دخول حرف الجر والحركة "ج" على بعض مصطلحات القرآن الكريم...
لو سألتم احد اللغوين الاعراب من اتباع الامويين والعباسيين ومن لف لفيفهم عن معنى مصطلح (اهلك) في قوله من قائل:
(((وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسالك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى)))
لجاءكم الجواب سريعً وعلى ان مصطلح اهلك في هذا التالية الكريمة يفيد العشيرة والاقارب او العائلة من الأبناء والاحفاد وعلى حين انني وان سالتهم عن معنى المصطلح ذاته في قوله عز من قائل:
(((وانه اهلك عادا الأولى)))
لجاءكم الجواب وبان مصطلح (اهلك) هنا يفيد معنى الإبادة والفناء وبان الله قد افنى عاد الأولى..!!!!
فهل يكون المصطلح ذاته والذي هو (اهلك) بمعنين مختلفين وبحيث يكون تارة بمعنى العشيرة والاقارب وتارة أخرى بمعنى الفناء والدمار؟؟!!!
وهل هذا هو قرآننا المبين الذي يجعلنا نتوه بمعاني مصطلحاته؟!!!
طبع لا احبتي...
فأمة الاعراب الأشد كفر ونفاقا والاجدر ان لا تعلم حدود ما انزل الله هي من وضعت لنا هذه القواعد اللغوية التافهة في مناهجها الجاهلية والبعيدة كل البعد عن لسان القرآن الكريم وفصاحته وبيانه وبما لم ينزل الله بها من سلطان...
واما انا فأقول لكم بأن مصطلح (اهلك) وفي جميع مواقع القرآن يفيد عملية التهليل للشيء ومن فعل الامر الكوني النافذ (هُلَّ) وميزانه (هال. هول. هيل) والذي يفيد بجميع تفعيلاته معنى جميعها التهليل...
نعم احبتي
فمصطلح (اهل) و (اهلك) يفيد عملية التهليل وبدليل قوله عز من قائل:
(((انما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فان الله غفور رحيم)))
وبحيث ان أي تهليل لغير الله او كتابه هو تهليل باطل ومن اننا جميعنا اهل الله وأهل كتابه لأننا لا نهلل لغيره تبارك وتعالى..
وعليه
فان اهل الكتاب هم الذين يهللون لكتاب الله واهل الذكر هم الذين يهللون لذكر الله واما اهلك فهم الذين يهللون لك ويتبعونك..
واي انه وعندما يخاطب الرسول ويقول له (وامر اهلك) أي امر جميع الذين يهللون لك ويتبعونك لان اهلك هم من كل من هلل لك ولا يشترط بهم ان يكونوا من صلبك او حتى من عشيرتك وبدليل قوله عز من قائل لرسوله نوح عن ابنه عبارة (قال يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح) وبمعنى أن ابن نوح والذي هو من صلبه لا يعتبر من اهله بعرف القران الكريم لأنه كان غير صالح ولا يهلل لأبيه ولا يتبعه وانما كان من الكافرين..
وقوله عز من قائل (وانه اهلَّك عادا الأولى) تعني بأنه قد أهلَّ لك انت أيها القارئ ما كان معهم ولا تعني بأنه قد افناهم..
أي انك انت الوارث لما كان معهم من ثقافة او علم او حتى حضارة ومنازل وغيرها فيصبح ما معهم مهللً لك أنت.
اذن
فأن جميع مصطلحات القرآن الكريم من "اهل" و "اهلك" و "اهله" و "اهلها" و "اهلي" و "اهلين" و "اهليكم" و "اهليهم" تفيد عملية التهليل ومن فعل الامر الكوني النافذ (هُلَّ) والذي هو امر لك بأن تكون من المهللين وميزانها (هال. هول. هيل) وجميعها تفيد معنى التهليل..
هُلَّ (هال. هول. هيل) وجميعها تفعيلات لمعنى التهليل وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ج" والمختص بالجدلية فتصبح:
جهل (جهال. جهول. جهيل) والتي تفيد جميعها معنى الجدلية عند الانسان الذي قد لا يهلل لأي شيء فتكون بمعنى الغبي او الجاهل الذي لا يعرف شيء لأنه لا يهلل لأي شيء.
اذن
فإن اهل الكتاب هم الذين يهللون للكتاب ويتبعونه...
واهل الذكر هم الذين يهللون للذكر ويتبعونه...
واهل النبي هم الذين يهللون للنبي ويتبعونه...
واهلك هم الذين يهللون لك ويتبعونك..
واهل العلم هم الذي يهللون للعلم ويتبعونه..
واما الجاهلين فهم الذين لا يهللون لشيء لانهم جاهلين وبكل بساطة وبحيث انهم لا يرغبون بالعلم ولا بالعمل ولا باي شيء.
محمد فادي الحفار
17/3/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق