الأربعاء، 13 مايو 2020

المنشور "59" (الطل و الطلع)


دخول حرف الجر والحركة "عفي اول الجذر واخره

لقد ذكرت لكم سابقً بأن كل حرف من حروف الجر له عمله الخاص به اذا دخل في أول الجذر وعلى حين ان جميع حروف الجر تشترك في العمل ذاته اذا دخلت في نهاية الجذر ومن انها تثبت عمله وتؤكد حدوث الفعل...
ومثال على هذا هو حرف الجر والحركة "ع" ومن انه واذا ما دخل في بداية الجذر فإنه يعكس معناه واما واذا مادخل في نهايته فإن يثبت عمله ويؤكد حدوثه..

واما الجذر الذي اريد ان اعرضه عليكم اليوم لنرى دخول حرف الجر والحركة "ع" في اوله واخره هو فعل الامر الكوني النافذ (طُلَّ) والذي يفيد الامر لك وبأن تكون عندك القدرة على أن تطال الاشياء ومن ان الطويل ليس ذلك الشخص المرتفع القامة وانما هو الذي يستطيع ان يطال الاشياء وحتى وهو في مكانه ومن هذا المنشور موجود في الصفحة وتحت عنوان (طويل الاعراب و طويل القرآن) ولا داعي لاعادت شرحه هنا وبحيث اتابع معكم بموضوع الجذر ودخول حرف الجر والحركة "ع" عليه فاقول:

طُل (طال. طول. طيل) وجميعها تفيد القدرة على طول الاشياء وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ع" في أولها فتصبح:

عطل (عطال. عطول. عطيل) وهو عكس عمل الطول ومن ان العاطل هو الذي لا يستطيع ان يطال ما يريده...
واما وان دخل حرف الجر والحركة "ع" في نهاية الجذر فإنه يثبت عمل الفعل ويؤكد على حدوثه فيصبح عندنا:

طلع (طالع. طولع. طيلع) وجميعها تؤكد حدوث عملية الطول ولاطلاع عليها ومطالعتها..
واذا دخل حرف الجر والحركة "الم" والذي يفيد عملية الإلمام على هذا الميزان الجديد او الجذر المفتوح (طلع) فيصبح عندنا:
المطَّلع (المطالع. المطلوع. المطيلع) وجميعها تفيد الألمام بأمور المطالعة والتي هي في الاصل الامور التي طالها من اراد ان يطولها من اجل مطالعتها.

اذن
فإن الطلع هو الشيء الذي طلته ومن ثم طالعتها بعدما طلته..
وطولك للشيء لا يفترض وجود عملية المساس المادية به لان طولك للعلم او حتى لمبتغاك حالة فكرية او افترضية ولكنها حدثت.

واما مصطلح (مُطّلع) او (المُطّلع) فهو المُلّم تمام بما طاله وطالعه لان دخول حرف الجر والحركة "الم" كاملً او بحرف "م" فقط الايغير من عمل الالمام فيه ومن انه يبقى دائما حرف إلمام..

واما الان فتعالوا معي لندرس تاليتين كريمتين جاءتا على تفعيلات الجذر (طلع) لنشرحهم معً فأقول:

1- (((حتى اذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا)))

2- (((طلعها كانه رؤوس الشياطين)))


والان
نجد في التالية الكريمة الاولى عبارة (مطلع الشمس) والتي شرحها الاعراب لنا وعلى انها مشرق الشمس!!
ونجد في التالية الثانية عبارة (طلعها) والتي شرحها الاعراب لنا وعلى انها ثمارً لشجرة في جهنم وشكلها يشبه رؤوس الشياطين!!!

وعليه
فهل مصطلح (مطلع الشمس) في التالية الأولى يفيد معنى مشرق الشمس؟
وهل ربي تبارك وتعالى لايدرك الفارق بين عبارة مطلع و مشرق وبحيث جعلهم رديفيتين للمعنى ذاته او تركهم للاعراب ليشرحوهم لنا على هواهم؟؟

طبعا لا احبتي
فعبارة (مُطلِعَ الشمسِ) هنا تفيد رجل عالمً وقد درس امور الشمس وحركتها بشكل جيد وطالعها واطلع عليها حتى اصبح مُطّلِعً على كل امورها واصبح يطالعها لغيره وبمعنى انه يقوم بتدريس حركتها لتلاميذه..

ولتتأكدوا معي بأن جميع المصطلحات القرآنية من "مطلع" و "مطلعون" و "اطلع" و "يطلعكم" و "يطلعها" و "طلعها" تفيد عملية المطالعة والامور التي نطالها ونطلع عليها اسمعوا معي قوله عز من قائل عن الغيب وكيف يقول:

(((ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فامنوا بالله ورسله وان تؤمنوا وتتقوا فلكم اجر عظيم)))

فهل ترون معي قوله هنا (ليطلعكم) وكيف أنها تفيد المعرفة ولاطلاع على الامر احبتي؟؟؟
نعم
فالمولى سبحانه وتعالى لا يريد أن يطلعنا على علم الغيب ورغم أنه قد اطلعنا على أمور او علوم كثيرة غيره.
اي ان مصطلح يطلعكم ويطلعنا ومطلع وتطلع من الاطلاع والمعرفة وليس من حركة الصعود والهبوط او الثمار احيانً اخرى وكما هو الحال في الشرح الاعرابي الركيك..

واما الان فدعوني اعرض عليكم تالية مطلع الشمس مرة اخرى لنرى قول الاعراب فيها وشرحهم لها فأقول:

(((حتى اذا بلغ مُطلعَ الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا)))

ولقد قال لنا اجدادنا الاعراب بأن هذه التالية الكريمة تتحدث عن ذي القرنين وبأنه قد بلغ مطلع الشمس (وبمعنى مكان خروجها او شروقها) وبحيث قصوا علينا اساطير خرافية عن رجل خارق دار العالم كله في يومين ووصل الى مشرق الشمس ومغربها (وكان الشمس لها مكان محدد تخرج منه!!!!) ومما جعلنا أغبياء ونريد ان نثبت للعالم كله بأن الارض اكبر من الشمس وبأن الشمس تشرق من حفرة في داخل الارض وتغرب في حفرة اخرى موجودة عليها وما الى ذالك من تخاريف وغباء وجهل ماانزل الله به من سلطان في كتابه وكل هذا بسبب اللغو الاعرابي الفاسد ولغتهم الاستنباطية الركيكة التي اسقطوها مع قواعدها المهترءة عنوةً على القرآن الكريم فجعلونا اغبى واجهل امة اخرجت للناس..!!!

وعليه
هل يجد احد منكم دليل واحد او حتى اشارة على ان ذي القرنين هو المقصود في هذه التالية الكريمة وهو من بلغ مكان خروج الشمس وكما هو الحال في الشرح الاعرابي؟؟

ام هل يجب علينا ان نقرء التالية التي قبلها ومن خلال ترتيب عثمان للقرآن ورغم معرفتنا الأكيدة بأن القرآن نزل مفرقا؟؟

وهل ترتيب عثمان للقران مفروض علينا دائما وبحيث انه قد اسقط رؤيته المحدودة على القران الكريم وجعلها مقدسة ولايجوز المساس بها وذلك وفق منظوره الشخصي المحدود وبحيث اصبح ذي القرنين هو المقصود في هذه التالية الكريمة؟

طبعا لا احبتي
فلا احد يفرض علينا نسخته وترتيبه فكل واحد منا مسؤول عن نفسه وعن نسخته وكيف يرتلها ويرتب تالياتها ليستخرج منها الحكمة الخاصة بها وذلك لان كل واحد منا له كتابه وبحيث يقول بعدها (هاؤوم اقرؤوا كتابيه)

وعليه
فان شرح هذه التالية الكريمة وفي نسختي وترتيلي لقراني الذي اضعه لكم كالتالي:

1- وحتى اذا بلغ مُطلع الشمس ... اي بلغ المكان الذي يوجد فيه مُطلع الشمس والذي هو رجلً كان يطالعها فاصبح مُطلعً عليها واصبح هو (مُطلِعها لغيره) لانه يقوم بعملية تعليم غيره بامورها..
2- وجدها تُطلع .... اي وجد بأن الشمس عبارة عن مادةً تُدرّس لقوم لم نجعل لهم من دونها سترا..

أي أنه قد ذهب ألى مكان فيه اناس تعبد الشمس لانها مادة تُطلع وبحيث وجد فيهم معلم يُطلع قومه على اصول عبادت الشمس فيكون هو مُطلعها (او المُعلم الذي يعلم الناس علومها وحركتها) ليكون قومه او تلاميذه هم الذين تُطلع عليهم الشمس (وبمعنى تٌدرّس لهم) وتكون الشمس هي المطّلع عليه او المادة التي تُدرس عندهم ووحدها فقط لانه لم يكن لديهم من دونها سترا فهي وحدها سترهم...

أي أنهم كانوا موحدين للشمس فقط ولايعبدون معها شيء أخر وهي وحدها من تُطالع عندهم ولا يُطالعون غيرها..

وبالنسبة لي فان مُطلع الشمس هو الفرعون أخناتون الموحد الذي كان يدعوا قومه ألى عبادة الشمس وحدها في فترة حكمه وبحيث انه كان يُدرّس الناس مبادئ التوحيد لها ويلغي من تاريخهم الالهة المتعددة التي كانوا يعبدونها....

واما الرجل الذي بلغ مُطلع الشمس او وصل لعند الذي كان يعلم قومه عبادة الشمس فهو ابراهيم عليه السلام وعندما ذهب الى مصر فوجدهم يعبدون الشمس ويوحدونها واقتنع بوجهة نظرهم ووجهت نظر مُطلع الشمس (اخناتون) عن التوحيد لاله واحد ومن ثم انكر هذه العبادة بعدها وقال:

(((فلما راى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر فلما افلت قال يا قوم اني بريء مما تشركون)))

اذن
فان ابراهيم قد قال عن الشمس بانها ربه عندما تأثر بالمُطّلع على علوم الشمس وما عنده من علمخا والألمام بها الكثير ومن ثم ترك هذا الامر بعدها...

وعليه
فلا علاقة لذي القرنين من قريب او بعيد بتالية مُطلع الشمس وبحيث اننا نحن من اختلط عليه الامر بسبب ترتيب عثمان لتاليات القران الكريم واعتمادنا على نسخته فقط ومن انها مقدسة ولايجوز المساس بها او الخروج عنها من اجل اعادة ترتيب قراننا الكريم بشكل جديد يوافق العقل والمنطق الذي نحتاج اليه في عصرنا هذا كل الاحتياج...

واما قوله عز من قائل:

(((طلعها كانه رؤوس الشياطين)))

فلا علاقة له بشجرة الزقوم او باي شجرة كانت لان كل اشجار الارض من صنع الله الرحيم وليست من صنع الشيطان ولانه لا يوجد ذكر لاي شجرة في هذه التالية الكريمة اعلاه. كما ترون....
واما الذي من صنع الشيطان فهو كل الكتب التي نطالعها ونطلع عليها وتخالف العقل والمنطق والانسانية والرحمة ككتاب البخاري ومسلم وكل كتب المسلمين الصفراء لانها وحدها من طلعها وما نطالعه فيها رؤوس للشياطين وبما ارسوه فيها من اجرام وبحيث انك وان قرات مافيها من اجرام وارهاب ودعوى الى الغزو والسبي وسفك الدماء لادركت بان كل ماجائنا الاعراب به من فلسفة اجرامية دموية هي ماقصدها المولى سبحانه وتعالى بعبارة طلع شيطاني او مطالعات الشيطاين التي نطالعها ونتبع ماجاء فيها.

وكل الحب والسلام لكم يامن تطالعون قران ربي الرحيم وتبتعدون عن كتب الاجرام والارهاب وطلعها الخاص بالشياطين.


محمد فادي الحفار
6/7/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق