الجمعة، 8 مايو 2020

المنشور "39" (راد و جراد)



دخول أحرف الجر والحركة الجدلية ("ج"*"ح"*"خ") على بعض الجذور القرآنية.. دخول حرف الجر والحركة القرآني "ج" على بعض المصطلحات القرآنية... يعتقد أكثرنا بأن مصطلح الجراد في القرآن الكريم عبارة عن إثم يشير لتلك الحشرة التي تأتي بأعداد هائلة وتقضي على المحاصيل ومن أنها وحدها من يطلق عليها اسم الجرادة الذي لا تصريف له لأنه إثم وليس فعل ولان الأسماء لا تصريف لها وكما تعلمنا في مدارس اللغو الأعرابي وهذا ليس صحيح قرآنيا أبد أحبتي لأن كل كلمة من كلمات قرآننا أو لغتنا العربية عموماً تعود في أصلها إلى فعل الأمر الكوني الخاص بها وعلى موجب ميزان (كان. كون. كين) أو (عاد. عود. عيد) او حتى (صال. صول. صيل) وكما ذكرت لكم سابقً ومن أن جميع مصطلحات القرآن الكريم موزونة حتما بأحد هذه الموازين. وعليه دعوني أذكركم بأصول المنهج الجذري القرآني ومن أنه قائم على الأفعال فقط وبحيث أن جميع مصطلحات لغتنا العربية السامية تعود في أصلها إلى فعل الأمر الكوني الخاص بها لأنها لغة عربية سامية ومصدرها هو الله الفعال لما يريد والذي تسبق أفعاله كلماته.. اذن فجميع الأسماء أو (الألقاب) في قراننا الكريم عبارة عن أفعال في أصلها وقبل ان تصبح أسماء أو حتى ألقاب وبحيث ينطبق عليها ميزان التفعيل والتصريف الخاص بنا وهو (كان. كون. كين) ومن أنه لا يوجد شيء يقال له (أسماء ممنوعة من الصرف) سوى في لغة الأعراب الركيكة لان جميع مصطلحات قرآننا بل ولغتنا بشكل عام قابلة للصرف كونها أفعال في أصلها. كما وأنه من الضروري جدا ان اذكركم هنا بموضوع حروف الجر والحركة القرآنية التي تدخل على الجذر الثلاثي لتعكس معناه أو تثبته فأقول: ان الجذر الثلاثي الأصلي لمصطلح (جراد) هو المصطلح (راد) وبحيث ان الحرف (ج) ليس من أصل المصطلح وإنما هو من أحرف الجر والحركة القرآنية وبحيث أن فعل الأمر الكوني النافذ الخاص بالمصطلح هو الفعل (رُدّ) والذي هو أمر بأن ترد على الأشياء وتكون موردً لها وميزانه (راد. رود. ريد) والتي تفيد جميعها موضوع الموارد التي سنردها من أجل الحصول على ما نريد. ردّ (راد. رود. ريد) وجميعها تفيد موضوع الرد والموارد وما يصدر عنك من ردة فعل بحيث يدخل عليها حر الحركة والجر "ج" والمختص بالجدلية التي تكاد تعكس المعنى فيصبح عندنا: جرد (جراد. جرود. جريد) وجميعها تفيد تجريد الشيء من موارده فلا يصبح عنده أي رد أو موارد وبحيث ان الجدلية موجودة ومن ان موارده قد تعود له ربما وكحال الأرض الجرداء والتي قد تستعيد نباتها.. نعم احبتي فقولنا (راد و مراد) تفيد عملية الرد و الموارد التي تردنا من هذا المورد... وقولنا (جراد و مجرد) تفيد تجريد المورد من موارده فيصبح مجردً من كل مورد.. اذن فان مصطلح (جراد) يفيد تجريد الشيء من موارده ومن أنه عكس مصطلح (راد) والذي يفيد المورد والمراد والموارد. ونستطيع أن نطلق على هذه الحشرة التي في الصورة لقب (الجرادة) لأنها تُجرد الأرض من مواردها عندما تصل إليها وهذا صحيح... ولكننا لا نقول بأن مصطلح الجراد خاص بها وحدها دون غيرها وكما هو الحال في الشرح الأعرابي لها لأن مصطلح الجراد واسع جدا قرآنياً... أي قوله عز من قائل (فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد) لا يشترط بأن يكون ربي قد أرسل عليهم هذه الحشرات وإنما قد تعني أيضاً بأنه قد أرسل عليهم القحط والجدب فتجردت الأرض من خيراتها ومواردها... واما الان فدعوني اضع لكم بعض المصطلحات التي يدخل عليها حرف الحركة القرآني "ج" لتتأكدوا من صحة قولي أعلاه فأقول: ان مصطلح (هُد) عبارة عن أمر كوني نافذ يفيد الحركة بهدوء وروية نحو الهدف المنشود ودون بذل الجهد فيه وبحيث أن ربي يهدينا سبل السلام يجعلنا نسير نحو السلام بهدوء وروية وعلى مراحل لكي نمتلك الحكمة وندرك قيمة السلام وبحيث ان الميزان الكوني الخاص بالمصطلح (هُد) هو (هاد. هود. هيد) والتي تفيد جميعها موضوع الهدوء دون بذل الجهد ويدخل عليها حرف الحركة "ج" فيصبح عندنا (جهد) وميزانها (جهاد. جهود. جهيد) والتي هي حركة شديدة وبذل للطاقة ولا هدوء فيها. وأيضا هو الحال ذاته مع مصطلح (مُدّ) والذي يفيد المدد المستمر وميزانه (ماد. مود. ميد) وبحيث يدخل عليها حرف الحركة "ج" فتصبح (جمد) وميزانها (جماد. جمود. جميد) والذي لا يوجد عنده شيء لكي يمدك به لأنه جامد. وكذلك هو الحال بالنسبة لمصطلح (حُم) وميزانه (حام. حوم. حيم) والتي تفيد جميعها موضوع الحماية وبحيث يدخل عليه حرف الحركة "ج" فتصبح (جحم) وميزانها (جحام. جحوم. جحيم) والتي تفيد جميعها عدم وقوع الحماية عليك و تعرضك للألم او العقاب. وأيضا هو الحال بالنسبة لمصطلح (بُرَّ) والذي يفيد تبرير الامر وميزانه (بار. بور. بير) وجميعها تفيد عملية التبرير وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ج" فتصبح (جبر) وميزانها (جبار. جبور. جبير) والتي تفيد جميعها عدم التبرير لان الجبار هو القاسي الطباع الذي لا يبرر لاحد اخطاءه ومهما اعتذر لأنه جبار وعكس البار الذي يبرر للجميع اخطائهم. وعليه فان حرف الجر الحركة "ج" من الحروف الجدلية القرآنية وبحيث انه يدخل على الجذر الثلاثي الأصلي وعلى فعل الأمر الكوني الخاص به ليعطيه حركة جدلية تكاد تكون عكسية أو أي نوع من أنواع الحركات والتصريفات ودون أن يدمر معناه الأصلي وبحيث أن الأمثلة القرآنية على دخول هذا الحرف كثيرة جدا ومن اني قد وضعت لكم بعضها لكي تجتهدوا بدوركم وتستخرجوا باقي المصطلحات التي يدخل عليها حرف الجر والحركة القرآني "ج" أكان في قرآننا أم في جميع مصطلحات لغتنا التي تسمى بالعربية. وكل الحب والسلام للجميع وجعلكم الله ربي من الذين يتدبرون كتابه السامي لكي نرتقي بلغتنا العربية ونعيد لها سموها الذي فقدته على يد الاعراب ولغوهم ولغتهم. محمد فادي الحفار 7/12/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق