لقد شرح لنا الاعراب في معاجمهم اللغوية معنى مصطلح (المال) في القران الكريم وعلى انه يفيد القطع النقدي الذي نتعامل به بالبيع والشراء في حياتنا اليومية ومن ان مصطلح (الجمل و الجمال) يفيد ذلك الحيوان الصحراوي والذي توعد الله به الكافرين ومن انهم لن يدخلون الجنة حتى يدخل هذا الحيوان في ثقب الابرة ولقوله (في سم الخياط) وكما هو متعارف عليه عند الجميع في يومنا هذا..!!
واما انا فأقول لكم بان مصطلحي (المال و الجمال) في قراننا الكريم اعظم من هذا بكثير ومن اننا لم نفهم المعنى الصحيح لهما لأننا قد تركنا القران مهجورا واتبعنا الشرح الاعرابي الدوني ومعاجمه المغلوطة...
نعم
فالمال في القران الكريم ليس القطع النقدي وحسب وانما هو كل شيء مالت له نفسك وحصلت عليه ام لم تحصل عليه..
واما الجمال فهو جدلية الميل الى الأشياء وبحيث انه اقرب ما يكون للكمال والذي هو عدم ميلك لأي شيء واكتفائك بشخصيتك والتي ستجعلك وكأنك قد حزت على الكون كله فتكون جميلا وذلك لان شخصية الجميل اقرب ما تكون الى الكمال الذي حاز على كل شيء لأنه لم يميل الى شيء وبحيث ان جميع الأشياء قد مالت له.
اذن
فإن ميلك الى شيء محدد بذاته يجعلك تشبهه وتتطبع بطباعه فتكون مائلً مثله..
وعدم ميلك الى أي شيء يجعلك كاملً ومميز بشخصيتك فتميل الأشياء جميعها أليك وتحاول ان تتشبه بك لأنك كاملً وليث كمثلك شيء.
واما الجميل فهو الأقرب بيننا الى الكمال ومن انه وبدوره لا يميل الى شيء محدد..
وللتوضيح اكثر أقول:
ان مصطلح "المال" من الميول ومن فعل الامر الكوني النافذ (مُلَّ) وميزانه الكوني ( مال. مول. ميل )..
ملّ (مال. مول. ميل) فهو مائل ويميل..
وبحيث أن كل ما تميل نفسك له هو مالك لأنه قد جعلك تميل اليه وحتى وان لم تحصل عليه...
واما المولى سبحانه وتعالى فيريد منك ان تكون جميلً وان لا تميل الى شيء وعلى حين أن الذين يتبعون الشهوات وهم مائلون اليها يريدون منكم ان تصبحوا مثلهم ولقوله:
(((والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما)))
اذن
فان الذين يتبعون الشهوات يريدون منكم ان تكونوا مثلهم و تميلوا الى جميع أنواع الشهوات التي مالو هم لها وعلى حين ان المولى سبحانه وتعالى يريدكم أن تكونوا جمالً وأصحاب شخصيات مستقلة لا تميل الى أي شيء لكي تميل اليكم الأشياء جميعها حينها..
فأيهم افضل احبتي..؟؟
ان تحبوا انتم الأشياء كلها وتميلون أليها لا تحصلون عليها ام ان الأشياء كلها تحبكم وتميل أليكم فتحصلون حينها على كل شيء؟؟
وعليه
فان المال هو كل شيء تميل انت له ودون شرط الحصول عليه لأنه هو وبذاته قد يكون مائل الى غيرك وليس مائل اليك...
ملّ (مال. مول. ميل) فهو مائل ويميل وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "ك" والذي هو من حروف "كهيعص" التي تعكس المعنى فيصبح عندنا:
كمل (كمال. كمول. كميل) وهو الشيء الكامل والذي لا ينقصه شيء لأن الأشياء جميعها عنده وذلك ان الكمال من صفات الله..
واما وعندما يدخل حرف الجر والحركة "ج" والمختص بالجدلية على مصطلح (مال) فإنه يصبح:
جمل (جمال. جمول. جميل) والذي هو اقرب ما يكون للكمال ولكنه ليس كاملً بعد لان الكمال لله كما قلنا واما الجمال فهو جدلية حالة الميل ومن أنه قد لا يكون مائل الى شيء ابدا فيكون هو الأقرب للكمال.
وقوله عز من قائل (فاصبر صبرا جميلا) أي صبر لا ميل فيه لأي شيء...
وقوله (فاصفح الصفح الجميل) أي الصفح الغير منحاز الى اي شيء ولا ميل فيه لأي شيء فيكون صفحً عادلً..
واما قوله (حتى يلج الجمل في سم الخياط) فان اصلها الصحيح هو (حتى يلج الجمل في سم الحياط) أي حتى نصل الى المرحلة الجمال والتي هي الأقرب الى الكمال وندخل في حالة عدم الميل الى أي شيء والتي هي مرحلة سامية وفيها سمو الإحاطة والمعرفة بكل شيء ومن انها تحدثنا عن المرحلة التي يجب ان تصل اليها النفس الإنسانية الوحدة من السلام مع نفسها ومحيطها لكي ترجع الى ربها راضية ومرضية...
واما وان نحن بقينا في حالة حب للمال الذي تميل انفسنا له فلن تفتح لنا أبواب الجنة ابدا طالما اننا على هذا الحال الميل لان جمالنا فقط هو الذي سيفتح لنا أبواب الجنة.
نعم احبتي
فمصطلح الجمل في هذا التالية الكريمة لا يعني الحيوان الاعرابي ودخوله في ثقب الابرة وكما هو الحال في الشرح الاعرابي السخيف وبحيث جعلوا دخول الجنة مستحيل على الخاطئين ولا مجال لدخولهم لها مهما فعلوا (وكأن الله ربي لا رحمة في قلبه) لانهم لم يفهموا معنى مصطلح الجمل ومن جذره ومن انه يعني ما ذكرته لكم أعلاه من اصلاح النفس الإنسانية الواحدة والتي نحن جميعنا منها وبحيث ان خلقنا وبعثنا كان وسيكون كنفس واحدة وعلينا ان نصل جميعنا الى كلمة سواء بيننا ونسموا بأنفسنا الى مرتبة الإحاطة بكل شيء جميل لا ميل فيه الى الانا الشخصية او الملذات الشخصية وانما العدل والسلام للجميع لأننا جميعنا من نفس واحدة..
واما الأمثلة على دخول حرف الحركة والجر "ج" على الجذور القرآنية ليجعلها في حالة جدلية فكثيرة جدا احبتي وعلى النحو التالي:
1- مصطلح (ماد) والذي يفيد عملية المدد والامداد وكيف يصبح (جماد) او الشيء الغير قادر على امدادك باي شيء او هناك جدلية في انه قد يمدك او لا يمدك بشيء حتى تتغير حالته..
2- مصطلح (راد) والذي يفيد المردود والموارد وكيف يصبح (جراد) او الذي يجرد المكان من مردوداته فلا يصبح فيه أي موارد..
3- مصطلح (بال) والذي يفيد الأشياء البالية او التي تبلى وكيف يدخل عليه حرف "ج" الجدلي فيصبح (جبال) والتي يوجد جدلية كبيرة وهل هي تبلى ام لا تبلى..؟؟
اذن
فان حرف الجر والحركة "ك" والذي هو من حروف "كهيعص" التي تعكس المعنى تمام يجعل الجذر (مال) والذي يفيد حالة الميل يصبح (كمال) والذي هو عكس المال تمام لأن الكمال لا يميل لأي شيء وذلك لأنه اصل يملك كل شيء..
واما ومع دخول حرف الجر والحركة "ج" والذي هو من الحروف الجدلية على الجذر (مال) فانه يصبح (جمال) والذي يوجد فيه جدلية حالة الميلان ومن اننا سنسال انفسنا ونحن امام الجمال ان كان مائلً او ناقصٍ ام انه فعل قد وصل الى حالة الكمال لشدة جماله..
نعم احبتي
فالأنثى الحسناء الجميلة جدا تجعلنا نرها وكائنها كاملة في جمالها ولا يوجد فيها ما يُعيبها ويُميلها ويجعلها مائلة لأي شيء وكأن الكمال كله قد حل فيها فأصبحت هي الكمال بذاته لشدة جمالها أليس كذلك؟
وهذا هو الحال مع النفس الإنسانية الواحدة من ان ربي يريد لها ان تصبح جميلة وتلج في سمو الإحاطة بكل شيء (يلج الجمل في سمو الحياط) لكي تفتح لها أبواب الجنة.
اذن
فإن الاختصار الشديد لكل ما ذكرته لكم أعلاه سيكون على النحو التالي:
1- (المال) هو كل ما تميل نفسك له أكان مجوهرات أم قطع نقدي أم جاه وسلطان وعمارات ومزارع وبنيان لان كل ما تميل نفسك له هو مالك وحتى وإن لم تحصل عليه.
2- (الكمال) هو الشيء الذي لا يميل لأي شيء لأنه وفي الأصل يمتلك كل شيء ولا يحتاج لأي شيء.
3- (الجمال) هو الشيء الأقرب الى الكمال لأن جدلية حالة الميل موجودة بشأن شخصيته وتجعلنا نشك في أنه غير مائل اصلً.
وحبي وسلامي لكم جميعنا احبتي وجعلنا الله ربي نصل الى مرحلة الجمال لكي تسمو نفسنا الإنسانية وتحيط بكل علوم ربها السلام السامية.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
8/12/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق