الأحد، 24 مايو 2020

المنشور "81" (تلا و قتلا)


دخول حرف الجر والحركة "ق" على بعض الجذور القرآنية...

قد ذكرت لكم سباق موضوع حرمة سفك الدماء عند المولى سبحانه وتعالى وبانه خط احمر ولا يقربه المسلمين لان الله لايجعل المجرمين كالمسلمين..
وقلت لكم بان حجة الملائكة على الخلافة الانسانية في الارض كانت حول موضوع سفك الدماء تحديدا ومن ان الخليفة سيفسد في الارض ويسفك الدماء ومما يؤكد بان سفك الدماء هو اكبر المحرمات في الملاء الاعلى..

ومع هذا ارى بان الكثير من متابعي صفحتي يرون بان الانسان يملك الرخصة السماوية في سفك الدماء في بعض الحالات ومن قوله (ومن قتل نفس بغير نفس) ومن انها حجتهم على ان المجرم الذي سفك دم انسان فان عقابنا له يكون بالمثل وبان يُسفك دمه!!!

واما أنا فاقول لكم بأن الدين عند الله هو الاسلام...
والاسلام هو نشر كل انواع السلام على الارض وبان تكون تحيتنا فيها سلاما لان الله يهدينا سبل السلام..
والمسلمين مصطلح قراني عكس مصطلح المجرمين ولقوله عز من قائل (افنجعل المسلمين كالمجرمين) ومن ان وجود عملية المقارنة هنا يؤكد بان المسلمين على نقيض المجرمين وعكسها وكحال الليل والنهار..
والمجرمين هم الذين يسفكون الدماء ومما يؤكد بان المسلمين لايسفكون الدماء..

اذن
فاني اقول لكم بان مصطلح (القتل) القراني لايفيد سفك الدماء وانما يفيد امر اخر لم نفهمه نحن وذلك لان القران كله كتاب سلام ويدعوا للسلام ويرفض نهائياً موضوع سفك الدماء..

وعليه
ولكي نفهم معنى مصطلح القتل القراني وبكل دقة علينا ان نعود الى جذره الكوني المشدد والذي يوضح لنا معنى المصطلح ودون اي لبس فيه فاقول:

ان مصطل القتل القراني يفيد موضوع التلاوة الجبرية او القمعية ومن جذره الكوني المشدد (تُلَّ) والذي هو امر بالتلاوة وميزانه (تال. تول. تيل) وجميعها تفيد معنى التلاوة.

تُلَّ (تال. تول. تيل) والتي تفيد جميعها معنى التلاوة..

ويدخل عليها حرف الحركة القراني "ق" والمختص بتشديد الامر او الجبرية و القدرية فيصبح عندنا:

قتل (قتال. قتول. قتيل) والتي تفيد جميعها التلاوة الشديدة ذات اللهجة القاسية والتي تصل الى درجة القمع او الجبرية في موضوع التلاوة..

ومثال على دخول حر "ق" الجبري على بعض المصطلحات القرانية اقول:

مُرَّ (وهو امر كوني بالمرور) ويدخل عليه حرف "القاف" الجبري فصبح:
قمر (او الذي فُرض عليه جبرياً ان يكون في حالت مرور)

دُرّ (وهو امر كوني بعملية الادارة) ويدخل عليه حرف "القاف" فيصبح:
قدر (وهو فُرض جبري لموضوع الادارة)..

برَّ (وهو امر كوني بان تكون بار) ويدخل عليه حرف "القاف" فيصبح:
قبر (وهو الذي فُرض عليه جبرياً ان يكون بار ) لانه قد اصبح في دار الحق.

صُرَّ (وهو امر كوني بحالت الاصرار) ويدخل عليه حرف "ق" فيصبح:
قصرَّ (والذي هو فرض جبري لحالت الاصرار)..

وهذا هو الحال ذاته مع الجذر الكوني المشدد (تُلَّ) والذي يفيد التلاوة وكيف انه يصبح (قتل) او الذي فُرضت عليه حالت التلاوة الجبرية.

واما الان فدعوني اعود معكم الى مصطلح القتل بمعناه الاعرابي (والذي هو سفك الدماء) لترون معي كم هو مصطلح غبي ولايرقى الى الخطاب القراني العقلاني للاسباب التالية:

1- (((واذ قال موسى لقومه يا قوم انكم ظلمتم انفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا الى بارئكم فاقتلوا انفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم انه هو التواب الرحيم)))

فهل يطلب موسى من قومه ان يسفكوا دمائهم ان كانوا صادقين؟
وهل هذا الطلب معقولً ام هو مجرد معاجزة غير عقلانية من انسان غير عقلاني؟؟؟..
طبعا لا احبتي
فرسول الله موسى رجلا حكيما وعقلانيا ويقارع قومه الحجة بالحجة وبحيث انه يطلب منهم ان يقمعوا انفسهم وشهواتها الباطلة وان يغيرو من انفسهم ان كانوا صادقين.

2- (((قل لن ينفعكم الفرار ان فررتم من الموت او القتل واذا لا تمتعون الا قليلا)))

فاذا كان القتل يؤدي الى الموت فان القتيل هو الميت اليس كذلك؟
فما هذه التالية الركيكة التي يقول فيها ( لن ينفعكم ان فررتم من الموت او الموت )!!!!
واما وان وضعتم عوضعا عنها عبارة ( القمع او التلاوة الجبرية) فستصلكم الصورة ومن ان قوله هنا معناه لن ينفعكم الامر ان انتم فررتم من الموت او من القمع الجبري الذي يحصل لكم في بلاد الطغيان التي تتلول عليكم اوامرها الجبرية سوى ان تتمتعوا قليلا بحياة زائفة لاكرامة فيها وهذا هو الواقع الصحيح لما يحصل معنا في بلاد الطغيان وبكل دقة احبتي..

3- (((فانطلقا حتى اذا لقيا غلاما فقتله قال اقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا)))

فمن هو هذا الرجل الصالح الذي يسفك دماء غلاما صغيرا لانه ادرك بان هذا الغلام سيكون سيء الطباع عندما يكبر؟!!!
وهل هذه حجة مقنعة منه ومن ربه الذي سمح له بان يسفك دماء هذا الغلام؟!!!
طبعا لا احبتي
فانتم تقرون هذه التالية من خلال اللغوا الاعرابي الاجرامي والذي يبيح لكم ماحرم الله من سفك الدماء وهذا ليس صحيح ابدا..
واما شرحها الصحيح فهو ان هذا الرجل الصالح قام بقمع الغلام وهو يتحدث معه او يحاوره باسلوب لا ادب فيه وبحيث اغلظ له القول وجعله يسكت..
ومن هنا جاء اعتراض موسى عليه وعندما قال له (اقتلت نفسا زكيا بغير نفس) وبمعنى لقد قمت بقمع منافسة فيها زكاء وفطنة من غلام كان ينافسك في الحوار وبغير ان تقوم انت بدورك بمنافسته وانما قمت بقمعه وهذا شيء انكره عليك وانت صاحب العلم!!!

نعم
فالنفس من المنافسة احبتي ولقوله (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) وبحيث انه وبسبب هذه الحادثة التي حصلت من الرجل الصلاح مع الغلام تعلم موسى الكثير من الحكمة عندما وضع تشريعه لبني اسرائيل وكيف عليهم ان يقمعوا اولادهم ان كانوا غير مؤدبين في اسلوبهم مع من هوا اكبر منهم لكي لايحكمهم دكتاتور ظالم ايضا وفي قوله عز من قائل:

(((من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا ومن احياها فكانما احيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم ان كثيرا منهم بعد ذلك في الارض لمسرفون)))

وبحيث ان هذا معناه بانه من قمع نفسا بغير وجود حالة المنافسة فكانما قمع الناس جميعً...
وهي تالية اكثر من رائعة وبحيث انها تعلم الحاكم كيف يكون مع شعبه وبان الاب الذي يقمع ابنه وبغير ان يكون عنده الحجة على ابنه فهو كمن قمع جميع الناس وبان هذا الانسان لايصلح لان يكون حاكما او مسؤولا بين الناس لانه سيكون دكتاتور ظالم وجبار طاغية..

اذن
فان مصطلح القتل القراني يفيد حالة التلاوة الجبرية التي نتلوها على من يتلوها علينا بجبرية و كما افعل انا مع السلفين الذين يدخلون الى واحتي ليفرضون وجهت نظرهم السلفية وكيف اني اتعامل معهم بدوري بطريقة القمع الجبري الذي يستخدمونه (اقتلهم) من خلال تلاوتي الشديدة عليهم لما معي من علم ربي.

اي اننا نقاتل من يقاتلنا (وبمعنى نتلوا عليهم مامعنا بشكل جبري وكما يفعلون هم معنا) لاننا لانتهاون في الحوار ان كان الامر يخص السلام ربنا ومن اننا اصحاب مواقف ثابتة في هذا الامر لان ربنا لايجعل المسلمين كالمجرمين..

واما من بقي على حاله من الاجرام (اكان اجرامً فكريا كمشايخ السلفية وفتوايهم الارهابية أم كان اجرامً فعليا وبسفك الدماء كمجرمي داعش ابناء السلفية الفكرية) فأننا نستخدم معهم الشدة والقمع بشكل اخر وبحيث اننا نقوم بعزلهم وسجنهم عسى ان يكون هذا الحل النهائي دافعا لهم لكي يدركوا بان السلام هو الحل الوحيد لنا وهو تحيتنا..

واما لان فدعوني اضع لكم التالية الاخيرة والتي فيها الحجة البالغة على صحة قولي عن معنى القتل القراني فاقول:

4- (((قتل الانسان ما اكفره)))

وهذا التالية الكريمة تؤكد بان القتل هو مصير الانسانية جميعها كما ترون هنا لانها لم تقل مثلا (قتل بعض الناس) وانما تؤكد بان الانسانية كلها قد قتلت كما ترون....

وعليه
وان كان مصطلح القتل القراني يفيد سفك الدماء فهذا معناه بان كل انسان على سطح الارض سيموت مسفوكً دمه حتمً وكما تخبرنا التالية الكريمة وهذا ليس صحيح ابدا لان اكثر الناس يموتون بشكل طبيعي وعلى اسرتهم اليس كذلك؟..

واما وان نحن ادركنا بان كل مايكفره الانسان في اعماقه (كفر الشيء يعني اخفاه) هو الذي سيقمعهُ عن تحقيق مايصبوا اليه لأدركنا بأننا جميعنا مقموعين ومقتولين بما نتلوه على انفسنا من مخاوفنا واوهامنا التي نكفرها في اعماقنا فتعيق عملية تتطورنا وتكون التالية الكريمة صادقة 100%.

واطلب منكم مرة اخرى ان تراجعوا جميع التاليات القرانية التي جائت على مصطلح (القتل) وبناء على شرحي له ومن جذره وبان معناها هو (التلاوة بشدة) او (القمع) لترون بانفسكم كيف ان الامر سيستقيم مع اكثر تاليات القران لان هذا الشرح هو الرشح الصحيح..

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
26/10/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق