قال لي كيف تدعي إيمانك بالقرآن الكريم وأنت لا تؤمن بالرسول القرشي محمد الذي نزل عليه القرآن ليحدثنا عن الكثير من القصص التي حدثت اثناء حياته الكريمة ومن بينها هروبه من مكة الى المدينة المنورة واختباءه في غار ثور مع صاحبه أبو بكر الصديق في قوله عز من قائل:
(((الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم)))
ومن انها دليله على ان المقصود هنا هو محمد الذي هرب من مكة مع صاحبه أبو بكر الصديق واختبئ في غار ثور لكي لا يعثر عليه كفار قريش..!!
فقلت له وبدوري بانك ترى هذا القرآن قد نزل على الرسول المفترض (محمد) وانا أرى عكس هذا تمامً ومن أنه لا يوجد في القرآن الكريم رسول محدد لقبه محمد لأن مصطلح (محمد) عبارة عن صفة تنطبق على جميع رسل ربي السلام وأنبياءه المحمودي الصفات جميعهم..
وعليه
فدعنا مؤقتا من موضوع القرآن الكريم وعلى من نزل لأنني قد تحدثت عن هذا الامر كثيرً وبحيث أرجوا منك أن تتابع معي هنا في موضوع مصطلح (الغار) القرآني والذي تعتقد حضرتك بانه يفيد الكهف أو التجويف داخل الصخور الجبلية ليتضح لك ما انت عليه من ثقافة المترادفات الأعرابية التي تربيت عليها والتي أراها وبدوري مخالفة للقرآن الكريم شكلً وموضوعً فأقول:
إن جميع المصطلحات القرآنية الكريمة من "غار" و "غورا" و "غرهم" و "غرور" و "غيرها" و "مغيرات" و "تغرنكم" و "يغرنك" و "اغرينا" و "نغري" عبارة عن تفعيلات للأمر الكوني النافذ (غُرَّ) وميزانه (غار. غور. غير) وعلى النجو التالي:
غُرَّ (غار. غور. غير) وجميعها تفيد معنى التغير بين فاعل وصفة ومفعول به...
فالوزنة (غار) فاعل (هو قد غار)...
والوزنة (غور) صفة وكقولنا (ماؤها غورا)..
والوزنة (غير) مفعول به وكقوله (لا يُغير الله من قوم).
وعليه
وأن نحن أخذنا الوزنة (غيّرَ) والتي تفيد التغير في صيغة الامر وميزانه وادخلنا عليها حرف الجر والحركة "ي" فستصبح يغير وكقوله ( لا يغير الله من قوم) ومن اننا وان نحن ادخلنا عليها حرف الجر والحركة "ت" فستصبح (تُغير) وان ادخلنا عليها حرف الجر والحركة "م" والمختص بعملية الالمام فستصبح عندنا (مُغير) وبمعنى الملم بعملية التغير والذي يستطيع ان يغير ومن ان قولنا (مُغيّرات أو المُغّيرات) فهو الجمع الخاص بأولئك المختصين بعميلة التغير...
وان نحن ادخلنا عليها حرف الجر والحركة "ن" المختص بالتأكيد فستصبح (نُغيّر) وبمعنى أننا سنقوم بعملية التغير..
اذن
فان جميع المصطلحات التالية من "يغير" و "تغير" و "مغير" و "نغير" عبارة عن تفعيلات للإمر الكوني النفاذ "غِرّ" والذي يفيد عملية التغير..
واما وان نحن نظرنا الى هذه التفعيلات من خلال الشرح الاعرابي لها فسنراها قد أصبحت مصطلحات مختلفة عن بعضها تمام في المعنى وبحيث يكون مصطلح (غير) يفيد الاستثناء او الاقصاء وكقوله (غير المغضوب عليهم) والتي شرحها الاعراب بمعنى (ماعدا المغضوب عليهم) وعلى حين انها تفيد الاجتهاد في عملية تغيرهم الى الأفضل ومن ان مصطلح (مغير) و (نغير) و (يغير) قد اصبحوا دلالة على الغزوات والحروب وسفك الدماء!!!
أي أن الاعراب هم من اسقطوا لغوهم على القران وسيطروا عليه بما معهم من لغو ولم يجعلوه هو المسيطر على ما معهم بلسانه المبين فضلوا ضلال بعيدا....
وسأضع لك الأن عبارتين أحداها أعرابية والأخرى قرآنية لأوضح لك الامر من خلالهم فأقول:
1- "أن قائدنا لن يغير عليكم طالما أنكم لم تغيروا علينا"
2- "ان الله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
والان
ما هو الفارق بين مصطلح (يغير) في الجملة الأعرابية الأولى وفي التالية القرآنية الكريمة الثانية ومع العلم بأن المصطلح هو ذاته وطبق الأصل في الجملتين؟!!!
فالأحرف هي ذاتها والكلمة هي ذاتها ولكن المعنى قد اختلف كليا وبحيث أننا نرى بأن مصطلح (يغير) في الجملة الاعرابية يفيد الغزو وسفك الدماء وعلى حين أنه وفي القرآن الكريم يفيد عملية التغير أليس كذلك؟
واما الآن فتعال معي الى التالية الكريمة التي افتتحنا بها منشورنا لنرى تعارضها مع القصة الإعرابية القرشية فأقول:
(((الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم)))
وعليه
نرى هنا وفي هذه التالية الكريمة حالة من حالات النصر التي لم تحدث حينها ولقوله (الا تنصروه فقد نصره الله) وبحيث انها تتحدث عن رجل كان يبحث عن انصار له بين الناس ولم يجد احد يناصره سوى الله فأقول:
1- هل كان الرسول القرشي المفترض محمدً دون انصار له وهو في مكة وقبل خروجه منها الى المدينة أم ان أنصاره كانوا بعدد لا بأس به قبل خروجه منها؟
ألم يكن معه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وحمزة وعمار ابن ياسر وبلال الحبشي والكثير الكثير من الأنصار قبل الخروج؟؟
أي انه ليس هو المقصود في هذه التالية الكريمة أعلاه لان الذي أُخرجه الكافرين لم يكن له انصار حين خروجه الا الله ولقوله (ان لم تنصروه) والتي تؤكد عدم وجود الأنصار له...
2- هل تم إخراج محمد القرشي من مكة قصرً وفي حالة نفي او ابعاد عنها ام انه خرج منها هاربً للنجاة بحياته وبإرادته أيضا؟
فالتالية الكريمة تتحدث عن رجل تم إخراجه من المدينة قسرً وعلى يد الكافرين انفسهم وبحيث أنه لم يخرج من نفسه وبدليل قول التالية الكريمة (اذ خرجه الذين كفروا) وبمعنى انهم قد قالوا له أخرج من مدينتنا لأننا لا نريدك ان تكون فيها أليس كذلك؟
واما كفار قريش فلم يخرجوا محمد من مكة وإنما كانوا يريدون له البقاء فيها لكي يتثنى لهم قتله وهذا يؤكد حتمً بأن هذه التالية الكريمة لا تتحدث عن محمد القرشي وانما هي تتحدث عن شخص اخر تمامً..
أي ان المقصود في هذه التالية الكريمة وللمرة الثانية او بالحجة الثانية لم يكن له انصار سوى الله وهذا اولً...
واما ثانياً فهو أنه لم يخرج من المدينة بإرادته أكان هاربً من الاضطهاد أو حتى خوفً على حياته وانما قد تم إخراجه مهنا عنوةً (تم نفيه عنوةً من البلاد) لأن اهل المدينة او الكافرين هم الذين أخرجوه منها وبدليل قوله عز من قائل (اذ اخرجه الذين كفروا) وبمعنى ان الذين كفروا به هم الذين اخرجوه منها وبالإجماع...
نعم
فهذه التالية الكريمة أعلاه لا تتحدث عن محمد القرشي باي حال من الأحوال وانما هي تتحدث عن رجل اخر كان يعيش مع قوم لهم عاداتهم وتقاليدهم التي لم يكن مؤمنً بها وبحيث أنه كان يدعوا الناس الى التغير ويبحث لنفسه عن انصار بينهم ومن انه لم يجد لنفسه أي نصير سوى الله ومن انه قد تم طرده من المدينة...
ولقد خرج فعلاً من المدينة ولكن الله يسر له صاحبً يتبعه ويرافقه ومن ان هذا الصاحب خرج من المدينة بإرادته ولحق به ولم يكن مطرود منها كحاله وبدليل قوله (اذ اخرجه الذين كفروا) والتي تفيد الفردية في الخروج والا لكان قال (اذ اخرجهما الذين كفروا) لو كان الخروج قد واقع على شخصين وهذا لم يحدث.
أي أن قوله عز من قائل (اذ اخرجه) تعود على شخص واحد فقط ومن ان الإخراج قد وقع عليه وعلى حين أن قوله (اذ هما في الغار) تفيد الاثنان معً ومن ان عملية التغير تحدث لهم حينها وكما سيتضح لكم ادناه..
واما الان فتعالوا معي لكي اضع لك تالية أخرى عن الغار والغور والتغير لأثبت لكم بان الجذر (غار) يفيد عملية التغير فأقول:
(((او يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا)))
وقوله (ماؤها غورا) وبحسب الشرح الاعرابي له تفيد ذهابه بعيدا في باطن الأرض وبحيث أننا لا نستطيع الوصول أليه اليس كذلك؟؟
واما انا فأقول لكم بان هذا ليس صحيحً ابدا لأننا في يومنا هذا ومن خلال معداتنا التقنية التي معنا نستطيع أن نصل الى اعمق نقطة على سطح الأرض ونستخرج مائها ونفطها وجميع ثروتها اليس كذلك؟؟
أي اننا وان كنا نستطيع الوصول الى هذا الماء اليوم فإن تحدي الرب لنا وفي هذا التالية قد انتهى زمانه وانتصرنا على الرب واصبحنا لا نخشاه ولا نخشى وعيده وتهديده لنا ومن أن يغور مائنا...!!!
فهل نحن قد كسرنا ارادت الرب وتحديه لنا وبأن يجعل مائنا غورا؟؟
طبعا لا احبتي...
فمائنا معرض في أي لحظة لأن يغور رغم كل تقنياتنا وبحيث أن وعيد الرب مازال نافذا فينا لان عبارة (ماؤها غورا) لا تعني بانه قد ذهب في الأرض عميقاً ولا وصول له وانما تعني قد اصبح متغيرا..
أي أنه واذا ما تغيرت طبيعة الماء وعناصره من حالته السائلة واصبح بخارا وجفت الينابيع من الحرارة فلن نستطيع طلبً لهذا الماء والمأوى لأن مأونا حينها سيكون جهنم وبئس المصير ومن ان نهاية كوكبنا قد بدأت..
اذن
فإنني اعود وأؤكد عليكم بأن جميع المصطلحات القرآنية من "غار" و "غور" و "غورا" و "مغيرات" تعود في اصلها الى الامر الكوني النافذ "غر" وميزانه (غار. غور. غير) والذي يفيد بجميع وزناته معنى التغير ومن انه لا يوجد مصطلح قراني يفيد التجويف في الصخر يقال له "غار" فيكون عندنا غار حراء او غار ثور وكما هو الحال في اللغو الاعرابي لان مصطلح (غار) في قران ربي السامي يفيد عملية التغير فقط وحصر وبحيث ان هذه القصة الوهمية التي تحدثني بها عن رسولك المفترض موجودة فقط في كتب التاريخ الاعرابي الاموي والعباسي لانهم من اخترع لنا شخصية محمد القرشي الوهمية لكي ينسبوا قران ربي لأنفسهم وعشيرتهم وهو منهم ومن لغوهم والانتماء اليهم براء كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
28/10/2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق