المنشور "48" (ادارة و صدارة)
لقد طرح احدهم سؤال على احد مدعي العلم القرآني وعن قوله عز من قائل (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) فكان رده بان معناها يفيد اغلاق فتحات الجيوب الموجودة في ثياب المرأة حين خروجها من بيتها او إخفاء ما يمكن أن يظهر من مفاتنها التي نهى الشرع عنها ومن بينها هذه الجيوب والتي هي فتحات الصدر برأيه ومن ان الصدر يفيد الاثداء وكما يدعي!!!!
وعندما قرات مقولته هذه وبان الجيوب هي فتحة الصدر (اثداء الانثى) طار صوابي من غباءه وادعاءه الباطل على القرآن الكريم بغير علم منه وكيف يحتسب نفسه مع العلماء ويفتي في الناس وهو والله ربي اجهل الجهلاء..
وعليه
هل يفيد مصطلح (الصدور) القرآني معنى الاثداء اكان عند الذكر او الانثى؟؟
وهل قوله عز من قائل (وحصل ما في الصدور) تعني بأن الله سيقوم بعملية حلب المرآة لكي يحصل على حليبها الذي في اثدائها؟!!!
فاذا كانت الجيوب هي الصدور وكانت الصدور هي الاثداء فان الذي سيحصله ربي من صدورنا هو الحليب الموجود في اثدائنا يا مدعي الفهم العجيب اليس كذلك؟!!...
واما انا فأقول له ولكم بان مصطلح الصدر القرآني من جذره الثلاثي المفتوح (صَ دَ رَ) والذي هو فعل فردي عائد على فاعل فردي تقديره هو وبان ها الفاعل الفردي هو الذي تصدر عنه جميع الأوامر فيكون هو صدرها و مصدرها و مُصدّرها..
نعم احبتي
فالصدر في القرآن الكريم يفيد الصدارة والتصدر وإصدار الأمر وكقوله:
(((ولما ورد ماء مدين وجد عليه امة من الناس يسقون ووجد من دونهم امراتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وابونا شيخ كبير)))
وبحيث نرى هنا بان الرعاء يصدرون وبقوله (حتى يصدر الرعاء) اليس كذلك؟
فهل عبارة (يصدر الرعاء) تعني بان هؤلاء الرعاء قد كبرت اثدائهم فجئة لانهم يصدرون ام ان الرعاة هنا هم المتصدرين للموقف ويجب على المرأتين الانتظار حتى ينتهوا من سقايتهم لأن الصدارة لهم؟؟..
وأيضا فان قوله عز من قائل عن الذي تخفيه الصدور يقرب لكم الصورة اكثر فأقول:
(((يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور)))
وعليه
ماذا تخفي الصدور بمفهوم هذا الاعرابي غير الحليب ان كانت الصدور هي الاثداء؟
وهل سيصبح معنى التالية الكريمة بأن الله يعلم ما خفي من حليب في اثداءنا او اثداء الانثى؟!!
طبعا لا....
فالصدر في القران الكريم هو من يجلس في مرتبة الصدارة...
والذي يجلس في مرتبة الصدارة في جسدنا الإنساني هو الراس الذي يوجد الدماغ ضمنه وتصدر عنه جميع الأوامر للجسد ومن ان كل ما نخفيه في صدورنا من أفكار تدور في ادمغتنا يعلمها الله..
واما الان فتعالوا معي لكي اضع لكم الامر الكوني للفعل الثلاثي المفتوح (صَدَرَ) والذي يفيد عملية الصدارة وبكل ما يصدر عنه فأقول:
ان جميع المصطلحات القرآنية من "صدر" و "صدرك" و "صدورهم" و "صدوركم" و "يصدرون" و "يتصدرون" عبارة عن تفعيلات تعود في اصلها الى فعل الامر الكوني النافذ (دُرَّ) والذي يفيد الامر بالإدرار والإدارة والدراية وميزانه (دار. دور. دير)...
دُرَّ (دار. دور. دير) وجميعها تفيد معنى الدراية والإدارة والادرار المستمر وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ص" والذي يصعب عملها ويقترب من عكس معناها فتصبح:
صدر (صدار. صدور. صدير) والذي هو عكس الإدارة او تصعيب عمل الإدارة لأنه و بحد ذاته هو مركز الإدارة الأعلى وكل الأوامر تصدر عنه ومن انك لن تستطيع ان تديره لأنه هو من يُديرك..
ومن هنا جاء مصطلح (الصدر الأعظم) على الحاكم المطلق للبلاد لأنه يدير جميع الإدارات ولا تديره أي إدارة فعنه فقط تصدر جميع الأوامر للإدارات جميعها وللبلاد والعباد..
اذن
فان راسي الذي يحمل دماغي هو صدري او الصدر الأعظم في جسدي وعنه تصدر جميع الأوامر بالحركة لجميع أعضاء جسدي ومن انه هو الذي يُديرني ويدير جسدي فيصبح الصدر عكس الإدارة لان المدير يدير كل شيء ولكنه لا يستطيع ان يدير الصدر والذي هو اعلى منه مرتبةً في التحكم...
فالصدر هو مركز القيادة الأعلى وهو الذي يُدير ولا يُدار لأنه المركز الأعلى للصدارة ولأنه المتصدر لكل شيء وعنه يصدر كل الامر..
وقوله بان الشيطان يوسوس في صدور الناس أي في ادمغتها والتي هي مركز الصدارة ولا يوسوس في اثدائها لأنه ليس بحاجة الى حليبها حتماً اليس كذلك؟؟!!. :
وعليه
فأن جميع التاليات الكريمة التي جاءت على مصطلح الصدر في القرآن الكريم تفيد الراس الذي يحمل الدماغ لأنه المتحكم الأول في الجسد وعنه تصدر جميع الأوامر لهذا الجسد وبحيث ارجوا منكم مراجعتها جميعها لتأكدوا من قولي وتطمئن قلوبكم لشرحي وتفسيري.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
30/6/2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق