الأحد، 24 مايو 2020

المنشور "80" (تلا و رتلا و عتلا)


من منشورات اخطأ التنقيط في القرآن الكريم وبالإضافة الى دخول حرف الجر والحركة "ع" على بعض الجذور القرآنية أيضا فاقول:

لابد وانكم قد لاحظتم على الصورة بانني قد كتبت التالية التي تقول (خذوه فاعتلوه) بطريقة تنقيط أخرى وهي (حُدوه فاعتلوه) وبحيث ان الامر لم يكن خطأ مطبعي مني وانما هو مقصود تمامً لأنني قد ذكرت لكم سابقً بأن حرف (الذال) اعرابي بالنسبة لي وليس من حروف لساننا القرآني السامي ومن ان الدلائل على صحة قولي هدا كثيرة جدا ويجب ان افرد لها منشورا خاص بها ان لم يكن اكثر منشور لتصلكم الصورة ودون اي لبس فيها وبحيث أنني سأكتفي اليوم بمصطلح "خذ" و "خذوا" وبان اتطرق له على عجل لأوضح لكم عدم منطقيته فأقول:

(يا يحيى خذ الكتاب بقوة)

وعليه
واذا كان الاخذ هو ان استلم منك شيء ويصبح في يدي فلماذا يقول بقوة؟؟
وهل هذا معناه بان اسحب الكتاب من يدك بقوة؟
فان سحبته من يدك بقوة وعزم ام سحبته بخفة ورقة فماذا سيختلف في الامر؟؟.. وهل أنا سأتعلم اكثر إن انا سحبته من يدك بقوة؟!!

فالكتاب للقراءة وللعلم وان كنت سأسحبه من يدك بعزم ام برقة ودون ان اقرا محتواه فماذا سأستفيد من هذه الجملة او هذه الوصية من الرب الى يحيى وبان ياخذ الكتاب بقوة؟!! 

واما انا فاقول لكم بان اصل التالية الكريمة وبرآي هو (يا يحيى حُد الكتاب بقوة) وبمعنى افهم حدوده وما جاء فيه بكل عزم وقوة..

وأيضا فان قوله عز من قائل 
اخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون) 
 عليه الف إشارة استفهام غير منطقية هنا..!!!
فاذا كان الاخذ هو عملية استلام نهائي وبالماضي (اخذتكم وانتهى الامر) وكانت الصاعقة قد اخذتهم وبمعنى استلمتهم واصبحوا في عهدتها وانتهى الامر (ماتوا) فكيف ينظرون؟؟!!!
كيف تاخذهم الصاعقة ومازلوا ينظرون؟!!
فهو لم يقل (تاخذكم) في صيغة الحاضر وانما قال (اخذتكم) في صيغة الماضي وبان عملية الاخذ قد تمت فعلاً فكيف ينظرون بعدها؟!!!
كما وان الصاعقة وان صعقت احدنا فان امره ينتهي في اقل من لحظة ولا يكون عنده الوقت لكي يرمش بجفنه فما بالكم وهم ينظرون لها وهي قد اخذتهم وكما هو الحال في هذا المنطق الأعوج هنا؟؟!!!
واما وان نحن قرانها احدتكم الصاعقة وانتم تنظرون) وبمعنى انها جعلتكم ضمن حدودها واحاطت بكم من كل جانب وانت تنظرون لها فهذا وارد جدا ومنطقي جدا أيضا اليس كذلك؟


وعليه
فإنني اعود وأقول لكم بان اصل المصطلح هو الامر الكوني النافذ (حُدّ) والذي يفيد موضوع الحدود وبأن تحُدّ الشيء من جميع جوانبه لكي تدرك كل ما يقع ضمن حدوده وتعرفه تمامً وميزانه هو:


حُد (حاد. حود. حيد) وجميعها تفيد موضوع وضع الحدود لكي تدرك كل المساحة الداخلية ضمن هذا المحدود الذي وضعت انت له الحدود..

وعليه
فيا يحيى حُد الكتاب بقوة اي اعقل كل حدوده وافهم ما جاء فيه بكل دقة...
ولكم ان تراجعوا جميع تاليات القرآن الكريم التي جاءت على مصطلح "خذ" و "خذوا" و "يوخذ" و "اخذته" و "اخذنا" و "يواخذكم" وبعدما تحولوا حرف الذال الاعرابي الى دال لكي تدركوا روعتها وعظمة الحكمة التي فيها...
وحتى مصطلح (الخد و الاخدود) فيهم خطأ في التنقيط وبأن اصلهم القرآني الصحيح هو (الحد و الاحدود) وبمعنى عملية الحدود...


واما الان فأنتقل معك الى التالية الكريمة التي تقول (حدوه فاعتلوه) وأيضا (عتل بعد ذلك زنيم) لكي اشرح لكم معنى مصطلح "الرتل" و "العتل" ومصطلح "زنيم" فأقول:

ان مصطلح "عتل" يعود الى جذره الكوني المشدد "تُلَّ" والذي يفيد موضوع الحركة والتتالي وميزانه الكوني هو (تال. تول. تيل) وجميعها تفيد معنى التلاوة من خلال الحركة المتتالية..

تُل (تال. تول. تيل) وجميعها تفيد معنى التلاوة وعملية التتالي او الأشياء التي تتلوا بعضها البعض وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "الر" والمختص باستمرارية الأشياء المتحركة فيصبح:

الرتل (الرتال. الرتول. الرتيل) وجميعها تفيد الأشياء المتحركة بتتالي وتتلوا بعضها البعض بين فاعل وصفة ومفعول به..

واما ومع دخول حرف الجر القرآني "ع" والمختص بعكس المعنى على الجذر "تل" وميزانه فيصبح على النحو التالي:

عتل (عتال. عتول. عتيل) وجميعها تفعيلات للأمر الذي لا يتحرك ولا يتلوا بعضه البعض لان العتل يمنع عملية التلاوة والتالي..

فالعتل او المعتول هو الشيء الذي لا يتحرك من تلقاء ذاته ولا توجد عنده عملية التتالي...
واما العتال فهو الذي يقوم بعتل الأشياء التي لا تتالى او لا تتحرك من تلقاء نفسها...
ومن هنا جاءت تسمية (العتال) على الشخص الذي ينقل الأشياء المعتولة لأنها غير قادرة على الحركة من تلقاء نفسها وبان تشكل رتلاً وتتلو بعضها البعض في حركتها.

اذن
فان قوله (حدوه فاعتلوه) أي حددوا حركته واعماله وما صدر منه ومن ثم اجعلوه معتولً (كائن ميت لا يتحرك وغير قادر على التتالي او صامتاً لا ينطق وغير قادر على الحركة بنفسه) وقوموا انتم أيها المخاطبون بعملية عتله فانتم العتال وهو المعتول..

واما مصطلح "زنيم" ففيه خطاء بالتنقيط وبحيث ان اصله القرآني الكريم هو "رنيم" او المستمر دائماً بعملية النمو دون توقف ومن جذرها الكوني المشدد (نُمَّ) والذي هو امر كوني نافذ في أن تكون هناك حالت نمو ونماء في الكون كله وميزانه هو (نام. نوم. نيم)..

نُم (نام. نوم. نيم) وجميعها تفيد عملية النمو...

ويدخل عليها حرف الجر و الحركة "الر" والذي يفيد استمرارية الحركة كاملً او ببعض حروفه فتصبح:

رنم (رنام. رنوم. رنيم) او ... 
الرنم (الرنام. الرنوم. الرنيم) وجميعها تفيد الحركة المستمرة في عملية النمو

اذن
فمعنى قوله (عتل وبعد دلك رنيم) أي ممنوع من التلاوة والحركة ومع هذا يستمر بالنمو!!!!
وهذه التالية الكريمة عبارة عن استهزاء من الرب بحالة هذه النوعية من الناس التي تنمو بأجسادها وعقولها معتولةً ولا تتحرك بنفسها وبحيث اني اراها تشبيهً مناسبً لحالة امة الجهل والتخلف الاعرابي التي تنموا بأجسادها ولكن عقولها ثابته في مكانها وعلى غبائها القديم ولا تتحرك (معتولة) لأنها لا تقرئ او قد منعت نفسها بنفسها من التلاوة والاطلاع والتطور بسبب غباءها وتمسكها بتراثها وثوابت اباءها واجدادها الاولين.


محمد فادي الحفار
24/10/2019

هناك تعليقان (2):