الجمعة، 8 مايو 2020

المنشور "43" (دنا و عدنا)



دخول حرف الجر والحركة "ع" على بعض الجذور القرآنية...

قال لي صديقي الملحد بان القرآن مليء بالمتناقضات التي لا عدد ولا حصر لها ومما يؤكد بانه كتاب بشري الصنع ومن بينها قوله بان (الدين عند الله الاسلام) والذي يؤكد بانه الدين الوحيد المعترف به عند الله ومن ثم نراه وعلى لسان رسوله يعترف بباقي الاديان ويقول لهم (لكم دينكم ولي دين)؟؟
فكيف يعترف الرسول بوجود اديان غير دين الاسلام ورغم ان الله قال لهم بانه لايوجد اي دين عنده سوى الاسلام؟!!!
اليس هذا هو قمة التناقض بين قولين يتناقضنا مع بعضهما قمة التناقض؟؟

فقلت له يا صديقي بان المشكلة ليست في القرآن الكريم الذي لايوجد فيه تناقض واحد وانما المشكلة بما اسقط عليه من اللغو اعرابي في زمن الدولة الاموية وبما لم ينزل الله به من سلطان..

وعليه
هل تعرف معنى مصطلح (الاسلام) في القران الكريم والذي تظنه شريعة جاء بها الرسول القرشي المفترض من صلاة حركية وطواف حول حجارة لاتضر ولاتنفع وصيام افتراضي عن الطعام والاشراب؟
وهل تعرف معنى مصطلح (الدين) في القرآن الكريم والذي تراه يفيد الشرائع السماوية كما قيل لك؟؟

فهل كان ابراهيم وموسى وعيسى يصلون صلاة الأعراب ويرفعون مؤخراتهم للاعلى ويتوجهون بوجوههم نحوا كومة الحجارة التي في مكة والتي يطلقون عليها اسم الكعبة القراني زورا وبهتانا ورغم انهم مسلمين؟!!!
وهل كان ابراهيم وموسى وعيسى والحواريين يصلون خمس مرات في اليوم ويمتنعون عن الطعام والشراب من الفجر حتى المغرب في الشهر المسمى برمضان ويحجون الى مكة كل عام ليطوفوا حول حجارة كعبتها المفترضة ورغم انهم مسلمين؟؟

فان كان الاسلام عبارة عن شريعة سماوية جاء بها الرسول القرشي المفترض فهذا معناه بان كل من كان قبله من الرسل لم يكن مسلماً لان الاسلام لم يكن موجود على زمانهم!!!

واما انا فأقول لك بأن جميع رسل ربي واتباعهم كانوا على دين الله الاسلام وقبل قدوم الرسول القرشي المفتراضي بآلاف السنين وبدليل ان الحوارين كانوا مسلمين وبشهادة القرآن الكريم..

اذن
فلا بد لك ان تدرك معنى مصطلح (الاسلام) ومعنى مصطلح (الدين) في القرآن الكريم لتصلك الصورة الصحيحة فاقول:

ان مصطلح الدين القرآني يعود في اصله الى فعل الامر الكوني النافذ (دُنَّ) والذي يفيد موضوع الامور الدانية التي تندوا منك او تدنوا انت منها وميزانه (دان. دون. دين) والذي يفيد بجميع تفعيلاته معنى الأشياء الدانية منك وبدليل قوله عز من قائل (وجنى الجنتين دان) وبمعنى انه دانيً منك وفي متناول يدك..

اي ان الدين ليس شريعة او عقيدة وانما هو فعل يفيد عملية دنوّك من الشيء او دنو الشيء منك..

وقوله عز من قائل (ان الدين عند الله الاسلام) اي ان الشيء الوحيد الذي يجعلك تدنوا من الله ويجعل الله يدنوا منك هو الاسلام..
وقوله عز من قائل (لكم دينكم ولي دين) اي لكم الاشياء التي جعلتموها تدنوا منكم ولي الاشياء التي جعلتها تدنوا مني..
فأنتم ادنيتم الشيطان لانفسكم باجرامكم وانا ادنيت الله مني يإسلامي وسلامي..

نعم احبتي
فقوله عز من قائل بان (الدين عند الله الاسلام) يفيد المعنى الذي شرحته لكم وبأن الشيء الوحيد الذي يدنينا من الله ويدني الله منا هو الاسلام..
والاسلام وبدوره ليس شريعة لها طقوسها من صلاة وثنية وامتناع عن الطعام والشراب تحت مسمى الصيام والطواف حول الحجارة صماء كحال الوثني لان الاسلام عبارة عن فعل يفيد نشر السلام على كل ماحولنا وعلى انفسنا ايضا..

اذن
فان الدين الوحيد الذي يريده منا المولى سبحانه وتعالى هو الاسلام لانه الشيء الوحيد الذي يدنينا منه ويدنيه منا وبان نعيش بسلام ومن غير سفك دماء لأن هذا الامر واضح جدا من خلال اعتراض الملائكة الوحيد على خلافة الانسان لانه سيسفك الدماء بحسب رايها وبحيث فقال لها ربي بانه يعلم مالايعلمون..

والذين يسفكون الدماء هم المجرمين .. واما المسلمين فلا يسفكون الدماء..
ولهذا قال ربي في قرانه الكريم ((افنجعل المسلمين كالمجرمين))؟؟

اذن
فعكس مصطلح المسلمين هو المجرمين..

وجميع رسل ربي كانوا مسلمين مسالمين ويدنون من الله ربهم بالسلام ولايسفكون الدماء لانهم ليسوا مجرمين..
اي ان الاسلام ليس عقيدة وشريعة لها طقوسها وانما هو نشر السلام فقط وبان لاتسفك الدماء..

وعليه
فلا يوجد اي تناقض بين قوله (ان الدين عند الله الاسلام) وقوله (لكم دينكم ولي دين) لان مصطلح الدين القرآني لا يفيد معنى الشريعة وانما يفيد معنى الامور الدانية التي تدنوا منك او تدنوا انت منها وعلى النحو التالي:

دُنَّ (دان. دون. دين) وجميعها تفيد موضوع الامور الدانية منك او الداني انت منها ولقوله (وجنى الجنتين دان) وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ع" فيعكس معنها لتصبح:
عدن (عدان. عدون. عدين) وهي الاشياء الغير دانية منك او البعيدة المنال عنك حاليا لانك بحاجة الى ان تعود لها بقولك (عُدنا) ومما يؤكد بانك لست فيها وانما انت بعيد عنها.

اي ان عبارة (جنات عدن) معناها اماكن الجنا البعيدة عنا حالياً لاننا لن ندخلها حتى ندنوا من الله بما يُدنينا منه (وهو السلام لان الدين عنده هو الاسلام) وبحيث يصبح لقب هذه الجنات حيناها بالجنات الدانية ويلغى عنها لقب عدن لانها قد اصبحت دانية منا عندما ندخلها ونحن من اهل السلام.

اي ان لقبها حالياً هو (جنات عدن) لانها غير دانية منا كونها بعيدة المنال..
وسيصبح لقباها (جنات دان او جنات دانية) عندما تدنوا منا وندخلها عن طريق السلام..

اذن
فلا يوجد دين عند الله سوى الاسلام لأن الشيء الوحيد الذي يُدنيك من الله ويدني الله منك هو الاسلام..
وفي الوقت ذاته لكم دينكم ولي دين لأنني اريد ان ادنوا من الله بسلامي واسلامي الذي طلبه مني وعلى حين انكم تدنون من شياطين انفسكم باجرامكم ورغباتكم البعيدة عن السلام.

وكل من يقول لكم بأن القرآن الكريم يعترف بجميع الآديان احمق او جاهل ولا يعرف شيء عن القرآن..
فالقرآن لا يعترف بغير الاسلام لان الدين عند الله الاسلام ولا يوجد غير الاسلام وبان تكونوا جميعكم مسلمين.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
9/3/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق