الخميس، 14 مايو 2020

المنشور "62" (خلَّ و خلعَ)


دخول حرف الجر والحركة "ع" في نهاية الجذر...

ولا داعي لأن اذكركم بأن جميع حروف الجر تشترك في العمل ذاته اذا ما دخلت في نهاية الجذر ومن انها تثبت عمله وتؤكد حدوث الفعل...

وعليه
جميعنا قد قرأ قوله عز من قائل ((اني انا ربك فاخلع نعليك انك بالواد المقدس طوى)) وبحيث شرحها الاعراب لنا على أن ربي قد طلب من موسى ان ينزع حذاءه من قدمه لانه في بقعة مباركة يطلق عليها لقب (الوادي المقدس طوى) وبحيث اخترعوا لنا على اثرها موضوع دخولنا الى مساجدهم المزعومة ونحن حفاة لانها اماكن مقدسة او بيوت الله وكما يطلقون عليها زورا وبهتان..

ولقد وددت أن اجد ولو كلمة واحدة في القران الكريم لم يلغوا الأعراب فيها بلغوهم الوثني الكريه لأستطيع أن أدافع عنهم بيني وبين نفسي وكما أدافع عن باقي الأمم وأجد لها مخرج لأعمالها ولكني وللأسف الشديد لم أجدها!!!!
فكل شيء شرحوه وفسروه بالمقلوب ولدرجة قد جعلوا معها من العلوا والأرتفاع في القران الكريم أنحطاط وانخفاض وحذاء في اقدامهم لأنهم والله ربي الأشد كفرا والأجدر أن لا يعلموا حدود ماأنزل في قرانه العظيم.
نعم
فكلمة (اخلع) تعود في اصلها الى فعل الامر الكوني النافذ (خُلَّ) والذي يفيد عملية التخويل وميزانها (خال. خول. خيل) وجميعها تفيد عملية التخويل وبحيث يدخل حرف الجر والحركة "ع" في نهاية الجذر ليثبت معناه ويؤكد على حدوث الفعل وعلى النحو التالي:

خُلَّ (خال. خول. خيل) وجميعها تفيد عملية التخويل وبحيث يدخل في اخرها حرف الجر والحركة "ع" فيثبت معناها ويؤكد حدوث الفعل لتصبح:
خلع (خالع. خولعَ. خيلَع) وجميعها تفيد حدوث عملية التخويل وتأكيدها لصاحبها..

وفقول الملك او الحاكم لوزيره وعلى سبيل المثال (لقد خلعتُك خُلعةً حمراء) اي منحتك تخويلً لا احد يستطيع ان ينكره عليك وجعلت مرتبتك وكأنها خط احمر ولا يحق لاحد تجاوزه.

واما كلمة نُعليكَ فمن العلو والارتفاع وبحيث يكون شرح التالية الكريمة وعلى النحو التالي:

إخلع نفسك كخلعةً خالصةً لنا وخولنا بكل امرك ياموسى واتكل علينا كل الاتكال لنُعليك بين الناس جميعهم ونجعل كلمتك هي العليا..
واما الواد المقدس طوى فهو كل ماينطوي عليه الود والوداد من قدسية بين الرب تبارك وتعالى وموسى بعدما يخوله موسى بأمر كله ويجعله خلعةً له..
فمصطلح الواد في القرآن الكريم من فعل الامر الكوني النافذ (ودَّ) والذي يفيد عملية الود والوداد وميزانه (واد. ودا. ويد) وجميعها تفعيلات المعنى الود والوداد..
وحتى مصطلح (الفواد) يفيد منطقة حدوث عملية الوداد في القلب..
واما مصطلح (طوى) من فعل الامر الكوني النافذ (طُيَّ) والذي يفيد الامر بان تطوي الاشياء وتجعلها تابعة لك وكقوله (يوم نطوي السماء) وميزانه هو (طاوى. طوى. طيا) وجميعها تفيد معنى طيك للاشياء..


وعليه
فأن كلمة أخلع من التخويل الحتمي النهائي وكلمة نُعليك من العلوا والارتفاع في المرتبة ولا علاقة لهما من قريب او بعيد بطهارة اقدام موسى او نجاستهما لكي يطلب منه المولى تبارك وتعالى ان ينزع حذاءه ولأن هذه الافكار الوثنية لا تجدها إلآ عند امة الاعراب وطهارتهم المزيفة التي جاؤونا بها وبحيث ان الطهارة بالنسبة لهم هي طهارة الجسد ونظافته من الخارج ومع أنهم ومن داخلهم وفي قلوبهم أنجس خلق الله واشدهم كفرا واجدر ان لايعلموا حدود ما انزل الله....
فالطهارة والنظافة التي يريدها المولى سبحانه وتعالى منا هي طهارة نفوسنا وقلوبنا وليست طهارة أجسادنا...

وكل الحب والسلام لمن خلع نفسه لله ربه خلعةً لا رجعة فيها وخول السلام ربه بكل امور نفسه عسى ان يعليه ربي الى المراتب العلا.

محمد فادي الحفار
15/6/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق