الجمعة، 8 مايو 2020

المنشور "40" (الجار والحجار)



دخول حرف الجر والحركة "ح" على بعض الجذور القرآنية...

قال بان الشمس تركض مسرعةً وبشكل مستقيم نحو الثقب الاسود العظيم في مركز مجرتنا درب اللبانة وبدليل قوله (والشمس تجري لمستقر لها) ومن ان مصطلح "تجري" يعني تركض مسرعة نحوا هذا المستقر والذي هو المكان النهائي لها وبحيث انها ستفنى به هي والمجموعة الشمسية التابعة لها وينتهي وجود نظامنا الشمسي برمته وبان هذا الكلام تؤكده النظريات العلمية الحديثة حول سرعة تحرك الشمس والذي يبلغ ثمان مائة وثمان وعشرون الف كم بالساعة ومن هذا دلالة على الاعجاز العلمي للقرآن الكريم ودلالةً على نبوة الرسول العربي الكريم محمد والذي كان يعلم هذه النظرية قبل ان يتوصل اليها العلم الحديث..

فقلت له بأن امة القرآن ستبقى تتخبط هكذا وتنتج للناس نظريات اعجازية لاوجود لها طلما انها تدرس القرآن من خلال الاسقاطات اللغوية التي فرضت على مصطلحاته ولا تعود الى جذر المصطلح الصحيح او اصله لتدرك معناه..

ثم من قال لكم بأن الله يعاجزنا ويريد ان يثبت لنا معرفته وعلمه العظيم وكأنه بحاجة الى هذا الإثبات لكي نؤمن به؟!!!
ولماذا لا تدركون بأن الله يعلمنا من علمه العظيم ولا يعاجزنا لأنه رب علم عظيم وليس رب اعجاز ومعاجزة؟؟

كما وأنني لا افهم إن كنتم مؤمنين بصحة النظريات العلمية 100% ومن انها حقيقة مطلقة لكي تقوموا بإسقاطها على القرآن الكريم ام انكم تؤمنون بالقرآن وتسقطونه على العلم؟؟؟
فالعلماء وبحد ذاتهم يدركون بأن معطيات العلم متغيرة وبحيث أن احد العلماء وفي المستقبل قد يخبرنا بأن المجرة وبرمتها لا تتحرك من مكانها وانما هي تتموج وتهتز اهتزازات بسيطة توحي لنا بالحركة السرعية لها وذلك لصغر حجمنا مقارنة مع ضخامة حجمها مما يجعلنا نرى هذه الاهتزازات وعلى انها حركة سريعة ورغم انها وفي واقع الامر تكاد لا تتحرك من مكانها فيثبت بذلك بأن جميع النظريات العلمية التي كانت قبله خاطئة ولا صحة فيها وهذا متوقع جدا لان معطيات العلم متغيرة دائما فماذا ستقول لنا حينها وكيف ستشرح لنا تالية جريان الشمس هذه ورغم انها شبه ثابته تقريباً لان حركتها بطيئة جدا؟؟

وعليه
فإنني ارجوا منك ان لا تسقط النظريات العلمية على القرآن الكريم وتعتبرها دليل على صدقه لان هذه النظريات لاتعتبر حقيقة ثابته ومطلقة حتى بالنسبة لصاحبها ولأن العكس هو الصحيح تمامً ومن أن القرآن الكريم هو دليلنا في كل العصور ويخاطبنا بحسب معطيات عقلنا وتطورنا في عصرنا فأقول:

إن جميع المصطلحات القرآنية من "جار" و "جور" و "جير" و "تُجار" و "تجور" و "تجير" و "تستجير" والكثير غيرها عبارة عن تفعيلات لفعل الأمر الكوني النافذ (جُرّ) والذي يفيد موضوع الجوار وميزانه (جارجورجير) والذي يفيد في جميع تفعيلاته موضوع الجوار ومن جذره الثلاثي المفتوح (جَ وَ رَ) والذي هو فعل فردي عائد فاعل فردي هو الله سبحانه وتعالى الذي جعل الكون كله في جواره لأنه هو الذي يجير ولا يجار عليه ابدا ومن قوله عز من قائل:

(((قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون)))

نعم احبتي
فمصطلح (جار ويجير ويجاريني وتجاريني) تفيد موضوع الجوار ولا تفيد موضوع الحركة اكانت بطيئة ام مسرعة بأي حال من الأحوال..

جُر (جار. جور. جير) وجميعها تفيد موضوع الجوار...

فالجار هو من يجير ويجاريك ويجعلك تنزل قريبا منه وفي جواره وليس من يركض ويتحرك بسرعة.
والجارة هي من تجيرك وتجاريك وتجعلك تنزل قريباً منها وفي جوارها وليست من تركض وتتحرك بسرعة..

وقوله عز من قائل:

(((والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم)))

يعني بأن الشمس تجاور مستقر لها وهو في جوارها دائما وتابع لها وبحيث أن هذا المستقر او هذا الجار الذي تجاريه الشمس وتجعله في جوارها هو كوكب الأرض وبدليل قوله عز من قائل (ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين) ومما يؤكد لنا بأن مصطلح (المستقر) من اسماء الأرض ويطلق عليها وهذا واضح كل الوضوح..

وعليه
فإن المستقر هو الأرض...
والشمس تجري او تجاري هذا المستقر والذي هو الارض وبحيث تجعله في جوارها دائماً..

وايضا فإن قوله عز من قائل (تجري من تحتها الانهار) اي تجاورها الانهار من تحتها وتكون في جوارها ولا تعني الركض او الحركة السريعة.
اما انك تظن بأن مياه هذه الانهار التي في الجنة عبارة عن مياه هادرة ومتحركة بسرعة لقوله عنها بانها تجري وبحيث أنك لن تستطيع ان ترى صفاء مياهها او منظر قاعها الجميل ناهيك عن الانزعاج الشديد من الضجيج الذي تسببه الحركة السريعة للمياه الهادرة فتفقد المتعة والهدوء!!!!
فربي قد تحدث عن جميع انهار الجنة جميعها وبأنها تجري وبحيث انك لن تجد نهر واحد من انهار الجنة لا يجري فما رايك بهذه الصورة المفزعة حينها لو كان مصطلح (تجري) يفيد معنى الحركة السريعة ومن انك لن تحظى بلحظة هدوء واحدة في هذه الجنة؟؟
وهل تعلم بأن اجمل انهار العالم هي تلك التي تكون حركة المياه بطيئة فيها وبحيث تستطيع ان ترى قاع النهر وما فيه من اسماك ملونة جميلة ناهيك عن روعة الهدوء التي تجعلك تستمع بكل اصوات الطبيعة من حولك؟؟

وعليه
فإن عبارة "تجري من تحتها الانهار" لا يفيد الحركة السريعة الهادرة وضجيجها المزعج وانما يفيد عملية الجوار وبحيث ان جميع انهار الجنة تجاورها من تحتها وفي كل مكان عليها لانها في حالة جوار مع الجنة..

اذن
فإن جميع مصطلحات القرآن الكريم من "جار" و "جور" و "جير" و "تُجار" و "تجور" و "تجير" و "تُجري" و "تُجارين" تفيد عملية الجوار ولا تفيد الحركة السريعة ابدا..

جُر (جار. جور. جير) وجميعها تفيد عملية الجوار وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ح" والذي يعكس المعنى فيصبح عندنا:
حجر (حجار. حجور. حجير) والتي تفيد جميعها عكس عملية الجوار لان الحجر القرآني عبارة عن فعل يفيد منع لعملية الجوار...

نعم احبتي
فالحجر القرآني فعل يفيد منع عملية الجوار وله تفعيلاته الخاصة به وكأن نقول (حجر. حجار. حجور. حجير. محجور) ومن انه ليس مجرد اسم لاتفعيل له لانه صفة لمادة محددة (الصخور او المواد المتصخرة فقط وكما يدعي الاعراب) وبدليل قوله عز من قائل:

(((وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح اجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا)))

وبحيث يتضح لنا هنا وبما لايدع مجال للشك بان الحجر هو فعل او عملية تحدث بين جارين وتمنع تجاورهم او لقائهم مع بعضهم ولقوله بانه قد جعل بين هذين البحرين برزخا وحجرا محجورا فمنعهم من الاختلاط...

اذن
فان مصطلح (الحجر) القرآني فعل وله تفعيلاته وليس مجرد اسم او صفة لمادة محددة دون غيرها ولا تفعيل له لان معنى مصطلح (الحجر) القرآني يفيد كل شيء محجور عنك ولا تسطيع التواصل معه وكقولنا عن المريض الذي نعزله عن المجتمع باننا قد وضعناه في الحجر الصحي لكي لا يتواصل مع الناس ويعديهم بمرضه.

كما واننا نستطيع ان نطلق على الصخرة التي تسد علينا نبع الماء لقب الحجر لانها تحجر عنا الماء وتمنعه من الوصول الينا..
واما وان كانت تتوضع في مكان لا يقف عائق بيننا وبين شيء ما فإن لقبها يكون صخرة وليس حجر..

وعليه
فإن مصطلح الحجر القرآني عبارة عن فعل يحدث من خلال كائن حي او حتى كائن غير حي ومن انه يحجر عنا من نريد جواره او نبحث عنه..

أي ان مصطلح (الجار) والذي يفيد موضوع الجوار ومصطلح (الحجار) والذي يفيد فقدان عملية الجوار يعودان في اصلهم المشترك الى الجذر ذاته او فعل الامر الكوني ذاته وهو فعل الامر الكوني النافذ (جُرّ) والذي يفيد عملية الجوار وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة القراني "حاء" فيصبح (حجر) والذي يفيد عكس معنى الجوار ودون ان يغير معناه الاصلي والذي يفيد معنى الجوار.

وان نحن انتقلنا الى قوله عز من قائل:

(((ترميهم بحجارة من سجيل)))

فسنرى بأن الاسطورة الآعرابية تحدثنا عن اصحاب الفيل المزعوم ومن طيور قد اتت من السماء وتحمل في مناقرها صخور صغيرة ملتهبة لتقذفها على الكافرين الذين جاؤوا لهدم كعبتهم المفترضة في مكة وبحسب مزاعمهم!!!

فمن اي اتت هذه القصة التي ماانزل الله بها من سلطان؟
وهل مصطلح الحجارة في هذه التالية الكريمة يفيد معنى الحصى او الصخور الصغيرة الملتهبة؟
وهل مصطلح (الفيل) القرآني عبارة عن اسم او صفة لحيوان محدد ومن انه ليس فعل ولا يوجد تفعيل له ام انه يوجد فيه خطأ في التنقيط جعلنا لا نفهم معنى مصطلح الفيل فإضطررنا لان نشرح مصطلح الحجارة وعلى انه يفيد الصخور الصغيرة ومن خلال الاسقاطات التاريخية التي معنا او اسقاطنا لاساطيرنا على القرآن الكريم وبما لم ينزل الله به اي سلطان؟

وعليه
ولكي تصلكم الصورة واضحة ودون اي شك فيها عليكم مطالعة منشوري المعنون ب (اصحاب الفيل ام اصحاب القيل) والذي ساضع رابطه في الاسفل لأنه عبارة عن متابعة فعلية لهذا المنشور هنا ومع كل حبي وسلامي للجميع.

رابط منشور اصحاب الفيل ام اصحاب القيل 
https://www.mpco.org/node/330

محمد فادي الحفار
2/12/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق