحف ابراهيم وموسى) ومن انها لم تعد موجودة على الارض او اختفت ولم نستفيد نحن منها..

اذن
فان الصحف التي سيطاف بها على العلماء العاشقين لعلوم ربهم الربوببية السامية (لأن ربنا هو رب العالمين اصحاب العلم وليس رب الجاهلين) هي صحف الذين كانوا قبلنا ودهبوا او تمموا ما عليهم من عملية الهبات المؤكدة اكانت هباتً منهم للناس او حتى هباتً من المولى تبارك وتعالى لهم...

وانني اشهدكم السلام ربي من اننا نعيش اليوم حالة الطوفان العلمية العظيمة ومن انا ربنا يطوف علينا باخبار الامم التي دهبت او اخذت هباتها من ربها ولم تعد موجودة ومن انها ورغم عدم وجودها بيننا فاننا نراها ونرى ماكان معها من هبات مؤكدة وكما نرى عالم الدينصورات اليوم ومن خلال شاشة العرض الخاصة بنا وكانها امامنا وهي ترعى وتاكل انواع النباتات الخاصة بها (او الهبات الخاصة بها) وكلٌ حسب نوعه او فصيلته ورغم انها من امم قد دهبت ودهبت معها هباتها ولم تعد موجودة بيننا لا هي ولا حتى هباتها..

واما الان فانتقل معكم الى مصطلح الفضة القراني فاقول:

معنى مصطلح "الفضة" في لسان قراننا العربي
==========================

ان مصطلح الفضة القرآني يعود في اصله الى فعل الامر الكوني النافذ (فُضَّ) والذي يفيد الشيء الفائض عن الحاجة او الوفير جدا وكحالة حدوث حالة فيضان للماء وميزانه هو (فاض. فوض. فيض)...

فُض (فاض. فوض. فيض) وجميعها تفيد حالة الفيض الشديد من الشيء او الفائض عن حده وكحالة فيضان الماء مثلاً...

اي ان جميع المصطلحات القرانية من "فضة" و" انفض" و "انفضوا" و "افضتم" و "افيضوا" و "افاض" عبارة عن تفعيلات لفعل الامر الكوني النافذ (فُض) وفاعله (فاض) وكحالت الفيض الإلهي العظيم وما يفيض به علينا او حتى ما يفض به بعضنا على الاخر وكقوله عز من قائل:

(((ونادى اصحاب النار اصحاب الجنة ان افيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله قالوا ان الله حرمهما على الكافرين)))

وكيف اننا نرى هنا بان اصحاب النار يطلبون من اصحاب الجنة ان يفضوا عليهم مما افاض الله عليهم فيقولون لهم بان هذا الفيض الالهي اليوم محرم على الكافرين..

اذن
فان الفضة والفيض والانفضاض كحالة الفيضان او الفيض الزائد عن حده الطبعي او حتى الفوضى وبحيث ان هذا ايضا سيتضح لكم في قوله عز من قائل:

(((واذا راوا تجارة او لهوا انفضوا اليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين)))

ومن ان معنى (انفضوا اليها) هنا اي قاموا اليها مسرعين وكانهم في حالة فيضان كفيضان النهر وبحيث اننا نقول عن هذه الحالة بانها حالة (فوضى) لما فيها من تسارع وتدافع من اجل الربح او كما يعود الاب والام الى المنزل فيرون اطفالهم وقد بعثروا كل الاشياء في المنزل وجعلوه في حالة فوضى لكثرة مافيه من بعثرة للاشياء بغير مكانها فتسمى هذه الحالة بحالة الفوضى..

وايضا نراها بشكل جميل جدا في قوله عز من قائل:

(((وكيف تاخذونه وقد افضى بعضكم الى بعض واخذن منكم ميثاقا غليظا)))

ومن ان بعضنا وبعدما يكون في علاقة كلها فيض اكان من ناحية العواطف او المشاعر او الحب والحنان او حتى العلاقات الجسدية المادية ومن ان كل تلك الحياة الفوضوية بكل فيضها لم تجعل احدنا يستحي على نفسه ومن ان يعود ويطلب ما كان قد قدمه لوليفه من مال او هدايا وكأن هذه الايام التي كانت بينهم مجرد هباء منثور...!!

اذن فان (الدهب) هو كل الحالات المؤكدة من الهبات... واما الفضة فهي كل فيض وعطاء يفيض عن حده الطبيعي وكما يفيض النهر وبحسب نوع هذا الفيضان اكان صالحً ام طالحً او جيد لنا ام ضار بنا.. واما الاساور في القران الكريم فهي كل شيء ويسري كما تسري الدماء في عروقنا وبحيث ارجوا منكم هنا مراجعة منشور (الاسراء)... نعم احبتي فقول المنافقين لبعضهم عن النبي (فلولا القي عليه اسورة من ذهب او جاء معه الملائكة مقترنين) جعلت اللغوين وبجهلهم يعتقدون بان مصطلح (اسورة من دهب) يفيد تلك الحلية اصفراء الثمينة التي توضع حول المعصم وذلك لانهم يجهلون حروف القران الصحيحة ومعانيه وكحال جهلهم لمعنى مصطلح (دهب)...
كما وانكم وان تدبرتم معي قليل فسترون بان طلبهم وبان يلقى على النبي
 حلية من ذهب ليصدقوا بأنه نبي ورسول عبارة عن طلب احمق وبسيط جدا ومن المستحيل ان يطلبو منه مثل هذا الطلب السخيف لان أي رجل غني يستطيع أن يلبي لهم طلبهم وأن يخرج من جيبه حلية من المعدن الاصفر ويقول لهم هذه قد ألقيت ألي من ربي وأني نبي الله اليكم أليس كذلك؟

ولكن
وأن أنتم أدركتم معي معنى كلمة (اسورة) ومن أنها الامور السارية التي تسري فينا وبحيث ان مصطلحات السر واسرى وسريا ومفردتها ( اسورة ) تفيد عملية السريان وكل شيء أسراه ربي وسيره وجعلها سريا..

اذن
فهم يقولون ولو القي عليه اسورة من دهب (اي السريان او اسرار التي القيت على من كان قبله) وكتلك ألتي سرت في بعض النبيين لنصدق بأنه نبي ورسول..
وعليه فان (الدهب) هو كل الحالات المؤكدة من الهبات... واما الفضة فهي كل فيض وعطاء يفيض عن حده الطبيعي وكما يفيض النهر وبحسب نوع هذا الفيضان اكان صالحً ام طالحً او جيد لنا ام ضار بنا.. واما الاساور في القران الكريم فهي كل شيء ويسري كما تسري الدماء في عروقنا وبحيث ارجوا منكم هنا مراجعة منشور (الاسراء) وبحيث اننا وفي جنة السلام ربي سنُحلى بكل انواع العلوم التي سرت ومازالت تسري وكيف انها ستحلُّ فينا (من الحلول) وبحيث اننا سنحلى ايضا بكل الامور التي دهبت عنا بكل هباهتها ولم نحصل عليها في زماننا هذا اكانت من الناس لبعضهم البعض في زمانهم ام من ربي لهؤلاء الناس في زمانهم وبحيث انه سيفيض علينا ايضا بما كان يفيض به على غيرنا من الامم ولم يعد يفيض به اليوم علينا وفي زماننا لاننا وفي دار السلام عند ربي (او دار الجنى والجنة) سنجني كل ما فاتنا او غاب عنا من فيض ربي وعلى راسها العلوم والمعرفة وسعة الادراك...


فحاولوا أن تفيضوا من العلم والمعرفة بكل جهدكم احبتي لأن الافاضة من عرفات أفاضة للعارفين بالله من رجال الاعراف وليست عبادة وثنية أبليسة على جبل عليه مسلة وثنية في موقع جغرافي يقال له مكة ويعتبره الكثير منا بيت الله وماهو بذلك.

وارجوا ان اكون قد افضت عليكم بما افاض عليّ المولى تبارك وتعالى من فيض علمه الذي لا ينقطع ولا ينتهي.

وكل الحب والسلام للجميع

محمد فادي الحفار
27/1/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق