الثلاثاء، 12 مايو 2020

المنشور "53" (عفَّ و ضعف)


دخول حرف الحركة والجر القرآني (ص) او (ض) على بعض الجذور القرآنية...
قال لي وبانه ومن المفروض ان يكون الله نصيرا للضعفاء على الأقوياء وبحيث ينصرهم يوم القيامة وتكون الجنة مصيرهم اليس كذلك؟
فكيف تكون هناك تالية تؤكد بان الضعفاء من اهل جهنم وتقول:

(((واذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا نصيبا من النار)))

وبحيث نرى هنا بان الضعفاء هنا في جهنم لأنهم يتحاجون في النار اليس كذلك؟
فكيف يضع الله الضعفاء في النار وعوضاً عن ان يكون رحيماً معهم ويعوضهم عما فاتهم من حياة بائسة في الأرض؟!!!

فقلت له بان المشكلة تكمن في فهمه لمصطلحات القران الكريم من خلال اللغو الاعرابي الذي تربينا عليه والذي جعلنا نظن بان الضعيف هو الواهن او الذي لا يمتلك القوة وهذا ليس صحيح ابدا ابدا ابدا...

نعم حبيبي
فأنت لا تعرف معنى مصطلح (الضعيف) في القران الكريم وبحيث تظنها عكس مصطلح (القوي) وبناء على ما تعلمته في مدارس اللغو الاعرابي وهذا ليس صحيح أبدا لان مصطلح الضعيف القرآني يفيد الأشياء التي تتضاعف في عددها وتتكاثر بشكل كبير ولقوله عز من قائل:

(((من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط واليه ترجعون)))

وبحيث ترى هنا وبكل وضوح بان مصطلح (اضعاف) يفيد المردود الكبير الذي سيعود عليك من الله سبحانه وتعالى اليس كذلك؟..

أي ان جميع المصطلحات في القران الكريم من "ضعيف" و "ضعفا" و "مستضعف" و "استضعفوني" و "اضعاف" و "يضاعفه" و "مضاعفة" تعود الى جذرها الثلاثي المفتوح (ضَ عَ فَ) والذي هو فعل فردي عائد على فاعل فردي تقديره هو ويفيد ذلك الفاعل الذي يرد لك قرضك او احسانك بأضعاف مضاعفة..

ولكن
وقبل ان تحسم امرك في معنى مصطلح (الضعف) وبانه يفيد الأشياء المتضاعفة عليك ان تصل اول الى فعل الامر الكوني الخاص به لتستطيع ان تدرك معناه وبكل دقة فأقول:

ان جميع حروف (كهيعص) تعكس المعنى ومع وجود خاصية لكل حرف من بينها تميزه في عمله عن غيره وبحيث ان حرف الجر القرآني (ص) وكذلك الحرف (ض) يعتبران حرف واحد بالنسبة لنا وذلك بسبب مشكلة التنقيط وبحيث ان طريقة دخولهم على الجذر وعملهم واحد وهو انهما يصعبان عمل الفعل ويكادان يعكسان معناه ورغم انهما لا يعكسنه تمامً وعلى النحو التالي:

عُد (عاد . عود . عيد) وهو الامر الذي يعود لنا باستمرار ولا ينقطع عنا وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "ص" والذي يصعب عمل الفعل فيصبح:
صعد (صعاد . صعود . صعيد) التي تجعله يفيد صعوبة امر العودة وتكاد ان تجعله مستحيل ولقوله عز من قائل (سأرهقه صعودا) وبمعنى ان عودته الى ربه ليست سهلة وتكاد تكون مستحيلة...

بر (بار. بور. بير) وجميعها تفيد عملية التبرير وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ص" والذي يصعب عمل الفعل فيصبح:
صبر (صبار. صبور. صبير) وهو الامر الذي تتحمله ورغم انك لا تملك اي تبرير منطقي له فيكون الصبر عكس التبرير لا نه لا تبرير له..

دُر (دار. دور. دير) وجميعها تفيد عملية الإدارة وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "ص" والذي يصعب عمل الفعل فيصبح:
صدر (صدار. صدور. صدير) وهو الشيء الذي لا تستطيع ادارته لأنه هو الإدارة أصلا وهو الذي يُديرك..

وكذلك هو الحال بالنسبة للحرف "ض" وبان عمله مطابقً تمامً للحرف "ص" لانهم من الحروف المتشابهة في الكتابة والمختلفة في التنقيط ولأننا لا نعتمد على التنقيط أصلا في منهجنا..

وعليه
فان مصطلح (ضعف و ضعيف) يعود في اصله الى الامر الكوني النافذ (عُفَّ) والذي يفيد تركك للشيء وتعففك عنه وميزانه (عاف. عوف. عيف) وجميعها تفيد موضوع تعففك عن الأشياء وتركك لها...

عُفَّ (عاف. عوف. عيف) وجميعها تفيد موضوع التعفف عن الشيء وتركه وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ضفيصعب عملها ويكاد يعكس معناها لتصبح:
ضعف (ضعاف. ضعوف. ضعيف) والتي تفيد جميعها عدم التعفف عن الشيء بل والاكثار منه ايضا لان الضعيف هو الذي لا تعفَّ نفسه عن شيء او لا يشبع من شيء وكما نقول بالعامية...

اذن
فإن الضعيف هو الذي لا تعُف نفسه عن شيء و يجمع لنفسه أي شيء وكل شيء فتكون الأشياء عنده متضاعفة في عددها وبحيث أستطيع أن اضع لك جميع التاليات الكريمة التي جاءت على ذكر مصطلح (ضعيف) لتدرك تمامً بانها لا تعني الانسان الغير قوي وانما تعني الكائن الذي يتضاعف في عدده وما عنده فأقول:

(((أيود احدكم ان تكون له جنة من نخيل واعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات واصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فاصابها اعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون)))

وبحيث ان ذرية الضعفاء هي الذرية الشرهة او التي يتضاعف عددها ويكثر بشكل غير طبيعي او اكثر من المعتاد ولا تعني الذرية المريضة او التي لا تملك القوة....
فالشراهة او عدم العفة والتعفف موجودة في كل شيء وابتداء من الطعام والشراب ومرورا بالممارسة الجنسية وانتهاءَ بالتكالب على قطعة ارض...

(((ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها فاولئك ماواهم جهنم وساءت مصيرا)))

وبحيث ان المعنى الصحيح للمستضعفين في الأرض هو (المستمرين في عدم التعفف عن أي شيء في الأرض) وبحيث انهم يكثرون من كل شيء وبما فيها اعدادهم المتكاثرة لان الههم الذي ألهاهم عن كل شيء هو التكاثر...

أي أن المستضعفين في الأرض هم الذين قد تكاثر عددهم بشكل كبير ومع هذا يصرون على البقاء في مكانهم ورغم كل المصائب التي تصيبهم في هذا المكان لانهم أصلا شرهين ولا يتعففون عن أي شيء...

ولذلك تراني ادعوا الناس دائماً الى الهجرة من الدول الظالم أهلها والتي فيها حروب وسفك للدماء لأننا من اهل السلام ولا نسفك الدماء فيقول لي البعض منهم وكيف تريد منا ان نترك بلادنا ونهاجر؟؟ وهل تطلب من جميع الشعب ان يهاجر ارضه اذا كان فيها حرب وسفك للدماء؟!!!

وهؤلاء تحديدا هم المستضعفين في الأرض بأعدادهم الكبيرة وعدم تعففهم عن أي شيء وبحيث انهم يفضلون البقاء في الأرض الظالم أهلها ولا يهاجرون منها لانهم شرهين لكل شيء ولا يشبعهم شيء وبما فيها عدم شبعهم من المكان فيضطرون وفي الكثير من الأحيان الى حمل السلاح للدفاع عن قادتهم وانفسهم فيظلمون غيرهم ويظلمون انفسهم...

أي انهم المقصودين تحديدا باللذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فيقولون لهم فيما كان أمركم من قتال وسفك للدماء وظلم لأنفسكم في الأرض وتكالبكم على المكان؟؟؟
فيقولون لهم كانت اعدادنا كبيرة ومتضاعفة واضطررنا للبقاء والدفاع عن انفسنا وارضنا..
فترد عليهم الملائكة قائلة (ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ومهما كانت اعدادكم كبيرة ومتضاعفة)؟؟!!!
فذوقوا العذاب اذا يامن تتحججون بأعدادكم المتضاعفة فماؤكم جهنم وساءت مصيرا..

واما وان تظن بان المستضعفين في الأرض هو المساكين الذين لا حول لهم ولا قوة ولا يملكون من امرهم حيلة فإنك ستكون واهم اشد الوهم بل وتدعي على الله الباطل وبغير علم منك لأنك ستجعل منه ظالمَ للناس وهو يعذب أولئك المساكين الذين لا حول لهم ولا قوة والعياذ بنور وجهه ان يكون ظالم لاحدا...

وحتى قوله عز من قائل (ان كيد الشيطان كان ضعيفا) لا تعني بانه واهن وبسيط وسهل ويمكننا التخلص منه بسهولة او بان نقول اعوذ بالله من الشيطان فيهرب الشيطان وله ضراط وكما هو الحال في الشرح الاعرابي وسخافته وانما تعني بان كيد الشيطان متضاعف من الأقوى الى الأقوى دائما وبحيث انه لان يكف عنكم حتى يغويكم اجمعين فحاذرو منه.

ويبقى ان اضع لكم منشور (كيد الاعراب و كيد القرآن) بعد هذا المنشور مباشرة حتى تكتمل الصورة عندكم عن معنى كيد الشيطان.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
15/11/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق