الجمعة، 8 مايو 2020

المنشور "42" (البال و الجبال)


دخول أحرف الجر والحركة الجدلية ("ج"*"خ"*"ح") على بعض الجذور القرآنية..

ان دخول حرف الجر والحركة "ج" على المصطلحات القرآنية كثير جدا وبحيث أنني سأعرض عليكم بعض الحالات لدخوله فأقول:

دُلَّ (دال. دول. ديل) وجميعها تفيد معنى الدليل او الدلالة على الشيء وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ج" والمختص بالجدلية التي تقارب بعملها عكس المعنى فيصبح عندنا:
جدل (جدال. جدول. جديل) وجميعها تفيد جدلية موضوع الدلالة لان الجديل لا يكون الا في حالة عدم وجود الدليل فيكون اشبه ما يكون بعكسه..

عُلَّ (عال. عول. عيل) وجميعها تفيد المكان العالي او حتى (عليين) وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ج" فيصبح عندنا:
جعل (جعال. جعول. جعيل) وجميعها تفيد جدلية المكان الغير عالي او عكس العالي وبدليل قوله (جاعل في الارض خلفية) ومن ان عملية ايجادنا وتكويننا تمت على الأرض المتوضعة في المكان الأدنى ولم تتم في عليين..

لُبَّ (لاب. لوب. ليب) وجميعها تفيد اعماق الشيء وداخله ولقوله (ذو الألباب) وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ج" فيصبح عندنا:
جلب (جلاب. جلوب. جليب) وهو كل شيء مجلوب لك ولم يخرج عنك او من داخلك واعماقك...

سُدّ (ساد. سود. سيد) وجميعها تفيد معنى السيادة وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ج" فيصبح عندنا:
جسد (جساد. جسود. جسيد) وهو جدلية السيادة لان الجسد عبارة عن مركبة مطوعةً لراكبها (النفس او الروح) ومن ان هذا الجسد ليس هو من يسود وهناك جدلية حول هذا الامر ومن ان النفس او الروح هي من تسوده فيكون جسدً لأنه لا يسود.

مُلّ (مال. مول. ميل) وجميعها تفيد الأشياء المائلة او الغير معتدلة ومن قوله (فلا تميلوا كل الميل) وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "جفيصبح عندنا:
جمل (جمال. جمول. جميل) وجميعها تفيد الأشياء المعدلة او الغير مائلة ولقوله (صبرا جميل) أي صبر لا ميل فيه..

دُبّ (داب. دوب. ديب) وجميعها معنى الدبيب او الحركة الدؤوبة وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ج" فيصبح عندنا:
جدب (جداب. جدوب. جديب) وجميعها تؤكد عدم وجود الحركة الدؤوبة وبحيث اننا نقول عن الأرض الفارغة من كل أنواع الحياة بأنها ارض جدباء ومن الجدلية في ان تعود الحياة قائمة وموجودة...

وبالطبع فإنني سأتبحر معكم في جميع هذه المصطلحات التي ذكرتها أعلاه ومن خلال منشورات خاصة بها لتصلكم الصورة بوضوح ولكن في وقتها و اوانها بإذن الله وبحيث أنني سأنتقل معكم الأن لمصطلح (الجبال) والذي هو عنوان منشورنا لهذا اليوم فأقول:

يتعقد أكثرنا بأن مصطلح الجبال القرآني يطلق فقط على تلك الهضاب الصخرية الكبيرة والتي تنتشر على سطح الأرض وكما شرحها الأعراب لنا في لغوهم ولغتهم ومعاجمهم البالية وهذا ليس صحيح ابدا احبتي لأن مصطلح الجبال القرآني كبير جدا وله معاني لم تخطر على بالكم من قبل..

ولقد تقصدت هنا ان اذكر عبارة (بالكم) لكي يصلح الله لكم بالكم فأقول:

اكثرنا يقول لبعضنا الاخر عندما نتقابل عبارة (كيف حالك) و لا نقول (كيف بالك) ورغم ان ربي قد ذكر في قرانه الكريم تالية تسال عن بال النسوة وفي قوله:

(((وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع الى ربك فاساله ما بال النسوة اللاتي قطعن ايديهن ان ربي بكيدهن عليم)))

وبحيث نرى هنا عبارة (ما بال النسوة) والتي تفيد أيضا السؤال عن اخبارهم وبحيث انه لم يقول مثلً (ما حال النسوة) اليس كذلك؟

وعليه
لماذا جاء السؤال عن البال هنا ولم يأتي عن الحال وما هو الفارق بينهما؟
ولماذا يقول (سيهديهم ويصلح بالهم) ولا يقول (سيهديهم ويصلح حالهم)؟؟؟

أقول لكم لماذا احبتي..
لان مصطلح الحال القرآني من الحلول او الحل والترحال وبحيث انه يفيد الحركة والتنقل من مكان الى اخر ومن انه لا يُطرح على احدنا كسؤال الا ان كان في حركة او تنقل من مكان الى مكان اخر فنقول له (كيف حالك) أي كيف اين حللت او ما هو المكان الذي تحل فيه حالياً..

واما مصطلح البال فمن البلاء والابتلاء والذي هو واقع علينا جميعنا نحن بني ادم ومنذ لحظة وجودنا الى يومنا هذا والى ما شاء الله وبحيث ان السؤال الصحيح ان كنت اريد ان اطمئن عن اخبارك هو ان أقول لك (ما بالك) لأنك دائما في حالت بلاء...

اذن
فان جميع المصطلحات القرآنية من "بل" و "بال" و "بلى" و "بالكم" و "نبلوكم" و "تبلون" و "ابتلوا" و "يبلونكم" و "بلوناهم" عبارة عن تفعيلات لفعل الامر الكوني النافذ (بُلَّ) الذي هو امر نافذ بدخولك في البلاء او الاختبار وميزانه (بال. بول. بيل)...

بُلَّ (بال. بول. بيل) وجميعها تفعيلات لمعنى البلاء او الاختبار وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ج" والمختص بالجدلية التي تكاد تعكس المعنى فيصبح عندنا:
جبل (جبال. جبول. جبيل) وجميعها تفعيلات لمعنى الأشياء او الكائنات التي لا تبلى او ان جدلية البلاء بالنسبة لها موجودة عندنا لأننا نعتقد بانها لا تبلى او ليست واقعة تحت تجربة البلاء او الاختبار.

نعم احبتي
فالبلاء القرآني هو حالة اختبار ولقوله عز من قائل (وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا) وبمعنى ان نبقيهم تحت الاختبار حتى يصلوا الى سن الرشد اليس كذلك؟

أي ان ابتلاءنا لليتامى هو حالة اختبار لهم في أشياء محدده طالما ان اصل البلاء واقع علينا كأمر حتمي لأننا في دار البلاء..

واما ابتلاء ربي لنا فهو حالة اختبار لنا في جميع المجالات او جميع جوانب الحياة وبحيث ان الموت وبحد ذاته عبارة عن بلاء او حالة ابتلاء لنا لأنه اختبار لإيماننا بربنا وهل سنخاف من الموت ام اننا لن نخاف منه لأننا نشعر بالأمان مع ربنا..

وعليه
فهناك كائنات بلاء وواقعة تحت البلاء او الاختبار وكائنات أخرى لا بلاء لها او لا يوجد لها حالة اختبار حالياً ومن ضمنها بلاء الموت لان ربي قد اوجدها دون ان يدخلها في حالة البلاء هذه..

ومن ضمن هذه الكائنات التي لا تبلى او لم تدخل (حتى الان طبعً) في أي حالة بلاء او اختبار ومن ضمنه بلاء الموت هي الملائكة بجميع اصنافها والجان من ضمنها او (الجبلة الأولين)..

اذن
فهناك كائنات بلاء او في حالة ابتلاء دائم ومستمر عليها وهم جميع بني ادم وبحيث اننا نسائل عن اخبارهم وعملية اختبارهم بقولنا (ما بالهم)..

وهناك كائنات لا بلاء لها ولا نسائل عن بالهم لانهم ليسوا في حالة بلاء أصلا ولم يدخلوا في عملية البلاء حتى الان لانهم من الكائنات الجبال التي لا بلاء لها ولا تبلى او لم تبلى حتى الان.

نعم احبتي
فالجبال القرآنية كائنات عاقلة وخالدة ولم تدخل في أي حالة من البلاء وبدليل ان الجبال كانت تسبح مع داوود ومن ان القرآن ولو نزل على هذه الجبال كما نزل علينا نحن بني ادم لخرت الجبال ساجدة ولقوله عز من قائل:

(لو انزلنا هذا القران على جبل لرايته خاشعا متصدعا من خشية الله)

ومن انه 
دليلٌ لا يقبل الشك بأن الجبل كائن حي وعاقل ويدرك وليس جماد لا يعقل ولا يدرك لان الجبل يخشع ويصدع لأمر ربه وبحيث انه وان نزل عليه هذا القرآن كما نزل علينا نحن بني ادم لرأيته خاشعً وصادعً لأمر ربه ومتأثرً بكل كلمة من كلماته وما فيها من علم وحكمة وذلك لان الجبال القرآنية هي الملائكة بشقيها (والجان من ضمنها) وجميع الكائنات العاقلة التي لا تبلى او لم تدخل في تجربة البلاء حتى يومنا هذا ومن ضمنها بلاء الموت او تجربة الدخول في حالة الموت..

اذن
فإن الجبال القرآنية كائنات حية وعاقلة ومدركه لأنها تُسبح ربها وتخشع وتصدع لأمر ربها ومن انها كائنات خالدة ولا تموت لأنها لم تدخل في أي حالة من حالات البلاء منذ لحظة خلقها وحتى يومنا هذا والى ما شاء الله لها..

ولكنها حتماً ستموت وتبلى وتدخل في عالم البلاء والاختبار في يوم من الأيام وبعد ان تتعلم من تجربتنا نحن بني ادم الذين سبقناها في العلم وبدخولنا قبلها الى عالم البلاء...

نعم احبتي
فعملنا نحن بني ادم اليوم هو ان نُعلم الملائكة ونجعلها تفهم وتتعلم كل وذلك من خلال متابعتها لتجربتنا وبلاءنا لان الانسان هو الكائن المبتلى الأول وذلك لأنه الكائن الاسمى والاحسن من حيث كينونته وتكوينه ودخوله في تجربة البلاء قبل غيره من الكائنات العاقلة وبحيث ان الملائكة تتعلم منا ومنذ لحظة وجود ادم (استاذها ومعلمها ونبيها الأول) في دار البلاء وبدليل قوله عز من قائل لادم (انبئهم باسمائهم) لان ادم هو النبي الأول للملائكة او المعلم الآجل لها ومن أن جميع الملائكة تلاميذ عنده وعند ابناءه من الأنبياء من بعده وكما سيتضح لكم مع الأيام ومن خلال متابعتكم لكل ما اعرضه وسأعرضه عليكم من علوم القرآن الكريم التي تعلمتها عن صاحب العلم السديد القوى والذي ارجوا ان أكون عند حسن ظنه واكون مكينً ومتمكنً من توصيل المعلومة لكم وللملائكة من بعدكم بشكل صحيح وذلك لان اهتمامي الأول او مسؤوليتي الأولى هي ان أوصل لمعلومة لبني جنسي من بني ادم او النفس الواحدة لكي يصبحوا جميعهم معلمين وأساتذة فيعلمون وبدورهم جميع ملائكة ربي لاحقً لأننا جميعنا بني ادم عبارة عن نفس واحدة وعملها هو ان تعلم الملائكة جميعها وتنبئهم بما لا يعلمون ومنذ ابتدئ ابونا ادم بهذا وعلم الملائكة الأسماء التي لم يكونوا على علم بها.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
18/4/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق