الثلاثاء، 12 مايو 2020

المنشور "49" (الطيع والقطيع)


دخول حرف الجر والحركة "ق" على بعض الجذور القرآنية...

كثيرا ما نقرء قوله عز من قائل (والسارق والسارقة فقطعوا ايديهما) ليذهب فكرنا مباشرة الى موضوع اللصوص وكيفية عقابهم عن طريق بتر اطرافهم وذلك لان الاعراب قد شروح لنا بمترادفاتهم الركيكة ان السارق هو اللص وان القطع هو البتر وان اليد هي عضو من اعضاء الجسد وبما لم ينزل الله به من سلطان وان هي الا مناهج استنباطية يتبعونها ولا يوجد اي قاعدة قرانية ثابته لها...

واما انا احبتي فاضع بين ايديكم المنهج الجذري القرآني والذي يُعيد كل مصطلح من مصطلحات القرآن الكريم الى أمر التكوين الخاص به ومن انه المنهج الوحيد الذي ينطبق تمامً على جميع مصطلحات القرآن الكريم ومصطلحات لساننا العربي السامي فأقول:

ان مصطلح (القطع و القطيع و قطعً) تعود في اصلها في الامر الكوني النافذ (طُعّ) والذي يفيد عملية الطاعة او تطويع الشيء لامرك وميزانه (طاع. طوع. طيع) وجميعها تفيد موضوع الطاعة والتطويع..

طُعَّ (طاع. طوع. طيع) وجميعها تفيد موضوع الطاعة والتطويع وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ق" والمختص بالقدرية او حتمية نفاذ الامر فتصبح:
قطع (قطاع. قطوع. قطيع) وجميعها تفيد وقوع القدرية على الطاعة وجعلها محتومة الحدوث..

فعندما نقول عبارة (انت قطعً على صواب) اي ان الامر الذي انت عليه مؤكد وتمت الطاعة له تمامً لانه صحيح..
وعندما نقول عبارة (القطيع) اي انهم مجموعة طائعة لقائدها 100% وقد وقع عليها قدرية الطاعة..

والدلائل القرآنية على عمل الحرف القدري "ق" في دخوله على الجذور القرآنية كثيرة جدا ولا يسعني ان ادرجها لكم هنا وبحيث اني سادرج بعضها فاقول:

مُرّ (مار. مور. مير) وجميعها تفعيلات لمعنى المرور وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ق" والمختص بالقدرية او حتمية نفاذ الامر فتصبح:
قمر (قمار. قمور. قمير) وجميعها تفيد وقوع القدرية في المرور..
ويطلق على القمر هذا اللقب لانه محكوم بالمرور حول الارض بحكم تبعيته لها ومقدر عليه ان يبقى في حالة مرور دائم بجوارها فنراه كل يوم وعلى مدار السنة.

دُرّ (دار. دور. دير) وجميعها تفعيلات لمعنى الادارة وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ق" والمختص بالقدرية او حتمية نفاذ الامر فتصبح:
قدر (قدار. قدور. قدير) وجميعها تفيد وقوع القدرية على الادارة ومن ان صاحب القدر هو صاحب الادارة المطلقة..

وعليه
وعودة الى منشورنا عن معنى القطع والسارق اوقول:

ان مصطلح القطع من الطاعة التامة وبحيث ان القطيع هم الواقعين تحت الطاعة التامة لسيدهم..

واما مصطلح السارق القرآني فيعود في اصلها الى الامر الكوني النافذ (رُقَّ) والذي يفيد عملية الارتقاء وميزانه هو (راق. روق. ريق) وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "س" والمختص بالاستمرارية فتصبح:

سرق (سراق. سروق. سريق) وجميعها تفيلات تفيد ذلك الذي يستمر بعملية الارتقاء...

ولكن مشكلة السارق تكمن في انه يفكر في نفسه فقط وكيفية الارتقاء بها ولايفكر بالنفس الانسانية الواحدة وبان الارتقاء من حق الجميع لكي ترتقي النفس كلها وتعود الى ربها راضية مرضية وبحيث انه انسان اناني متفاخر ويريد ان يرتقي بنفسه فوق الجميع لكي يقدسونه ويحترمونه ويشيرون اليه بالبنان..

اذن
فان السارق والسارقة هم الانسان الاناني الذي يفكر بالارتقاء بنفسه فقط ودون غيره لكي تكون له السيادة والشرف ويشير اليه الناس ويمدحونه ويقدسونه وبحيث يجب علينا ان نعري اخلاقهم الكاذبة والخادعة للجميع ونبعد عنهم قطيعهم من المؤيدين لهم ومن الذين يطيعونهم طاعة عمياء لانهم واقعين تحت تأثيرهم ولان مصطلح (ايديهم) يفيد المؤيدين لهم ولا يفيد اطراف الجسد.

واشهدكم السلام ربي بأن الكثير من علماء هذه الأمة مجرد سارقون وينطبق عليهم هذا القول بمعنى الكلمة.

واترك المنشور بين ايديكم لتايده ان وجدتموه مقنعً او رفضه ان شئتم فانتم احرار احبتي.


محمد فادي الحفار
10/5/2020

هناك تعليق واحد:

  1. الصديق العزيز Mido Kamel Kamel وضع لي سؤال يقول فيه:
    (((فلما سمعت بمكرهن ارسلت اليهن واعتدت لهن متكا واتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما راينه اكبرنه وقطعن ايديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا ان هذا الا ملك كريم)))
    ما معني و قطعن ايديهن في هذه التالية ؟
    واما ردي عليه فكان على النحو التالي:
    جعلوا لها الطاعة ضمن مقادير على صدق قولها بشـأن يوسف وجماله وحالتها النفسية معه وكيف انها لم تستطيع ان تقاوم جماله حبيبي Mido Kamel Kamel..
    أي انهم وعندما شاهدوا جمال يوسف ادركوا حقها في عدم مقاومة جماله فقطعوا لها بتايد موقفها وكأنهم اصبحوا من قطيعها فيما هي عليه (مؤيدين لها قطعً بحقها في ان تقع في حبه لشدة جماله).

    ردحذف