الخميس، 21 مايو 2020

المنشور "77" (الأذن ام الأدن)


من المنشورات الخاصة بأخطاء التنقيط في القرآن الكريم...

لقد سألني أحد اصدقائي عن معنى قوله عز من قائل (في اذانهم وقرا) ومن خلال منهجي الجذري القرآني لأنه لم يقتنع بمعناها الأعرابي وبان الأذان تفيد الجهاز السمعي عند الإنسان وعلى حين أن الوقرا هو تلك المادة التي تُفرز في داخلها فتجعلها مغلقة و بحاجة للتنظيف..
كما وانه مستغرب جدا وكيف يأتي مصطلح (الاذن) تارة بمعنى الجهاز السمعي عند الإنسان وتارة اخرى بمعنى السماح بفعل الشيء وكقوله (أذن للمقاتلين) وبمعنى السماح لهم بالقتال وسفك الدماء؟!!!

وبالطبع فإنه محق في عدم ارتياحه للشرح الأعرابي لمعنى مصطلح "الأذن" القرآني وبأنه يفيد الجهاز السمعي تارةً والسماح بفعل الشيء تارةً اخرى لأن هذا هو الترادف بعينيه وهذه هي لغة الاعراب الاشد كفرا والاجدر ان لا يعلموا حدود ماأنزل الله.

وأما انا أحبتي فأؤكد لكم دائماً على وجود الأخطاء في التنقيط الذي وقع على القرآن الكريم وبحيث أن جميع المصطلحات الأعرابية من "اذن" و "اذان" و "استاذان" كانت في اصلها "ادن" و "ادان" و "استادان" ومن انها جميعها تفيد فعل الأمر الكوني المشدد (دُنَّ) والذي يفيد الأمر بالدنو من الشيء وكقوله (وجنى الجنتين دان) وميزانه الكوني هو (داندوندينوجميعها تفيد موضوع الدنو من الشيء وبحيث أن قوله عز من قائل (ان الدين عند الله الإسلام) معناها بأن الشيء الذي ندنو من خلاله الى الله هو السلام فقط..

دُنَّ (دان. دون. دين) وجميعها تفيد موضع الدنو من الشيء وما ندنو به ومن خلاله..

ولكي أوضح لكم الأمر بشكل ادق واعمق اقول:

ماذا تعني عبارة (بإذن الله)؟؟؟
وهل تعني جهاز الله السمعي ام ان الامر يحدث بموافقته؟
فأن كانت تعني الأولى فتلك مصيبة تجعل الله موصوف وهو الذي لا تصفه الصفات...
وان كانت الثانية فالمصيبة اكبر لأنها وان كانت تعني بأن سفك الدماء يحدث بموافقة الله وكما هو الحال في الشرح الأعرابي لها فهذا معناه بأن الإنسان ليس مسؤولً عن أي تصرف من تصرفاته لأنه قد حصل على الموافقة الإلهية في فعل اي فعل من أفعاله التي فعلها او سيفعلها وذلك لان صاحب الامر قد سمح له بأن يقوم بفعلته...

نعم
فأي مصيبة تصيبني او تصدر عني هي بإذن الله وبمعنى موافقته وكما هو الحال في الفلسفة الأعرابية الجاهلة لمعاني القرآن الكريم بسبب التنقيط الخاطئ لمصطلحاته وبدليل قوله عز من قائل:

(((ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم)))

اي انه وان كان كل شيء يصيبني من خير او شر قد اصابني بإذن الله وبمعنى موافقته ومشيئته فلماذا يعاقبني على اعملي؟!!!
فإن كان هو من أذن لي فلماذا يعاقبني على شيئ قد حصلت على الإذن في تنفيذه؟
وان نحن اخذنا رئيس الجمهورية هنا وقلنا بأنه قد أذن لي بأن أنسف المدينة فوق رؤوس ساكنيها وكما يفعل جنود بشار الاسد مع الشعب السوري فهل تراه سيعاقبني على تنفيذي لإذنه ام أنه سيكافئني لأنني قد نفذت له امره وإذنه؟؟

طبع سيكافئني أليس كذلك؟

اي انه وان كان كل شيء بإذن الله وبمعنى موافقته لما كان هناك عقاب لأحد منا ومهما كان فعله إجرامياً وهذا غير صحيح ابدا...

واما وان انتم أدركتم معي وجود الأخطاء الحتمية في تنقيط بعض مصطلحات القرآن الكريم وبحيث تجعل منه كتابً متناقضً او تجعل فلسفته للامور اجرامية ولا منطق فيها لأدركتم الخير كله وبحيث أن التالية الصحيحة في تنقيطها تقول:

(((ما اصاب من مصيبة الا بادن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم)))

ومن ان معناها يفيد بأن كل شيء يصيبنا او سيصدر عنا سببه الاشياء التي أدناها الله منا وجعلها في متناول أيدينا..

(بادن الله) معناها (بما ادناه الله منا)..

نعم
فالله قد ادنى لنا جميع الاشياء في هذا الكون العظيم وجعلها في متناول أيدينا وبحيث انه قد ادنى منا النور والظلام والخير والشر والسلام والاجرام والموجب والسالب والماء والنار ومن ثم وضح لنا الفارق بين هذه المتناقضات والأضداد التي أدناها منا وحذرنا من الاقتراب من الشرور وحضنا على فعل الخير كله..
أي أنه قد أدنى لنا كل شيء ولكنه لم يسمح لنا بان نتعامل مع كل شيء...
فربي قد أدنى منا الشيطان وجعله قريب منا بل ويسكن في نفوسنا ولكنه ايضا حذرنا منه..

وعليه
فان جميع المصطلحات القرآنية التي جاءت على ذكر مصطلح لاعرابي (الاذن) خاطئة وعليكم اعادت تنقيطها بشكل صحيح وجعلها (الأدن) لان حرف الذال اصلً اعرابي وليس من اصل القرآن الكريم في شيء...


ادن
فإن قوله عز من قائل وعلى سبيل المثال (اذن للمقاتلين بانهم ظلموا) وبمعنى انه قد سمح لهم بان يسفكوا الدماء بسبب ما وقع عليهم من ظلم وهو في الاصل يدعونا للسلام يعتبر قولً اعرابي اجراميً خالص وليس من اصل القرآن الكريم في شيء ومتناقضً كل التناقض مع رسالة السلام...
واما الصحيح فهو (ادنَ للمقاتلين بأنهم ظلموا) اي الافضل والادنى لهم عند ربهم انهم ظلموا وعلى مبدء (يابخت من بات مظلوم ولم يبت ظالم) وبحيث ان الله هو من سينصرهم لتحملهم لما وقع عليهم من ظلم...

وكذلك هو الحال مع التالية الاعرابية التي تقول أذن في الناس بالحج) وبمعنى اصرخ عليهم او ادعوهم الى مايسمى بالحج الاعرابي وبأن اصلها هو أدنُ في الناس بالحج) وبمعنى أدنوا منهم بقضائك لحاجتهم وسترى كيف يأتون اليك من كل مكان..

وعليه
وعودة منا الى السؤال عن معنى عبارة (في اذنيه واقرا) في التالية الكريمة فانني سأشرحه لكم ولكن بعد ان اقوم بتصحيح التنقيط من (اذنيه) الى (ادنيه) وبمعنى اجعله يدنوا مني وعلى النحو التالي:

(((واذا تتلى عليه اياتنا ولى مستكبرا كان لم يسمعها كان في ادنيه وقرا فبشره بعذاب اليم)))

اي أن المولى تبارك وتعالى يحدثنا عن شخص ما ويقول لنا عنه (كان في ادنيه وقرا) وبحيث يجب علينا أن نفهم معنى مصطلح (وقرا) لكي تتضح لنا الصورة وبكل بساطة فأقول:

إن جميع المصطلحات القرآنية من "وقر" و "وقرا" و "وقارا" و "توقروه" تعود في اصلها الى فعل الامر الكوني الخاص بها وهو الامر "قُرَّ" والذي يفيد الاقرار بالشيء وميزانه الكوني هو (قار. قور. قير)...

قُرَّ (قار. قور. قير) وجميعها تفعيلات لمعنى الاقرار بالشيء بين فاعل وفعل ومفعول به..

قُرَّ .... فعل أمر كوني النافذ...
قار .... فاعل
قور .... صفة الفعل
قير ... مفعول به...

وعليه
وان نحن أخذنا فعل الأمر الكوني النافذ (قُرَّ) واضفنا له حرف الألف سيصبح (اقرا) والذي هو أمر محدد لك انت شخصيا أيها المستمع وبأن تقر بما تسمع...
أي أن قوله عز من قائل (اقرا باسم ربك الذي خلق) لاتعني المطالعة او النطق بالشيء وانما تعني الإقرار الحتمي بأن الله هو الخالق..
واما قوله (في ادنيه وقرا) اي انه يقر بحقيقة الشيء من خلال الأشياء التي ادنيت له..

والأشياء التي أدنيت لنا ليست جميعها بموافقة الله عليها ومن ضرورة أخذنا بها لأن الله قد أدنى منا جميع الأشياء بتناقضاتها وأضدادها وبحيث أنه قد حذرنا من بعضها وحضنا على البعض الآخر كما ذكرت لكم سابقً...
وهذا يعني بأن أهلنا و آبائنا الأولين وإن كانوا قد أقروا لانفسهم اشياء رؤها صحيحة من وجهة نظرهم ومن ثم أورثونا إياها فإنهم قد ادنوها منا وجعلوها دانية لنا وبحيث أننا وبدورنا وان نحن أخذنا بها وقمنا باقرارها ودون أن نعمل عقولنا بها وهل هي صحيحة أم لا سنتعرض حتمً للقرارات الخاطئة بدورنا لأن أهلنا او آبائنا الأولين قد أقروا هذه الأخطاء ونحن تابعنا في إقرارها...

وعليه
فإن قوله عز من قائل عن الشخص الذي تتلى عليه آيات الله ولا يأخذ بها لأنه واقع تحت تأثير ما أُدني إليه (في ادانه وقرا) ومن أنه هو بذاته قد اقرا على هذا الشيء واضح جدا احبتي لمن أراد ان يفكر بالحقائق بتجرد وبعيدً عن الاشياء التي اقرها هو أو أقرها له آبائه الأولين وجعلوا منها مقررً ومنهج لهم..

وأيضا فإننا نراها واضحة جدا في قوله عن عز من قائل عن بعضهم وكيف قالوا:

(((وقالوا قلوبنا في اكنة مما تدعونا اليه وفي اداننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل اننا عاملون)))

أي أنهم يرفضون ما جاءهم به الرسول ولا يقرون به وبقولهم (قلوبنا في اكنة مما تدعونا اليه) وذلك لأنهم يقرون بما معهم أو بما أدني أليهم من آبائهم الأولين وبقولهم (في اداننا وقر) وبمعنى بأننا لا نقر ألآ بما قد أدني ألينا سابقً وهو وحده المقرر عندنا والذي نُقر به..
وعليه
فأن جميع مصطلحات القرآن الكريم من "اذن" و "اذان" و "استاذان" منقوطة بشكل خاطئ من امة الاعراب وليس لها أي ميزان كوني خاص بها وبحيث أن أصلها هو "ادن" و "ادان" و "استادان" والتي تفيد جميعها معنى الشيء الداني مني او الداني انا منه وبحيث أنكم ومن قرئتموها جميعها بهذا الشكل فسيتضح لكم جمال مصطلحات القرآن الكريم وروعة فلسفته الكونية والبعيدة كل البعد عن فلسفة الاعراب الجاهلة وعدم منطقيتها.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
29/5/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق