الأربعاء، 27 مايو 2020

المنشور "82" (الصراط المستقيم)

لقد شرح لنا الاعراب في مناهجهم اللغوية الاستنباطية التي لا تعتمد على اي قاعدة ثابته او صحيحة في استخراج المعنى الصحيح للكلمة بأن عبارة (الصراط المستقيم) تفيد ذلك الحبل الرفيع جدا وكأنه شعرة في الرأس ومن اننا جميعنا سنسير فوقه يوم القيامة من اجل العبور الى الجنة ليسقط الكافرين من عليه الى جهنم المتوضعة في حفرة عمقية تحته وبما لم ينزل الله به من سلطان في كتابه وقرانه ومن انها مجرد خرفات واستنباطات اعرابية بعيدة كل البعد عن فصاحة القرآن الكريم وبيانه والذي تركه اكثرنا مهجورا وللاسف الشديد.. وعليه ومن غير الاطالة عليكم بهذا اقول: ان عبارة (الصراط المستقيم) واضحة جدا في معنها لمن يبحث عنها في قران ربي لان التالية الكريمة تقول (اهدنا الصراط المستقيم) ومن ان المولى تبارك وتعالى قد اجابنا على سؤالنا ومطلبنا وبان قال لنا بان الله (يهدينا سبل السلام).. اذن فلقد طلبنا من الرب ان يهدينا الى الصراط المستقيم فجاءنا الجواب بان الله يهدينا سبل السلام ومما يؤكد بان صراطنا المستقيم هو ان نسلك دائما سبل السلام لان الدين عند الله الاسلام ولان الله يهدينا سبل السلام وبحيث انك وان بحثت في القرآن كله عن اي شيء اخر يهدينا الله اليه سوى السلام فانك لن تجده لان السلام هو صراطنا وهو الشيء الوحيد المطلوب منا. واما بالنسبة للمعنى الجذري لمصطلح الصراط ومصطلح المستقيم فأقول:  لو انني قلت لكم عبارة (لقد رطَّ هذا الشيء في السوق) أو (هذا القماش قد رطرط في السوق) فماذا ستفهمون مني؟ ألن تدركوا مباشرةً بأن هذا الشيء او هذا القماش قد اصبح موجود بكثرة تفوق الحد اللازم في السوق ففقد قيمته المادية او اصبح رخيصً جدً بسب رطرطته لان هذه العبارة متدالوة في جميع البلدان العربية واهلها من اصحاب هذا اللسان العربي القرآني؟ اذن
فانني اقول لكم بأن مصطلح الصراط يعود في اصله الى الامر الكوني النافذ (رُطَّ) والذي يفيد الكثرة فوق الحد الطبيعي او فقدان القيمة وعلى النحو التالي: رُطّ (راط. روط. ريط) وجميعها تفعيلات لمعنى الشيء الفاقد لقيمته وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ص" والمختص بعكس المعنى فيصبح عندنا: صرط (صراط. صروط. صريط) وجميعها تفعيلات لمعنى الشيء النادر والذي قد لا نراه اثناء حياتنا ابدا لندرته.. واما مصطلح (المستقيم) فهو الشيء المستمر في عملية تقويم ذاته ليصل الى درجة الكمال ومن الامر الكوني النافذ "قُمّ" وميزانه (قام. قوم. قيم).. اي ان قولنا (اهدنا الصراط المستقيم) عبارة عن طلب منا للمولى سبحانه وتعالى بأن يدلنا على الشيء النادر الذي يكاد يصل بندرته واستقامته الى درجة الكمال. وهذا هو شرحي لمعنى (الصراط) ولمعنى التالية الكريمة بمجملها ومن خلال المنهج الكوني القرآني الذي اضعه لكم وبحيث أنني لا افرضه على احد وانما هو لمن اراد اتباع منهجي وفلسفة السلام القرآنية التي احدثكم بها وبعيدً عن اللغو الأعرابي وتفاهت فلسفته الاجرامية المبنية على الخوف والارهاب. وكل الحب والسلام للجميع محمد فادي الحفار 27/5/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق