دخول حرف الجر والحركة "س" على بعض الجذور القرانية...
يعتقد اكثرنا بان مصطلح (سفيه) القراني يفيد ذالك الفاقد للرباية والاخلاق والذي يشتم الناس ويسبهم بكلمات نابية وهذا ليس صحيحً ابدا احبتي وانما هو من الاسقاطات اللغوية الاعرابية التي فرضت على القران الكريم بما لم ينزل الله بها من سلطان...
فالآعراب هم من شرح لنا مصطلحات هذا القران الكريم عن طريق الاجتهاد او الاستنباط وقالوا لنا في معجهم اللغوية بعدها بان السفيه هو ذلك الشتام السباب والفاقد للرباية..
واما انا فاقول دائماً بإنكم وان لم تعودوا الى اصل المصطلح وجذره الكوني المشدد على وزن (كُنَّ) وميزانه التفعيلي الخاص به فلن تصلوا للمعنى الصحيح لاي مصطلح من مصطلحات القران الكريم ومهما اجتهدتم في الشرح والتفسير..
وعليه
فاني اقول لكم بان الجذر الكوني المشدد لمصطلح (السفيه) هو (فُهّ) والذي هو امر كوني بالتفوه وبأن يصبح لديك فاهً تتفوه به ومن ميزانه الكوني (فاه. فوه. فيه) والذي يفيد موضوع القدرة على عملية التفوه من خلال أفواهنا وفي كل تفعيلاته..
اذن
فان الجذر المشدد هو (فُهَّ) وميزانه (فاه. فوه. فيه) ويدخل عليها حرف "السين" والمختص بالاستمرارية فيصبح عندنا:
سفه (سفاه. سفوه. سفيه) جميعها تفيد الاستمرارية في عملية التفواه او الذين يستخدمون افواههم باستمرار لخدمة مصالحهم..
نعم
فالسفهاء هم الذين يستخدمون افواههم باستمرار لاثبات صحة مامعهم او ايصال معلوماتهم لخدمة اغراضهم او مصالحهم الشخصية وبحيث ان الخطيب المفوه لخدمة السلطان يعتبر من السفهاء في القرآن الكريم وكما هو الحال مع المحامي ايضا والذي يكسب رزقه من فاهه دون مراعاة للحق والباطل..
وعليه
فان مصطلح السفيه لا يقصد به أصحاب الكلام البذيئ او الشتامين الذين يشتمون الناس وإنما يقصد به المتفوهين واصحاب العلم والكلام والمراكز المرموقة في مجتمعاتهم لأنهم يجيدون استخدام افواههم لخدمة مصالحهم او قضاياهم الفكرية التي يناصرونها وبدليل التالية الكريمة التي تقول:
(((سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم)))
ومن انكم ترون معي هنا بأن السفهاء أصحاب منطق ويطرحون أسئلة فيها تشكيك ولم يشتموا احد بكلام بذيئ اليس كذلك؟
وعليه
فإن السفهاء هم أصحاب الأفواه او المتفوهين الذين يجيدون صناعة الكلام من الخطباء والمحامين ومن انهم سفهاء لانهم من اصحاب الكلام.
ولذلك يتوجب على القاضي ان ينتبه في حكمه اذا كان الخطيب او المحامي خصماء لاحد الناس في قضية ما تعرض عليه لانهم وبأفواههم قادرين على ان يقلبوا الحق باطل ويعطلوا دور العدل والقضاء.
وهذا هو قوله عز من قائل:
(((يا ايها الذين امنوا اذا تداينتم بدين الى اجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا ياب كاتب ان يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فان كان الذي عليه الحق سفيها او ضعيفا او لا يستطيع ان يمل هو فليملل وليه بالعدل)))
وبحيث أنني قد شرحت لكم سابقً بأن الضعيف هو الذي يتضاعف عدده او عدته وليس الواهن او المعتل جسدياً ومن ان اي رئيس حزب او جماعة او حتى سيد قبيلة يطلق عليه لقب (الضعيف) في القران الكريم لانه وان اراد شيء فهناك عشرات الاصوات والايدي ستمتد لتسانده فيكون ضعيفا او متضاعفً العدد والعدة بهم ولا يصبح كشخص واحد وبحيث ان شهادته او شهادة اتباعه قد تكون مزورة في اصلها لان صوته ليس بصوت واحد وانما هو اصوات كثيرة وبعدد اتباعه فيكون لقبه في القران الكريم (ضعيفا) لان عدده وعدته متضاعفة...
وعليه
فان الزعيم والمحامي وان كانوا في موقع الاتهام فعلى القاضي ان ينتبه جدا في عملية الإملاء لهم او عليهم لانهم قادرين على ان يقلبوا الحق باطل وبحيث ان الاول سيستخدم اصوات اتباعه لصالحه والثاني سيستخدم فاهه لأنه من المفوهين.
وهذا هو شرحي لمصطلح (السفيه) ومن جذره القراني الكوني المشدد ودون اي استنباط او اجتهاد شخصي من عندي او من خارج القرآن الكريم لان شرحي هذا قائم على المنهج الجذري الكوني وبحيث ان اي واحد منكم قادر على ان يشرح مثل شرحي وربما افضل منه وبكل سهولة ويسر ان هو جعل من المنهج الكوني ميزانً له في دراسته لتاليات القرآن الكريم ومصطلحاته.
محمد فادي الحفار
19/6/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق