الخميس، 28 مايو 2020

المنشور "84" (سطا و قسطا)


دخول حرف الجر والحركة "ق" على بعض الجذور القرآنية....

كثير ما نقرء عبارة (وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى) ودون ان نفهم معنى مصطلح "تقسطوا" بدقة لان باب الاجتهاد والاستنباط مفتوح فيه ليقول احدهم بان القسط هو العدل والميزان ويقول الاخر بانه الدفع على مراحل وما الى ذلك من اختلاف كبير في التفاسير جميعها لان اللغة الاعرابية وبحد ذاتها ضعيفة في قواعدها ولاتمتلك الادوات السليمة لاستخراج المعاني الصحيحة لمصطلحات القرآن الكريم وبكل دقة..

واما المنهج الكوني الجذري الذي اضعه لكم فقادر تمامً على تحديد معنى كل مصطلح من مصطلحات القرآن الكريم وبكل دقة ودون اي حاجة الى الاستنباط او الاجتهاد لانه المنهج القرآني الوحيد..

وعليه
ودون الاطالة عليكم بمقدمتي هذه ساعرض عليكم التالي من تناقضات القرآن الذي نقرأه من خلال اللغو الاعرابي فاقول:

لو سالت احدكم عن المصطلح (فَعَلَ) وقلت له بأن يقول لي ما هو الفرق بين مصطلح الفاعل و مصطلح الفاعلون فماذا سيقول؟
ألن يقول بأن الفاعل فرد والفاعلون جماعة؟

نعم
فالفاعل فرد والفاعلون جماعة
والكاتب فرد والكاتبون جماعة
والعامل فرد والعاملون جماعة

وعليه
انظروا معي الى هذا التناقض بين قوله عز من قائل (وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط) وكيف نراه يامرنا بالقسط ومن ثم يقول (واما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا)؟!!!!

فالقسط هو الفعل ... والقاسط هو الفاعل الفرد .... والقاسطون هم الجماعة الفاعلين..

فكيف يأمرنا بالقسط ومن ثم يقول بأن القاسطون هم حطب جهنم؟!!!!
وهل يريد منا ان نكون مقسطين ام انه لا يريد هذا؟!!!
وما هذا التناقض الرهيب في اقوال ربي وبحيث انه يحب المقسطين ومن ثم يجعلهم لجهنم حطبا؟!!!!!

واما انا فأعود واذكركم دائماً بأن القرآن فيه الكثير من اخطاء التنقيط والتشكيل التي صنعها الآعراب من خلال لغتهم ولغوهم العقيم وبحيث يجب علينا ان ننتبه دائماً لهذا الامر اذا كنا فعلً نريد ان نفهم القرآن الكريم ومنطقه السامي فأقول:

ان التالية الصحيحة فتقول 

(((واما القاسطون فكانوا لجهنم خُطبا)))
 

نعم
خُطبا و ليس حطبا...
فالقاسطون هم الخطباء الذين يخطبون في الناس وهم خطباء الناس في جهنم والتي هي وجهت النماء او المنطقة التي جائها النماء او جاءت اليها جميع الكائنات الانام التي تنموا...

نعم احبتي
فجهنم ليست واديً عميقً في قعر النار وكما شرحها الاعراب الاشد كفرا لنا وانما هي الارض لأنها الوجهة الصحيحة للنماء او المنطقة التي جاءت اليها جميع الكائنات الانام التي تنموا لان ربي قد وضع الارض للانام وبقوله (والارض وضعها للانام)...

اذن
فأن مصطلح (جهنم) عبارة عن لقب مركب من فعلين وهم (جُهّ) والذي يفيد اتخاذك للوجهة والاتجاه و (نُمَّ) والذي يفيد الامر بالنمو والنماء فتصبح (جهنم) او (جاها النماء) وهي الوجهة التي جاء اليها النماء واصبح كل مافيها كائن ينموا..
والقاسطون هم الخطباء فيها وهم الذين يخطبون في الناس..
فلا يوجد مصطلح يقال له (حطبا) وانما الصحيح هو (خُطبا)..

واما الان فانتقل معكم الى مصطلح (القاسطون) لاشرحه لكم ومن خلال جذره وفعل الامر الكوني الخاص به فاقول:

ان جميع المصطلحات القرآنية من "قسط" و "اقسط" و "المقسطين" و "القاسطون" و "القسطاس" تعود في اصلها الى فعل الامر الكوني النافذ (سُطَّ) والذي يفيد السطوة والتحكم بالشيء وميزانه هو (ساط. سوط. سيط) والتي تفيد جميعها معنى السطوة ولقوله عز من قائل (فصب عليهم ربك سوط عذاب) وبمعنى السطوة الشديدة في هذا العذاب..

سُطَّ (ساط. سوط. سيط) وجميعها تفيد موضوع السطوة والتحكم بالشيء وكما نقول بالعامية (لقد سطا على البنك) وبمعنى انه قد تحكم به واصبح تحت سطوته وسيطرته وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ق" والمختص بالقدرية فيصبح عندنا:

قسط (قساط. قسوط. قسيط) والتي تفيد جميعها مقدار السطوة وتقديرها بمقادير محددة لان حرف "القاف" حرف قدري وكما ذكرنا في المنشورات السابقة..

وعليه
فإن الشرح المختصر لمعنى مصطلح (القاسطين) يكون على النحو التالي:

هم اصحاب السطوة المُقدَّرة بمقادير دقيقة ومحسوبة ومدروسة

اي آن قوله عز من قائل (اقسطوا) اي كونوا قادرين على عملية السطوة ضمن مقادير لان القاسطين هم القادرين على عملية السطوة بمقادير مدروسة جدا ولها موازينها وبحيث أنهم يسطون علينا من خلال موازين الحق التي وضعها ربي وليس كسطوة الدكتاتور الذي يسطو حباً في السطوة فقط..

اذن

فان القاسطين هم اولي الامر المعتدلين الذين يسيطرون على اتباعهم بالعقل والحكمة والعمل الصالح وليسو باصحاب سطوة باطلة كأبائنا واجدادنا المتخلفين والارهابيين او حكامنا العنصرين المتطرفين..

وهذا هو قوله عز من قائل (ان خفتم الا تقسطوا في اليتامى) وبمعنى ان خفتم ان تفقدوا سطوتكم و سيطرتكم عليهم فاتخذوا الخطوة التالية معهم لان القسط القرآني من السطوة والسيادة الممتزجة بالحكمة والعدل وبجميع موازين ربي السامية وليست من التسلط العشوائي الغاشم...
ولهذا ايضاً فان ربي يحب المقسطين لانهم اصحاب السطوة والسيادة من الذين يمتلكون القلوب الطيبة والصفات المحمودة.
وهؤلاء هم خطبائنا الذين يخطبون فينا بكل مايحبه الله ويرضاه لنا لانهم خطباء جهنم او خطباء الارض التي هي وجهة النماء التي وضعها ربي للانام وجعلها تتوضع لهم.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
28/5/2020

هناك تعليقان (2):

  1. يعطيك الف عافيه خطبا ما هو جذرها هل جذرها من طب طاب طيب والخاء تعكس المعنى ام من خاط تخطيط وتأتي الباء بتثبيت التخطيط

    ردحذف