يعتقد اكثرنا بأن مصطلح "فتيانكم" او "فتياتكم" في القرآن الكريم يعني الشباب الصغار في السن الصغيرات وذلك بسبب اللغو الأعرابي في القران الكريم والشرح الذكوري لابن تيمة وغيره من فطاحل الجهل الاعرابي ومن اللذين يفتون في القرآن الكريم بغير علم او امام مبين وبما لم ينزل الله به من سلطان في كتابه..
وأما مصطلح "فتيانكم" او "فتياتكم" أحبتي فمن الفتوى او الذين يفتونكم وبحيث أن جميع المصطلحات القرآنية من "يفتيكم" و "فتاكم" و "فتاه" و "فتاها" و "فتيان" و "فتياتكم" و "افتوني" و " افتنا" و "فتية" و "يستفتونك" و "فتيانه" عبارة عن تفعيلات للجذر الثلاثي المفتوح (فَ تَ وَ) ومن فعل الامر الكوني النافذ (فُتَّ) وميزانه (فات. فوت. فيت) وجميعها تفيد معنى الافتاء ولقوله عز من قائل (قل الله يفتيكم في الكلالة)..
نعم احبتي
فكل من أفتاني في أمرً لا علم لي به أو كان قد إلتبس علي به هو فتاي الذي أفتاني...
والله سبحانه وتعالى هو نعم الفتى ونعم من افتانا ومازل يفتينا تبارك وتعالى ولقوله:
(ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم) و (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة)
فالله سبحانه وتعالى (فتى) لانه هو من افتانا ويُفتينا...
فهل الله له جنس محددا ليكون فتى طالما أنه أفتانا وأكثرنا دراية بالفتوى؟
اذن
فمصطلح الفتى والفتيان والفتايات في القرآن الكريم تفيد المكانة العلمية والقدرة على الإفتاء..
فالفتى والإفتاء والفتيات أفعال وليست جنس...
أي أنه فعل خاص بالبعض منا (من الجنسين) ومن الذين قد وصلول الى مرحلة من الحكمة تؤهلهم للإفتاء ومن أنه ليس صفة تطلق على الجنسين في مرحلة عمرية وكما شرحها الأعراب لنا بلغوهم الأعرابي البعيد كل البعد عن القرآن الكريم لأن الفتى هو من أفتى.
والأن
تعالوا معي لنشرح بعض التاليات الكريمة التي جائت على مصطلح "فتى" ومن خلال مفهومنا الجديد لها ونقول:
(((وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها اذا انقلبوا الى اهلهم لعلهم يرجعون)))
أي أنه قال لمجلس الحكماء الذي عنده من الذين يفتونه في أمره ويتداولون معه الحكم وأمور البلاد والعباد بأن أجعلو بضاعتهم في رحالهم لأن هذا هو الأمر الذي استقرو عليه من خلال تداولهم للأمر وفتواهم له.
(((وقال نسوة في المدينة امراة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا انا لنراها في ضلال مبين)))
فهل فتاها هنا تعني بأنه كان شاب صغيرا؟
أبدا
فإمراة العزيز كان عندها مستشارها ( فتاها ) الذي كان يفتيها في أمورها ويفسر لها أحلامها ويعينها على أمرها...
فمن المعروف أن يوسف كان صاحب علم وحكمة وقادر على الإفتاء وكما نرى في قوله تبارك وتعالى:
(((يوسف ايها الصديق افتنا في سبع بقرات سمان ياكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر واخر يابسات لعلي ارجع الى الناس لعلهم يعلمون)))
اذن
فيوسف كان فتى وصاحب فتوة لأنه كان يفتي
فالفتى في القرآن الكريم هو كل من كان قادر على الإفتاء من خلال مامعه من حكمة وعلم.
(((واذ قال موسى لفتاه لا ابرح حتى ابلغ مجمع البحرين او امضي حقبا)))
فهل تعرفون من هو فتى موسى والذي كان يفتيه في أمره؟
وهل تظنون بأن فتاه هنا تعني شاب صغير يعمل أجيرا أو تابعا عند موسى؟
فإن كان كذلك فلماذا يقول له ( لا ابرح مكاني ) حتى يحصل معي كذا وكذا وكأنه يستشيره ويناقشه في امره كمن يبرر الموقف؟
فلو كان الفتى هو الأجير او الشاب الذي يساعد في موسى في حله وتراحله لما جاء ذكره في القرآن الكريم لأن موسى لم يكن بحاجة لأن يبرر مواقفه لتابعه والذي ومن المفروض به أن ينفذ أمر سيده فقط وان لايكون هناك صيغة نقاش بينهما أليس كذلك؟
ولكننا هنا نرى بأن موسى قد قال لفتاه ( لا أبرح ) ومما يؤكد بأن فتاه قد قال له قبل هذا دعنا نتحرك من هذا المكان أليس كذلك؟
نعم
ففتى موسى هو ذاته صاحب موسى والذي لم يكن لموسى صبرا على صحبته وعندما طلب منه أن يرافقه دون يسأل لأنه هو من كان يفتي موسى في أمره الذي يحتار فيه وكحال السفينة التي خرقها والجدار الذي بناه..
(((اذ اوى الفتية الى الكهف فقالوا ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا)))
فهل تطنو بأن الفتية هنا هم شباب؟
لا ياعزيزي
فهؤلاء الفتية كانوا مستشارين عند الحاكم الدكتاتور الطاغية وكانو يفتونه في أمره وقد يكونوا من الجنسين...
وعندما أفتوه بما لايناسب هواه غضب عليهم فهربو منه...
ولان
دعوني اضع لكم اصعب تالية في القران الكريم جائت على ذكر مصطلح الفتيات ودون أن تطلبوا مني أن اشرحها لكم بشكل مفصل حاليا لوجود بعض المصطلحات فيها والتي لم نأتي عليها من جذرها في ابحاثها حتى الأن وأقول:
(((وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله والذين يبتغون الكتاب مما ملكت ايمانكم فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا واتوهم من مال الله الذي اتاكم ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ان اردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فان الله من بعد اكراههن غفور رحيم)))
نعم
فهذه التالية الكريمة من اصعب تاليات القرأن الكريم في شرحها لكم حاليا فقط ولأنني لم اتي بعد على بحث النكاح ومن أنه عقود بشتى أنواعها وليس ممارسة جنسية وكما شرحها الاعراب لنا..
والان
لاحظوا معي بأن هذه التالية الكريمة تتحدث عن عدة مسائل وليس عن مسألة فقط وبحيث تقول المسألة الأولى:
1- فالذي لايجد سبيلا لأن يقوم بعقود النكاح (ومنها التجارية) لفقره فليستعفف حتى يغنيه الله من فضله ... نقطة ... انتهت المسألة الأولى.
2- والذين يبتغون الكتاب مما ملكت ايمانكم فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا واتوهم من مال الله الذي اتاكم...
أي أن الذين يريدون العلم مما معكم من ايمان فكاتبوهم بهذا العلم أن وجدتم فيه حب الخير لهذا العلم واتوهم من مال الله الذي اتاكم لأن مال الله ليس قطعا نقدي فكل شيء هو مال الله وعلى رأسه العلم ... نقطة ... أنتهت المسألة الثانية.
3- ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ان اردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا...
أي لاتكرهوا اصحاب الفتوى بينكم على فعل شيء لايريدونه وفيه غايتكم الشخصية ( البغاء من بغا الشيء وأراده بشدة ) ان هم ارادوا التحصن من أمركم وطلبكم...
وهذه المسألة هنا تختص بكل حاكم وكيف يفرض على المفتي الخاص به ( مفتي الجمهورية مثلا ) ان يصدر فتوى خاصة على مزاجه ليحلل له بها بعض الامور وهذا مايحصل دائما في كل بلاد الاعراب ومع حكامها البغاة... نقطة ... انتهت المسالة الثالثة...
وطبعا فأني قد شرحت لكم هذه التالية الكريمة على عجلت من امري لأني لا أريد التبحر بها وقبل أن اضع لكم كل الجذور القرأنية وبحيث ترون بعدها كم هو سهل عليكم فهم القران الكريم كله ودون الحاجة لاي معجم او وسيط بينكم وبينه لأن القران الكريم كتاب مبين للصغير والكبير لولا أن الاعراب هم من علمونا مصطلحات خاطئة على مدار أربعة عشر قرنا فأصبح القران بالنسبة لنا صعبا ومهجورا..
وعليه
فأن كل التاليات الكريمة في القرآن الكريم والتي جائت على ذكر كلمة فتى ومشتقاتها من ( فتاه فتيان فتاها فتياتكم ) تفيد فعل الفتوى ولا تفيد جنس محدد بيننا لأن قرأننا الكريم ليس بكتاب أعرابي وفصل عنصري بين الجنسين وكما نوهت سابقا وأنوه حاليا وانما هو كتاب علم وحكمة يقودنا نحن السلام والانسانية...
ولكم كل الوقت لتتفكروا بقرآني وقرائتي له ومع خالص محبتي وسلامي للجميع
محمد فادي الحفار
9/11/2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق