الأربعاء، 6 مايو 2020

المنشور "38" (زان و احزان)


دخول حرف الجر والحركة "ح" على بعض الجذور القرآنية...

يعتقد اكثرنا بان مصطلح (زان) في القران الكريم يفيد العلاقة الجنسية الغير شرعية بين الرجل والمراءة وبما شرحه الاعراب لنا وفسروه في معاجهم اللغوية وهذا ليس صحيح قرآنيا ابدا ...
وعليه
تعالوا معي لكي اشرح لكم معنى مصطلح (زان) في القران الكريم ومن جذره فأقول:

أن جميع المصطلحات القرانية من "زان" و "زون" و "زين" و "زينة" و "ميزان" و "موازينه" و "موزون" و "زنوا" و "زنا" و "زنوهم" و"زينا" و "زينتكم" و "ازينت" و "زينتها" و "زيناها" و "ازينن" و "زاني" و "زانية" عبارة عن تفعيلاتللامر الكوني النافذ (زُنَّ) والذي يفيد وزن الاشياء وميزانها الكوني هو (زان. زون. زين)..

زُنّ (زان. زون. زين) فهو ميزان و موزون و مزين


فالزين والمزيون والمزيونة يفيد الجمال في لساننا العربي السليم وبحيث نطلق على السيدة الجميلة جدا لقب (مزيونة) لان هذا الوصف قد جاء من الوزن والميزان الدقيق لمعاير الجمال وبحيث انظر مثلا الى الانف فاجده موزون بمعاير دقيقة فلا هو كبير ولا هو صغير و لاهو منتفخ ولا هو دقيق فاقول عنه انف زين او مزيون وبمعنى انه دقيقٌ جدا في مواصفاته وكانه على الميزان..

اذن
فان المزيون او المزيونة هو كل من كانت صفاته موزونة بادق الموازين فيكون صاحبها زينً او زينا او مزيونا..

اي ان الميزان الجذري لمصطلح الزان هو:

زن (زان. زون. زين) وجميعها تفيد موضوع الوزن والميزان وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ح" فيعكس معنها لتصبح:

حزن (حزان. حزون. حزين) والتي تفيد جميعها معنى الاستحواز على الاشياء او امتلكها لنفسك دون غيرك ومن انه عكس موضوع الميزان تمامً والذي يمنعك من الاستحواز على الاشياء لان الميزان هو ان تحب لغيرك ماتحب لنفسك لا ان تستحوز على ماتحبه لنفسك وتمنع غيرك منه..

ولكي تتضح لكم الصورة اكثر ساضع لكم بعض التاليات التي جاءت على مصطلح الميزان ومن ثم انتقل بعدها الى تاليات الحزن والاحزان فأقول:

((( الزاني لا ينكح الا زانية او مشركة والزانية لا ينكحها الا زان او مشرك وحرم ذلك على المؤمنين )))

فهل ترون معي المصطلح (زان) هنا ومن قوله (لا ينكحها الا زان)؟؟
فما معنى مصطلح (زان) هنا؟
وماهو الدليل على انه يفيد الممارسة الجنسية الغير شرعية سوى ماقاله الاعراب لنا في معاجهم اللغوية وقواميسهم؟
وهل قواميس الاعراب والموضوعة بعد نزول القران الكريم المفترض ب 200 سنة على اقل تقدير هي امامنا في فهم القران الكريم ان القران هو امامنا وعلينا فهمهم من خلال معطياته فقط؟؟

نعم احبتي
وها انا اقول لكم ومن خلال القرآن الكريم بان مصطلح الزاني والزانية من الجذر (زان) والذي يفيد عملية الوزن بالميزان والموازين الصحيحة ومن انه صفة لكل من يزين لنفسه وهواها مالا يزينه لغيره.

فالذي يرضى لنفسه أن يتعلم ويرفض العلم لأخته هو زان...
والذي يرضى أن يسوق السيارة ويمنع اخته أو زوجته من القيادة هو زان...
والذي يفتي بحق الرجل أن يسفك دم زوجته أن خانته ولا يفتي للزوجة أن تسفك دم زوجها أن هو خانها هو زان...
والذي يبيح لنفسه أن يعدد من الإنسيات وبحجة أنه توجد له رخصة ألهية بهذا ( وهي غير موجودة ) ويمنع الانسيات من التعداد هو زان لأنه يبيح لجنسه ما لايبيحه للجنس الاخر.
والذي يبيح لنفسه اكل مال الناس ويكره أن يأكل الناس ماله هو زان...

والأن
دعونا نفترض بان مصطلح (زان) يفيد الممارسة الجنسية الغير شرعية وكما هو في الشرح الاعرابي الخبيث لها وبحيث اني ارجوا منكم ان تلاحظوا معي تفعيلات المصطلح التالية بين فعل ماضي فردي وفعل ماضي جماعي وكيف سنقع في التناقضات القرانية فاقول:

1- نقول عن الفرد الذي مارس الجنس الغير شرعي وبصيغة الماضي بأنه (زنا)..
2- نقول عن الجماعة الذين مارسوا الجنس الغير شرعي وبصيغة الماضي بأنهم (زنوا)

اي ان الذين زنوا هم جماعة من الناس قاموا بفعل الزنا والذي هو الممارسة الجنسية الغير شرعية اليس كذلك؟
وعليه
فما رأيكم بالتالية الكريمة التي تقول:

((( وزنوا بالقسطاس المستقيم)))

فهل الذين (زنوا) بالقسطاس هم من ذهبوا ومارسوا الجنس مع القسطاس مثلا؟!!
وهل في هذا اي عقل ومنطق؟
طبعا لا احبتي اليس كذلك؟

اذن
فلا علاقة للمصطلح زان بالممارسة الجنسية الغير شرعية من قريب او بعيد لأنه من الوزن والميزان وكما قلت لكم....
فالزان من جذرها ( و ز ن ) والذي هو فعل فردي على وزن ( فَ عَ لَ )...
واما قولنا ( الزان ) ومع أل التعريف فانها صفة لاصحاب الميزان الاعوج والغير صحيح ومن انهم يزنون لانفسهم مالا يزينونه لغيرهم...
فكل من زان الأمر لصالح نفسه ونسي أمر غيره هو زان...
فالذي يسمح لنفسه ان يخون زوجته مع أمراة اخرى وبحجة الزواج العرفي الغير معلن عنه هو زان لأنه قد رضي لنفسه ما لا يرضه لغيره..
فهل تقبل أن تذهب زوجتك مع رجل غيرك وتمارس الجنس معه وبعد أن يكتبوا ورقة زواج عرفي وكما حللها لكم شيوخ الاعراب والارهاب واعداء الحق والعدل والسلام؟؟
نعم
فالزنات في عصرنا هذا لاعد ولاحصر لهم وبحيث أجزم لكم قاطعا الشك باليقين بأن كل مسلم على سطح الارض ويؤمن بحقه في التعداد من الانسيات هو من الزنات لأنه يرضى لنفسه مالا يرضاه لغيره.

والان
من منكم يقول لي من هو المسؤول عن تنفيذ شرع المولى سبحانه وتعالى في التالية الكريمة تقول بجلد الزاني والزانية مئة جلدة؟؟
وهل جميعنا قادرين على معرفة الزاني عندما يزني اذا كان الزنا هو الممارسة الجنسية غير المشروعة وكما هو في الشرح الاعرابي الغبي وبحيث ان هذا الامر قد يحصل في الخفاء ولايشعر به احد منا؟
فكيف سنعلم من هو الزاني لكي ننفذ شرع الله به؟
وهل ربي العالم بكل شيء لم يحسب حسابه هذه النقطة؟
الا يوجد ملاين الزنات او الذين يمارسون الجنس في الخفاء وبحيث لايطبق عليه شرع الله فيفلتون من العقاب ورغم انهم زنات؟
وهل شرع ربي يقام على بعض الناس فقط وبحيث يٌفلت البعض الاخر من شرعه وبغير عقاب وكأن ربي لا عدل عنده ولا ميزان؟..

واما وان انتم ادركتم معي بان الزاني هو من يزين لنفسه مالا يزينه لغيره وبحيث انه منافق وكذاب وصاحب وجهين ويامر الناس بالبر وينسى نفسه لادركتم بانه واضح للجميع لانه يتعامل مع الناس من خلال هذه الصفات وبحيث ان اي واحد منا يستطيع ان يعرف من هو الزاني ويقيم الحد الشرعي عليه...

واما الان فأنتقل معكم الى مصطلح الحزن فأقول:


جميعنا يعرف معنى الحزن وعلى انه الشعور بالمرارة والالم والبكاء لفقداننا لمن نحب او لخسارتنا للمال او لمرض من نحبهم او للكثير من الحالات النفسية التي تحرك فينا عواطفنا وتجعلنا نحزن وذلك من خلال المصطلحات التي تعلمناها في قواميسنا اللغوية ومن ان الحزن هو ذلك الشعور المرير الذي نشعر به في قلوبنا...

وعليه
هل يأتي مصطلح (الحزن) في القران الكريم بهذا المعنى الذي تعلمناه ومن انه الشعور بمرارة والألم لأمر قد اصابنا؟

اذن
فتعالوا معي لاضع لكم التالية الكريمة التي ستصدمكم وتوضح لكم بان الحزن في القران الكريم له معنى اخر غير الذي تعلمناه من اللغو الاعرابي واقول:

(((لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين)))

نعم
فمن يقرء هذا التالية الكريمة سيدرك مباشرة بان الرب تبارك وتعالى يخاطب الرسول ويقول له لاتتطاول وتمد نظرك الى زوجات المؤمنين من اصحابك الذين يحبون بعضهم ويستمتعون ببعض...
ولكن المصيبة هو قول (ولاتحزن عليهم) ومن ثم يتابع ويقول ( وتخفض جناحك للمؤمنين )!!!!!
فلماذا قال له لاتحزن عليهم وهي دليل على انه كان حسودا ويحزن عندما يراي ازواج جميلة عند غيره ويتمناهم لنفسه؟!!
وما هذا الرسول الحسودا الحقودا الذي كان يمد نظره الى ما متع الله به الازواج ببعضهم ويحزن عندما يراهم سعداء ومستمتعين ببعض وبحيث يتمنى ان تكون زوجة فلان له وحد ليستمتع بها!!!!
وهل هذا هو الرسول المحمود الصفات وبحيث انه يمد نظره الى ازواجنا ومن ثم يحزن فوق هذا وعندما يرانا مستمتعين ببعضنا لشدة حسده وحقده؟

فإن كان الحزن القرآني بهذا المعنى فإن هذا الرسول هنا ليس محمود الصفات ولا هو حتى من الصالحين وانما هو حسودً وحقودً لانه ينزعج عندما يراى الازواج مستمتعين ببعضهم وهذا ولو فرضنا ان الحزن القراني هو الشعور بالمرارة في القلب اليس كذلك؟

واما وان نحن ادركنا بان الحزن القرآني من الاستحواز على الشيء ومن انه عكس الميزان الذي يجعلك تدرك حقوق غيرك وبان لاتكون اناني وتستحوز على كل شيء لنفسك وانما ان تحب لغيرك ماتحب لنفسك فسيختلف معنا الامر تمامً وندرك مدى المصيبة الكبيرة التي وقعت على قراننا الكريم من خلال الشرح الاعرابي السفيه للقران..

وعليه
فان الحزن عبارة عن نوع سيء جدا من الاستحواز وبان تحوز كل شيء لنفسك وبانه عكس الميزان تمامً والذي يامرك بأن تزن للناس ما تزينه لنفسك وبحيث ان قوله عز من قائل (ولا تَحُزْنَ عليهم) معناه بأن لا تستحوز عليهم ولكننا نقرءها من خلال التشكيل الاعرابي وبسكون على حرف الحاء وتشديد على حرف الزين ومن خلال ما وضع رؤوسنا من اسقاطات اعرابية ما انزل الله بها من سلطان..

واما الان فعتالوا معي لكي اشرح لكم تالية حزن الرسول وبعض التاليات القرانية عن الحزن والاستحواز فاقول:

(((لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم ولا تحُزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين)))

فلا تمدن عينك ايها الرسول الى ما متعنا به ازواجا منهم (ولا تَحُزْنَ عليهم لنفسك لانه لايحق لك هذا الامر) وبحيث وجب عليك ان تخفض جناحك للمؤمنين ولا تتكبر عليهم وتجعل من نفسك ملكً غاصبً يستحوز على حقوقهم..
اي انها تالية كريمة يعلمنا من خلالها المولى تبارك وتعالى كيفية التعامل مع بضعنا البعض بالموازين الصحيحة ومن ان الحزن او الاستحواز ليس من الميزان العادل في شيء..

(((قد نعلم انه ليَحُزْنكَ الذي يقولون فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون)))

لاحظوا معي احبتي قوله هنا (لا يكذبونك) وبان الرب يتحدث هنا عن اناس صادقين في رايهم ولا يكذبون الرسول في رايهم ولقوله (لا يَكذِبونك)...
اذن
فاننا نعلم ايها الرسول بان الظلامين عندهم الراي المنطقي وهم لايكذبونك في رأيهم...
ولكني اقول لك بأن لاتدعهم يحوزنك في رايهم ويستحوزون عليك بمنطقهم لانهم يجحدون بايات الله..
فالكثير من الملحدين اليوم يضعون لنا لحجة المنطقية والبرهان العلمي وهم صادقين في رايهم وبحيث يستحوزن على البعض منا بهذا الراي ويخرجونهم عن يقينهم بوجود الله..

وعليه
فنحن الرب نعلم انه "ليحُزْنكَ الذي يقولون" وبمعنى ان قولهم هذا سيتحوز عليك لانهم صادقين في قولهم ولا يكذبونك الخبر..
ولكنهم ومع هذا المنطق الذي معهم فهم جاحدون بايات الله وبحيث لايجب لك ان تكون في صفهم ابدا.

(((ولا يَحُزنك الذين يسارعون في الكفر انهم لن يضروا الله شيئا يريد الله الا يجعل لهم حظا في الاخرة ولهم عذاب عظيم)))

وايضا فان هذه التالية الكريمة تفيد الاستحواز..
فلا يَحِزْنَك الذين يسارعون في الكفر ويستحوزون عليك لانهم لن يضروا الله في كل مامعهم من علم..

اذن
فالفارق بين قراتي للمصطلحات القرانية وقراءة الاعراب لها هو التشكيل احبتي وبحيث ان هذا التشكيل من اكبر مصائبنا لانهم يقرؤون المصطلح الكريم مشددً (يُحزنّكَ) وبحيث انهم وضعوا السكون فوق حرف الحاء والتشديد فوق حرف النون فاصبح من الصعب علينا ان نقراء المصطلح بمعنى الاستحواز لان النغمة لاتتناسب معه...
واما انا فاقراها بفتحة فوق حرف الياء وضمه على حرف الحاء وسكون على حرف الزال وفتحة على حرف الكاف (يَحُزْنكَ) فتكون بمعنى انهم يستحوزون عليك..

وهذا هو شرحي وتفسيري وتشكيلي لقراني فمن شاء فاليؤمن ومن شاء فليكفر فلا يكلف الله نفس الا وسعها..

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
3/1/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق