الجمعة، 22 مايو 2020

المنشور "78" (الجذع ام الجدع)


منشور تابع لسلسلة اخطأ التنقيط في القرآن الكريم ولدخول حرف الجر والحركة "ج" على بعض الجذور القرآنية فاقول:

اكثرنا قد قرأ قوله عز من قائل هزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا) وبحيث ان الاعراب قالوا لنا بان الله قد طلب من مريم عليها صلوات ربي أن تقوم بعملية هزِِ لشجرة النخل هذه فتتساقط عليها ثمارها والتي قالوا عنها بانها تسمى الرطبا..!!!

فهل كانت مريم عملاقة و بقامةٍ تتجاوز التسعين مترً في الفضاء لكي تستطيع ان تهز شجرة النخيل المفترضة هذه؟

فشجرة النخيل من اقوى واقسى واطول أنواع الأشجار وأكثرها ثباتً في الأرض وفي وجه اعتى أنواع الرياح وبحيث أن الفيل ورغم كل قوته لا يستطيع ان يهزها قيد انملة...

فكيف يطلب ربي من مريم الرقيقة ان تهز هذه الشجرة القوية وهي حامل أيضا؟!!!
وهل مصطلح النخل في القرآن الكريم يفيد فعلاً هذه الشجرة التي يطلق عليها الأعراب اسم النخلة؟
وهل قوله (جذع النخلة) يعني ساقها القريب من الأرض والذي هو اقوى نقطة فيها؟

وعليه
وعلى بركة السلام ربي أقول:

ان مصطلح (الجذع) اعرابي في تنقيطه ولا اصل او معنى او حتى جذر واضح له وبحيث ان الصحيح هو (الجدع) والذي يفيد بمعناه الدعوة الجادة او الجدلية لما تحمله ضمن طياتها جراءة وبحيث اننا نقول عن الرجل الجاد او صاحب الدعوة الجريئة بأنه "جدع" لأنه انسان جرئي على قول إخواننا المصرين...
واما الامر الكوني النافذ الخاص بمصطلح "جدع" فهو الامر (دُعَّ) والذي يفيد الدعوة وميزانه (داع. دوع. ديع) وجميعها تفعيلات تفيد الدعوة.

دُعَّ (داع. دوع. ديع) وجميعها تفعيلات تفيد الدعوة وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ج" والمختص بالجدلية فيصبح عندنا:
جدع (جادع. جودع. جيدع) وجميعها تفعيلات تفيد جدلية الدعوى بين فعل وفاعل وصفة ومفعول به..

اذن
فإن الجدع هو الذي يدعونا الى دعوةً جريئة وفيها جدلية لجراءة طرحها فيطلق على صاحبها عبارة (الرجل الجدع) لأنه يدعونا الى دعوة فيها جدل عظيم..

واما النخلة فمن الامر الكوني النافذ (خُلَّ) والذي يفيد عملية التخويل وميزانه (خال. خول. خيل) وجميعها تفيد عملية التخويل.

خُلَّ (خال. خول. خيل) وجميعها تفيد عملية التخويل وبحيث يدخل حرف الجر والحركة "ن" في أولها فيثبت النسب لمانح عملية التخويل لتصبح:
نُخِلُّ (نُخَالُ. نَخولُ. نُخِيلٌ) وجميعها تفعيلات الاقرارنا بتنفيذ عملية التخويل بين فاعل ومفعول به..

فخالك هو الذي يخوَّلك بالأمر وليس شقيق والدتك.

وقولي (أخوّلك او نَخُلك) تفيد عملية التخويل ولا علاقة لها بشجر النخيل او حتى بحيوانات الخيل (الحصان) وكما هو الحال في الشرح الاعرابي وترادفاته التي لا تنتهي...

واما الرطبا فمن الامر الكوني النافذ (طبَّ) وميزانها (طاب. طوب. طيب) وجميعها تفيد الأشياء الطيبة والتي نوافق عليها ونُطيبُ لها وكقوله (سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين)...

طب (طاب. طوب. طيب) وجميعها تفيد الأمور الطيبة التي نوافق عليها ونطيبُ لها وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "الر" والمختص باستمرارية الحركة الدائمة فتصبح:
الرطب (الرطاب. الرطوب. الرطيب) وهي الأشياء المستمرة دائما في عطائها الطيب وبحيث ارجو منكم هنا مراجعة منشور (الرجال) ومنشور (الرحال) لتتوضح لكم الصورة اكثر حول عمل الحرف "الر" في حالة دخوله على الجذور القرآنية..

واما مصطلح "هزي" والذي جاء في مطلع التالية الكريمة ففيه خطأ في التنقيط لأنه اعرابي ولا جذر له وبحيث ان الصحيح هو "هُري" وميزانه (هار. هور. هير) وجميعها تفيد معنى الانهيار..

وعليه
فان شرح التالية الكريمة يصبح على النحو التي:

(وهري اليك بجدع النخلة) أي اجعلي جدلية الدعوى تنهارُ اليك وبما خولناك به لكي يتساقط عليك كل الأشياء الطيبة التي تنتظرها..

اذن
فإن ربي قد طلب منها ان تكون دعواها عظيمةً وفيها جدلية لشدة عظمتها لكي تأتي اليها كل الأشياء الطيبة التي تريدها منهارة اليها كانهيار النهر وبحيث تصبح جميع الأمور طيبة باستمرار بالنسبة لها وكما تُحب وترضى ولا علاقة للتالية الكريمة بشجرة النخيل الاعرابية المفترضة من قريب او بعيد...

وحتى قول فرعون للسحرة (ولاصلبنكم في جدوع النخل) تفيد المعنى ذاته ومن انه سيجعلهم يعودون الى صُلب الدعوة التي خولهم هو بها في بادئ الامر وليس كما يحصل معهم الان وكيف انهم قد انقلبوا عليه الان مصطلح "الجدوع" يفيد جدلية الدعوة كما اخبرتكم وعلى حين ان مصطلح "الصلب" يفيد صُلب الشي ولبه واعماقه ولقوله عز من قائل (يخرج من بين الصلب والترائب) او قوله (ابنائكم الذين من اصلابكم) ولا علاقة له بفروع الاغصان وغيرها من قريب او بعيد..

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
12/6/2017

هناك تعليق واحد: