السبت، 16 مايو 2020

المنشور "65" (البعض و البعوضة)


دخول حرف الجر والحركة "ب" على بعض الجذور القرآنية.... يتحدث أصحاب الإعجاز العلمي في القران ومن الذين لا يظهر علمهم واعجازهم وادراكهم لمحيطهم ألا بعد أن يكشفه علماء الغرب لنا لكي يسقطوا اساطيرهم على العلم وبما لم ينزل الله به من سلطان اسوةً بأجدادهم وكيف اسقطوا اساطيرهم عنوة على القرآن الكريم لكي ينسبونها له ويؤكد للناس ومن خلالها عظمة القران وعظمة الخالق وكان الله سبحانه وتعالى ينتظرهم لكي يثبتوا وجوده!!! ومن بين هذه الخزعبلات الاعجازية قولهم بأن الحشرة التي يطلق عليها أعرابيا اسم البعوضة يوجد على ظهرها كائن مجهري صغير قد تم اكتشافه حديثا وبحيث يقولون لنا بأن قوله عز من قائل (بعوضة فما فوقها) دلالة على هذا الاكتشاف العلمي العظيم وبأن هذا الكائن المجهري الذي يتوضع على جسد البعوضة هو المقصود بهذه التالية الكريمة وبحيث ان هذا الاكتشاف دلالة على علم محمد القرشي العظيم والذي كان يعلم هذا الامر قبل يكتشفه العلماء الأوروبيين بألف وأربعمائة عام!!! فإن كان محمدهم القرشي عالمً لهذه الدرجة فلماذا لم يخبرهم هذه الحقيقية العلمية في حينيها ليكونوا هم المتفوقين على غيرهم من باقي الأمم؟!! وعليه وبغض النظر عن هذه المقدمة التي أحاول فيها ان افرغ ما في جعبتي على هؤلاء الإعجازين المنافقين الكاذبين ومن الامة الاجدر ان لا تعلم حدود ما انزل الله أقول: اذا كان قوله عز من قائل (بعوضة فما فوقها) يعني الكائن المجهري الذي يتوضع على جسد البعوضة فهذا معناه بان قوله (بعضكم فوق بعض) تعني بأننا نتوضع على أجساد بعضنا البعض اليس كذلك؟ نعم فأن كان الذي فوق البعوضة هو الذي يتوضع على جسدها فأن قوله بعضكم فوق بعض تعني بأننا نحن الانسان نتوضع على أجساد بعضنا البعض وهذا ليس صحيح ابدا ومما يؤكد بان شرح الاعراب لعبارة (بعوضة فما فوقها) أليس صحيح كذلك.... اذن فان قوله عز من قائل (بعوضة فما فوقها) لا يعني الذي يتوضع على جسدها وهذا قولً واحد لأننا جميعنا بعضنا فوق بعض ومع هذا لا نتوضع على أجساد بعضنا البعض ومما يؤكد فعلا كذب الاعجازيين وادعائهم الباطل على القرآن الكريم... وعليه فيجب علينا ان ندرك اولً معنى مصطلح (فوق. وفوقها) في القرآن الكريم ومن خلال معرفتنا لجذره الصحيح لكي تتضح لنا التالية الكريمة فأقول: ان جميع المصطلحات القرآنية من "فوق" و "فوقها" و "فوقكم" و "فوقهم" و "فوقه" و "فوقهن" و "الافاق" عبارة عن تفعيلات للأمر الكوني النافذ (فُقَّ) والذي يفيد عملية التفوق وميزانه (فاق. فوق. فيق) وجميعها تفيد عملية التفوق. فُقَّ (فاق. فوق. فيق) وجميعها تفيد عملية التفوق اكان بالعلم ام بالقوة ام بالبنيان ام باي عمل من اعمال الانسان وبحيث ان الذي فوقي هو الذي يتفوق عليَّ بما معه وليس الذي يسكن في طابق سكني أعلى من الطابق الذي انا فيه.. فقوله عز من قائل وعلى سبيل المثال (وفوق كل ذي علم عليم) أي ان كل صاحب علم هناك من يتفوق عليه في هذا العلم ويفوقه فيه لانه يملك من العلم اكثر منه ولا تعني قطعً بأن كل ذي علم هناك من يجلس على ظهره اليس كذلك؟ كما وان قوله عز من قائل لعيسى عليه صلوات (وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة) واضحة تمامً هنا وبأن اتباع عيسى سيكونون هم المتفوقين في كل المجالات العلمية وحتى في تطور حضارتهم على غيرهم من الأمم الى يوم القيامة ومن ان هذا التفوق واضح جدا وللجميع وبأن الأمم المسيحية الاوربية هي التي تقود العالم لأنها متفوقة على غيرها بجميع المجالات وستبقى متفوقة الى يوم القيامة وكما وعد ربي رسوله عيسى. واما الان فأنتقل معكم الى مصطلح البعوضة فأقول: ان جميع المصطلحات القرآنية من "بعض" و "بعضكم" و "بعضنا" و "بعضهم" و "بعوضة" تعود في اصلها الى الامر الكوني النافذ (عُضَّ) والذي هو امر كوني في ان تكون عندك القدرة على التعويض عن نفسك وعلى كل شيء وميزانه (عاض. عوض. عيض) وجميعها تفيد موضوع التعويض.. عُضَّ (عاض. عوض. عيض) وجميعها تفيد عملية التعويض وبحيث يدخل حرف الجر والحركة "ب" والمختص بالاستفهام المانع لعمل الجذر لأنه من حروف "كهبعص" التي تعكس المعنى فيصبح عندنا: بعض (بعاض. بعوض. بعيض) وجميعها حالات استفهام حول وجود عملية التعويض... نعم احبتي فعندما أقول لكم (عاد او عيد) فانه يفيد العودة واما وعندما أقول (بعاد او بعيد) فهي ابعاد فيفيد الاستفهام عن حالة العودة وهل سيعود هذا البعيد ام لا يعود... او عندما نقول مثلاً (قادر) والتي تؤكد عملية القدرة لديه وبحيث يدخل عليها حرف الاستفهام "ب" فتصبح (بقادر) والتي هي استفهام يشكك في حدوث عملية القدرة وحدوثها طالما انه يستفهم عنها. اذن فان حرف الجر والحركة "ب" مختص بالاستفهام والتشكيك في عمل الجذر فيكون عمله مشابه لعمل باقي حروف "كهبعص" والمختصة جميعها بعكس المعنى... وعليه فان مصطلح (عُض) من التعويض وعلى حين ان مصطلح (بعض) استفهام عن حالة التعويض دون انفصال عنها وبحيث ان قوله عز من قائل (بعضكم من بعض) أي ان كل واحد منا وكانه عبارة عن عملية تعويض لغيره من الذين سبقوه (رغم انه منفصل عنه بذاته) ومن انه هو وبحد ذاته سيصبح ماضي ويأتي من يأخذ مكانه كتعويض عنه ويكون متفوق عليه بحكم التطور.. أي ان اننا جميعنا بعض من بعض لأننا نعوض عن بعضنا البعض (لو بشكل غير مباشر) ومن خلال عملية تكاثرنا والتي تجعل بني جنسنا يستمر او تجعل النفس الواحدة والتي تعوض بعضها بعضها لتنموا وتستمر.. واما البعوضة فهي المصطلح الفردي الذي يفيد التصغير وكآن نقول (شاعر و شويعر) ومن ان الشاعر هو الفطحل في الشعر او الكبير في مقامه بين الشعراء وعلى الحين ان الشويعر هو المبتدئ في مجال الشعير والصغير في المقام... أي ان البعوضة هي مقياس التصغير بين الكائنات التي تعوض بعضها وبحيث يصلح في عصرنا هذا ان يطلق لقب البعوضة على اصغر كائن مهجري فيكون الذي فوقه هو الكائن الذي اعلى منه في سلم التطور وبحيث اننا جميعنا من بعض ونكاد نكون حالة تعويض عن بعضنا لتكون البعوضة هي اصغر الكائنات التي تعوض بعضها من خلال تكاثرها ومن آن الذي فوقها هو الذي يكون اعلى منها في سلم التطور ويتفوق عليها... فمن منكم يقول لي اليوم بان الناموسة هي اصغر الكائنات لكي نطلق عليها لقب البعوضة وكما اطلقه الاعراب عليها في زمانهم لانهم كانوا يعتقدون بانها اصغر الكائنات؟؟ فان كان هناك كائن مجهري اصغر منها فيكون هو البعوضة وتكون الناموسة هي فوقه وتتفوق عليه في سلم التطور وليس العكس وكما هو الشرح الاعرابي اليس كذلك؟ وعليه فدعكم من اللغو الاعرابي احبتي ومن شروحاتهم وتفاسيرهم فتلك امة قد خلت وخلا معها زمان الجهل الغير متطور حينها ومن اننا لا نسال عما كانوا يعملون فلنا زماننا ولنا عملنا ولنا لغتنا وشرحنا الذي لا يتعارض مع زماننا. وكل الحب والسلام للجميع محمد فادي الحفار 29/1/2015

هناك تعليق واحد: