الثلاثاء، 12 مايو 2020

المنشور "58" (الحار و الاسحار)


دخول حرف الجر والحركة "س" على بعض الجذور القرآنية....

اكثرنا قد سمع عن السحر بانواعه وعن السحر الأسود خاصة وبانه من أشد أنواع السحر ضررا على الناس لأنه يعتمد على إيذاء الاخرين من خلال اخطر انواع الجن وبحيث يطلب المشعوذ من ذبائنه او ضحاياه ان يحضروا له قطعة ملابس او صورة او اي شيء من اثر الانسان الذي يريدون ايذاءه ومن ثم يضع هذه الاشياء في صرة يتمتم عليها ويدفنها في قبر او في البحر او اي مكان يصعب الوصول اليه وما الى ذلك من ترهات الجهل والتخلف المنتشر في اكثر مجتمعاتنا الاعرابية (ان لم نقل جميعها) وكم تحطمت بسببه عائلات بأكملها او بسبب هؤلاء المشعوذين تحديدا والذين غالبا ماتكون ضحاياهم من الأمهات والنساء والذين هم وفي الاصل ضحية الازمات الاجتماعية وغياب الاستقرار الأسري والفكر العلمي والديني فيستغلهم المشعوذ الدجال بحجة مساعدتهم على حل مشاكلهم وهو وفي الاصل اجهل من الجهل بذاته ولا يعرف ان يحل مشاكله الشخصية!!!!

وان قلت لهم بان هذا هو قمة الجهل والتخلف الذي ما انزل الله به من سلطان في كتابه وبان القرآن الكريم لم يتحدث عن كائنات وهمية يطلق عليها لقب الجن ولم يتحدث عن اي نوع من انواع الشعوذة التي تتحدثون عنها تراهم يتنطعون لك ويقولون بان السحر مذكور في القرآن الكريم ولا يجب علينا ان ننكره وهذا والله ربي ما يتعبني ويؤرقني ويحزنني على هذا الكتاب المظلوم بوقوعه بين ايدي امة الجهل والتخلف والتي هي الاجدر ان لا تعلم حدود ماانزل الله!!!

وعليه
هل هذه الشعوذة والدجل والاحتيال والخدع البصرية التي يؤمن بها العامة من امة الاعراب هي السحر المذكور في القران الكريم؟؟
وهل كان الانبياء مشعوذين حتى يتهمهم الناس بالسحر؟؟

اذن

فتعالوا معي لكي اطرح عليكم بعض الاسالة التي ستوضح لكم معنى مصطلح (السحر) في القران الكريم فاقول:

لو قلت لكم ما هي صيغة الجمع لمصطلح قلم ألن تقولوا بأنها الاقلام؟
وان قلت لكم ما هي صيغة الجمع لمصطلح علم الن تقولوا بانها الاعلم؟
وان قلت لكم ماهي صيغة الجميع لمصطلح نغم الن تقولوا بانها الانغام؟

وعليه
ما هي صيغة الجمع الخاصة بمصطلح سحر سوى الاسحار؟

نعم احبتي
قلم ... اقلام ... الاقلام
علم ... اعلام ... الاعلام
نغم ... انغام ... الانغام
سحر ... اسحار ... الاسحار

والان
اسمعوا معي هذه التالية الكريمة عن عظمة مصطلح الاسحار في القران الكريم فاقول:

(((الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالاسحار)))

فهل ترون معي بان المستغفرين بالاسحار مع الصابرين والصديقين والقانتين؟؟
فكيف نستغفر بالاسحار لو كان هذا المصطلح يفيد المشعوذين؟؟!!!
وهل نقول مثل عبارة (استغفرك ايها الساحر العظيم واتوب اليك) طالم ان الاسحار هي الجمع الصحيح لمصطلح السحر و الساحر؟!!!

فان كان السحر يفيد الشعوذة والعمل الاسود وكانت الاسحار هي الاعمال السوداء فيجب علينا ان نستغفر بها وكما نستغفر الله ونقول لها اغفري لنا ايتها الاسحار العظيمة وتوبي علينا فما رايكم؟!!!!

بالطبع لا احبتي
فان انتم علمت عظمة مصطلح السحر والاسحار القرآني لادركتم عظمة الاستغفار له ومن خلاله وانتم مطمئني البال...

وعليه فانني اقول لكم التالي:

ان جميع المصطلحات القرانية من "سحر" و "ساحر" و "سحرة" و "اسحار" و "تسحرنا" و "ساحرون" و "مسحورون" و "مسحورا" تعود في اصلها الى الامر الكوني النافذ (حُرَّ) والذي يفيد الامر بعملية الحوار وميزانه (حار. حور. حير) وجميعها تفيد معنى الحوار..

حُرَّ (حار. حور. حير) وجميعها تفيد معنى الحوار وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "س" والمختص باستمرارية عمل الفعل فيصبح عندنا:
سحر (سحار. سحور. سحير) وجميعها تفيد الاستمرارية في الحوار والقدرة عليه والتمكن منه لان صاحبه مستمر فيه دائماً..

نعم احبتي
فالساحر هو المتمكن في موضوع الحوار وبحيث يسحر الناس بحواره ويجعلهم مضطرين لسماع حواره حتى الناهية لم فيه من متعة عقلانية لهم...

وجميع تاليات القرآن الكريم عن السحر والسحرة تفيد هؤلاء الناس من العلماء والمتمكنين في فن الحوار والاقناع وبحيث ارجوا منكم ان تضعوا لي تالية واحدة تؤكد بان السحرة قد صنعوا اي معجزة...

وقول اتباع فرعون لموسى عليه صلوات ربي بان سحره مفترى وما سمعوه به في ابائهم الاولين اكبر دليل على ان السحر هو سحر كلام وليس افعال وشعوذة وحركات بهلوانية وبدليل قوله عز من قائل:

(((فلما جاءهم موسى باياتنا بينات قالوا ما هذا الا سحر مفترى وما سمعنا بهذا في ابائنا الاولين)))

فهل ترون معي عبارة (سحر مفترى وما سمعنا بهذا) ومما يؤكد بان سحر موسى كان سحر كلام وروعة حوار منطقي لا مثيل له وبحيث قالوا له ما سمعنا وبدليل لا يرقى له الشك انه كان يلقي عليهم كلام وانهم قد وصفوا هذا الكلام بالسحر؟؟

فان كان سحر موسى هو سحر افعال مرائية او حركات بهلوانية لكانوا قالوا له مارئينا مثل هذا من قبل اليس كذلك؟

اذن
فان سحر موسى كان سحر الكلام.....


وايضا فان التالية الكريمة ادناه توضح هذا فاقول:

(((سيقولون لله قل فانى تسحرون)))

فهل ترون بان الموضوع هنا مجرد حوار وبحيث انهم (سيقولون لله) فيجيبهم هو (فانى تسحرون) ومما يؤكد بانه يعتبر كلامهم او حوارهم سحر كما ترون..

وعليه
فان السحر القرآني هو سحر الكلام او الذي يستمر دائما في الحوار ولا يتوقف عنه ابدا فيصبح متمكن به بحسب الممارسة ويصبح كلامه جاذبً للناس لانه مقنعً ومنطقيً وفيه حلاوة تطير بالسامعين في كل الاكوان..

وهذا هو السبب بان جميع الانبياء والرسل قد قيل لهم بانهم سحرة لانهم كان يحاورون الناس باستمرار...
اي انه لم يكن هناك شيء يقال له ساحر وبمعنى مشعوذ قبل قدوم القرشيين والذين ترجموا مصطلح السحر القرآني وعلى انه الشعوذة..

فمصطلح السحر وقبل قدوم القرشيين كان يطلق على جميع الذين يستمرون في الحوار مع الناس دون كلل او ملل وبحيث انه وعندما يمل بعض الناس منهم يقولون لهم (انتم سحرة) اي تكثرون الكلام او تستمرون بالحوار ولا تملون منه ونحن لا نريد الاستماع لكم..

واما المستغفرين بالاسحار فهم الذين يستغفرون ربهم من خلال استمرارهم الدائم في عملية الحوار وبحيث انني وبنفسي من المستغفرين بالاسحار لان كل وقتي امضيه معكم في الحوار المستمر عن ربي السلام الذي اؤمن به واحاول جاهد ان اجعلكم تؤمنون به مثلي..

اذن
فان السحر مذكور في القرآن الكريم فعلا وانا لا انكر هذا ولكن معناه يفيد الذين يستمرون بالحوار ولا يفيد أؤلائك المشعوذين او الدجالين او الذين يلعبون بالبيضة والحجر على قول اخواننا المصرين..

واترك المقال بين ايديكم لتسحروني واسحركم به ومن خلال المداخلات التي انتظرها منكم وفيها ولو دلالة قرآنية واحدة ومن خلال تالية واحدة على ان السحر القرآني عبارة عن عمل نراه باعيننا وليس كلامً مسموعً يقنعنا.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
12/5/2020

هناك تعليق واحد: