دخول حرف الجر والحركة "ك" او "س" على بعض الجذور القرآنية..
يعتقد اكثرنا بان مصطلح المؤمنين عكس مصطلح الكافرين وهذا ليس صحيح ابدا لان المؤمنين هم الذين يشعرون بالامن والامان مع اي شيء يوفر لهم هذا الشعور ومن ان عكس المؤمنين هم الخائفين وبدليل قوله عز من قائل:
(((يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا)))
ومن اننا نرى هنا بان المولى سبحانه وتعالى يخاطب جماعة غير مؤمنة بالله ويصفهم بالمؤمنين ورغم انهم ليسوا مؤمنين وبدليل دعوته لهم لان يؤمنوا بالله..
نعم
فهو يخاطبهم ويقول لهم (ياايها الذين امنوا) ومما يؤكد بانهم مؤمنين وبحيث انه يطلب منهم بعدها ان يؤمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي انزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبله ومما يؤكد بانهم ليسوا مؤمنين بالله ولا برسوله ولا بالكتاب الذي انزل على رسوله ولا بالكتاب الذي انزل من قبله ايضاً لانه يدعوهم الى الايمان بهم!!!
فكيف يخاطبهم وعلى انهم مؤمنين وهم ليسوا مؤمنين بالله اصلا؟
اذن
وان نحن فهمنا بان الايمان هو الشعور بالامن والامان ولا علاقة له بمصطلح الكفر من قريب او بعيد لادركنا بان جميع اهل الارض مؤمنين وحتى وان كانوا يعبدون البقر والحجر والشجر لان الايمان لا يشترط بك ان تؤمن بالله..
نعم
فكل من شعر بالامان مع اي شيء هو مؤمن في عرف القرآن الكريم وان لم يكن مؤمن بالله..
فالذي يشعر بالامن والامان في حضن امه هو مؤمن وحتى وان كان وثنياً ولا يعرف الله لان الايمان هو حالة شعور بالامان وهي موجودة عنده..
والغني الذي يشعر بالامان مع ماله وبان ماله قادر على حمايته هو مؤمن في عرف القرآن الكريم وحتى وان كان اسوء اهل الارض واشدهم اجراما..
ولهذا فان المولى تبارك وتعالى يخاطب جميع اهل الارض بعبارة (يا ايها الذين امنوا) لانهم جميعهم مؤمنين بشيء ما ويشعرون بالامان مع شيء ما وبحيث يقول لهم ان انتم شعرت بالامان مع الله ورسوله وكتابه زيادة على شعوركم بالامان الذي معكم فسيزداد عندكم شعوركم بالامان لان الله هو مصدر الامان كله..
اي ان المؤمنين هم الذين يشعرون بالامان مع اي شيء وحتى وان كانوا لا يعرفون الله لان الايمان هو ان تشعر بالامان وبحيث ان جميع اهل الارض مؤمنين وهذا اولً..
واما الان فانتقل معكم الى مصطلح الكافرين لكي اشرحه لكم فاقول:
ان السيدة الكريمة المنقبة والتي تخفي معالم وجهها خلف النقاب يطلق عليها لقب الكافرة في القرآن الكريم لان (الكافرين) هم الذين يخفون الاشياء وعلى حين ان عكسها هو مصطلح (السافرين) ولان مصطلح الكافر ليس مصطلح سيءً ابدا ان نحن فهمنا معنها وبكل دقة وذلك لان الله وبحد ذاته كافر وبدليل قوله عز من قائل:
(((ذلك امر الله انزله اليكم ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له اجرا)))
نعم احبتي
فالله كافر حتماً وهذا لا شك فيه ابدا لانه يكفر عنا سيئاتنا كما ترون وبحيث ان الكافر هو الفاعل الذي يقوم بعملية كفر الاشياء وجعلها غير واضحة او حتى غير مرئية..
اي ان عملية الكفر وبحد ذاتها ليست عملية سيئة لاننا قد نكفر الاشياء الجيدة ونخفيها فنكون مفسدين في الارض وقد نكفر الاشياء السيئة ونخفيها فنكون مصلحين في الارض..
فالله كافر وكما قلت لكم ولكنه يكفر الاشياء السيئة ومما يؤكد بان كفره صالح وهدفه الاصلاح..
واما الذين يكفرون الاشياء الجيدة فهم المفسدين ولقوله عز من قائل:
(((ولقد انزلنا اليك ايات بينات وما يكفر بها الا الفاسقون)))
وهؤلاء هنا وكما ترون يكفرون بآيات الله لانهم فاسقون..
ولكن
ما معنى يكفرون بآيات الله؟
وهل تعني بانهم ينكرون ايات الله ولا يصدقون ماجاء فيها وكما هو الحال في الشرح الاعرابي الكريه والغير منطقي؟
ابدا احبتي
فالذين يكفرون بايات الله هم الذين يختفون خلفها ويتغطون بها وبحيث ان اكثر مشايخ الامة الاعرابية من شيوخ السلفية والوهابية (كالشيخ حسان او الحويني او غيرهم) هم المقصودين بعبارة الكافرين بآيات الله لانهم يكفرون انفسهم تحتها وبحجتها ويصدرون فتاويهم الاجرامية الباطلة والمعادية لدين ربي السلام من خلالها..
اي انهم يتحججون بآيات ربي ويجعلونها غطاء لهم لكي يمرروا من خلالها اطماعهم ومآربهم الدنيئة..
وعليه
ودون الاطالة عليكم أقول:
ان كل شيء مخفي الملامح هو (كافر او كافرة)
وكل شيء واضح الملامح هو (سافر او سافرة)
وجميع مصطلحات القرآن من "كفّر" و "كفرا" و "اكفر" و "يكفر" و "كافرين" عبارة عن تفعيلات للجذر الكوني المشدد (فُرَّ) والذي هو امر كوني نافذ في ان يكون عندك الوفرة وكل ما يفور بالعطاء وميزانه الكوني هو (فار. فور. فير) وجميعها تفيد عملية الفورة التي تؤدي الوفرة..
فُرَّ (فار. فور. فير) وجميعها تفيد معنى الفورة او الشيء الوفير وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ك" والمختص بالتشبيه المانع للتطابق بالمثلية والعاكس للمعنى فيصبح عندنا:
كفر (كفار. كفور. كفير) والتي تفيد جميعها اخفاء عملية الوفرة وعدم وضوحها لان حرف الجر والحركة "ك" يعكس المعنى وذلك لانه يفيد التشبيه ويلغي عملية التطابق او المثلية..
اي انني وعندما اقول لكم عبارة (مثله) فهذا يعني التطابق الفعلي بالمثلية..
واما وعندما اقول عبارة (كمثله) فانها تنفي حالة التطابق والمثلية وتصبح شبهةً وتشبيهاً لا مثليةً فيها..
اذن
فان حرف الجر والحركة "ك" وان ظنناه يفيد التشبيه فان عمله الاساسي هو ان يعكس معنى الجذر وكحال جميع حروف "كهبعص" ومن انها جميعها مختصة بعكس معنى الجذر..
وكذلك هو الحال بالنسبة لجميع المصطلحات القرآنية من "سفر" و "سفرا" و "اسفر" و "اسفارنا" و "سفرنا" و "سفرة" و "مسفرة" ومن انها جميعها عبارة عن تفعيلات للامر الكوني النافذ (فُرَّ) والذي هو امر كوني نافذ يفيد عملية الوفرة وكل ما يفور بالعطاء..
فُرَّ (فار. فور. فير) وجميعها تفيد عملية الوفرة وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "س" والمختص بالاستمرارية فيصبح عندنا:
سفر (سفار. سفور. سفير) والتي تفيد جميعها عملية استمرار الوفرة..
اذن
فإن قولنا (كفرا الشيء) أي أخفاه وجعله غير واضح الملامح..
وأما قولنا (سفر الشيء) أي جعله واضح ومشروحا ومفصلا..
وقولنا (لقد اسفر) اي أوضح..
وقولنا (هذا هو السفير) اي هذا هو المختص بعملية التوضيح..
وقولنا (هذه هي اسفارنا) اي هذه هي توضيحاتنا..
وحتى قوله عز من قائل (من كان مريض او على سفر) تعني من كان حالة رضا عن الذي معه او هو في حالة استيضاح للامر وطلب للمعرفة ولا علاقة لها بالترحال من قريب او بعيد..
فكلمة (سفر) و (اسفر) لا تعني الترحال والتنقل بين البلدان وانما تعني الايضاح..
ومن هنا جاء قوله عز من قائل:
(((والصبح اذا اسفر)))
لان الصبح هو الذي يسفر عنا ظلام الليل ويكشف لنا ماكان مخفيا ومكفورا تحت جنح الظلام..
واما الأن فتعالوا معي لكي اضع لكم بعض التاليات التي جاءت على ذكر مصطلح سفر بكل تفعيلاته لاشرحها لكم واقول:
(((فقالوا ربنا باعد بين اسفارنا وظلموا انفسهم فجعلناهم احاديث ومزقناهم كل ممزق ان في ذلك لايات لكل صبار شكور)))
قالوا ربنا باعد بيننا وبين الاشياء الواضحة لانهم أبناء ظلام اصلا ولا يحبون النور..
ولهذا قال عنهم عز من قائل بأنهم ظلموا أنفسهم لأنهم أرادوا لأنفسهم أن تبقى على ظلامها..
(((وجوه يومئذ مسفرة)))
اي انها وجوه ووجهات واضحة وليست كافرة ومخفية لان مصطلح الوجوه القرآني يفيد الوجهات والاتجاهات وبأن جميع هذه الوجوه والاتجاهات ستكون واضحة لنا في يوم من الأيام لأن المولى سبحانه وتعالى أوجدنا لكي ندرك جميع الوجهات..
(((بايدي سفرة)))
اي بحالة تايد واضحة وغير مخفية لان الأيدي في القرآن الكريم تعني التأيد والذي يؤيدك ولاتعني كفك او اصابعك وكما هو الحال في الشرح الاعرابي..
اذن
فان جميع تاليات القران الكريم التي جاءت على مصطلح (سفر واسفار وسفرة) تفيد الكشف عن كل ماهو مخفي عنا (مكفور عنا) لأن كلمة "سفر" هي المصطلح المعاكس لكلمة "كفر" في القرآن الكريم..
سفرا = استمرارية الوفرة او الاشياء الوافرة التي تراها واضحة لك كل الوضوح بسبب وفرتها..
كفرا = التشبيه لحالة الوفرة وبان صاحبها يظن نفسه على وفرة او على علم وافر وهو لايملك شيء لان حرف الكاف يفيد التشبيه المانع للتطابق والمثلية..
وعليه
ما هو رايك الان اختي الكريمة المنقبة في هذا المنشور الذي اضعه لك أنت خصيصاً ومن ان القران الكريم يطلق عليك لقب (الكافرة)؟!!
وهل ستبقين كافرة على حالك هذا أم أنك ستكوني سافرة وهو خيرً لك عند ربك الذي لم يفرض عليك هذا النقاب الاعرابي الذي تضعينه؟
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
25/6/2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق