الجمعة، 15 مايو 2020

المنشور "63" (الاشقا و العشقا)



دخول حرف الجر والحركة 
"ع" على بعض الجذور القرآنية....

لقد ذكرت لكم مرارً بأن اللغو الأعرابي في القرآن الكريم لتطويعه وتأطيره ضمن منظومة لغوية معينة من أكبر مصائب أمتنا على مر تاريخها...
وقلت لكم أيضاً بأن الرب المربي والذي يربي ربائبه على الخوارق والمعجزات التي لا تبرير لها هو رب فاسد ولا يستحق مرتبة الربوبية...
واما الرب الصالح فهو الذي يربي ربائبه على العلم والمنطق والاسباب ويجعلهم يتبعون سببا لكي يتعلموا الاسباب ويصبحوا ربانيين مثله...
ومن بين تلك المصائب اللغوية الاعرابية التي تصنع لنا المعجزات والخوارق التي لا يوجد تبرير لها ذلك الخلط الكبير بين مصطلح الإنشقاق والانقسام والانشطار وبحيث أن الاعراب جعلوها جميعها مترادفات تشير الى معنى واحد وبدليل شرحهم لتالية إنشقاق القمر والتي قالو فيها بأن رسولهم القرشي المفترض (الذي ابتدعوه لنا) قد شطر القمر إلى شطرين فأصبح كل شطر منهما فوق جبل من جبال مكة!!!


وعليه
وبغض النظر عن هذه الاساطير السخيفة وبمعونة السلام ربي اقول:

(((اقتربت الساعة وانشق القمر)))

فما معني عبارة (أنشق القمر) في القران الكريم ومن ضمن معطياته؟
وهل يعني بأن القمر قد انشطر الى شطرين وكما هو في سخافة الاسطورة الاعرابية؟

وعليه
دعونا نرى الجذر الكوني الخاص بمصطلح الانشقاق هنا فاقول:


ان جميع المصطلحات القرأنية من "شاق". "شوق". "شيق". "اشقا". "شقيق". "انشقا". "شقت" عبارة عن تفعيلات للامر الكوني النافذ (شُقَّ) والذي هو امر كوني بالأنشقاق عن الشيء ليكون لك كيانك الخاص بك وشخصيتك المستقلة ومن ميزانه الكوني (شاق. شوق. شيق) والذي يفيد بجميع تفعيلاته معنى الانشقاق ومن جذره الثلاثي المفتوح (ش ق ق) والذي هو فعل فردي عائد على فاعل فردي هو الله سبحانه وتعالى الذي شقق الكون كله ضمن رحمه وجعله مشتقً من بعضه البعض وكحالة الاشقاء الذين يأتون من رحم واحد.. فهو شقيق

شُقَّ (شاق. شوق. شيق) .... فهو شقيق ومنشق واشقا وجميعها تفيد عملية الانشقاق بين كائنين او اكثر حصرً ولا تحدث للكأن الواحد ابدا..

نعم احبتي
فشقيقي هو الذي كان مثلي في رحم امه وانشق عن هذا الرحم وخرج من محيطه كما انشققت انا وبدوري عن رحم امي في الماضي وخرجت منه..

اي ان الانشقاق القرآني عبارة عن ابتعاد كائنين عن بعضهم وانشقاق احدهم عن الاخر ولا يعني ابدا ذلك المفهوم الاعرابي عن الانقسام ابدا..

فنحن نقول عن الخلية الواحدة والتي تصبح خليتين بانها حالت (إنقسام الخلية) ولا نقول أبدا إنشقاق الخلية لأن الخلية شيئ واحد ولا تنشق على بعضها وأنما هي تنقسم..

فالإنشقاق يكون بين كائنين أو أكثر وبحيث ينشق أحدهم عن الأخر أو ينشق أحدهم عن الجماعة وكما نقول لقد انشق الضابط عن الجيش...
وأما الكائن الواحد فلا ينشق على نفسه وإنما هو ينقسم او ينفجر الى ملاين الاجزاء...

والأن
تعالوا معي ألى هذه التالية الكريمة التي ساعرضها عليكم لتدركوا معي بأن الشقاق القرآني يحصل بين كائنين وأكثر ولا يحصل للكائن الواحد أبدا فاقول:

(((وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً خبيراً)))

ونرى هنا بأن عملية الشقاق تحدث بين إثنين ( هو و هي ) وبحيث أننا سنرسل حكما من أهله وحكما من أهلها من أجل التوفيق بينهما اليس كذلك؟..
فهل الشقاق بين الزوجين يأتي بمعني أن نخاف عليهما أن يشطر أحدهما الآخر الى شطرين أم اننا نخاف عليهما من الفراق والابتعاد عن بعضهما؟
طبعاً هو الابتعاد بين كائنين عن بعضهما وليس انقسامً للكائن الواحد الى قسمين ابدا اليس كذلك؟

والأن
لاحظوا معي عملية الإنشقاق الجماعي وبقوله عز من قائل:

(((ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب)))

وهنا أيضاً نرى بأن الناس قد شاقوا الله ورسوله اليس كذلك؟
فهل هؤلاء الناس الذين شاقوا الله ورسوله كانوا قد شطروا الله الى شطرين وشطروا رسوله ايضا إلى شطرين أم أنهم قد ابتعدوا عن الله ورسوله وانشقوا عنهما؟؟

نعم احبتي
فالإنشقاق في القرآن الكريم يفيد إبتعاد كائنين أو أكثر عن بعضهم في عملية انشقاق بينهما ولا يعني أبدا انقسام الكائن الواحد او انشطاره الى شطرين..

فالكائن الواحد قد ينقسم الى قسمين او اكثر ان نحن قمنا بتقطيع اوصاله او حتى تمزيقها ولكنه لاينشق على نفسه لان عملية الانشقاق لا تحدث للكائن الواحد ومع نفسه وإنما هي بحاجة الى كائنين على اقل تقدير لكي تحدث بينهما..

والقمر وبدوره عبارة عن كائن واحد ايضاً ولا يصلح ان ينشق عن ذاته قرآنيا ابدا وأنما هو قد ينشطر أو ينقسم او يتمزق او حتى ينفجر....

وعليه
هل هناك تالية تقول وعلى سبيل المثال (انشطر القمر او انقسم القمر)؟؟!!
طبعا لا..

اذن
فلا يوجد حادثة كهذه عن انقسام القمر سوى في عقول الاعراب الاشد كفرا واساطيرهم..

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا يقول:

ماهو المقصود بإنشقاق القمر في التالية الكريمة اذا لم يكن الانشقاق هو الانقسام؟
وهل سينشق القمر فعلا؟

وجوابي عليه هو ان اقول لكم نعم احبتي....
سينشق القمر حتماً وفي يوم من الايام طالما ان قران ربي قد ذكر هذا..
ولكنه وحتى هذه اللحظة لم ينشق بشكل كامل وانما هو قد بداء فعلاً بعملية الانشقاق لأن انشقاقه الكامل سيكون مع اقتراب الساعه ولقوله (اقتربت الساعه وانشق القمر)...

ولكي تدركوا معي معنى أنشقاق القمر عليكم أن تدركوا اولً عن من سينشق القمر لأن هذه التالية العظيمة تؤكد بأن القمر سينشق..

وعليه
وإن أنتم أدركتم معي آيات الله ربي ودلائله للساعة لعلمتم بأن انشقاق القمر سيكون في ابتعاده عن شقيقته الأرض (انشقاقه عنها) وليس انقسامه الى قسمين وكما شرحها الأعراب لنا...

فإنشقق القمر هو إبتعاده عن الارض وخروجه عن مساره ودورانه حولها لينطلق بعيداً في الفضاء الخارجي الرحب وعندما يفلت من جاذبيتها في النهاية وبشكل نهائي...

وهذا ما يقصده القرآن الكريم من عملية إنشقاق القمر ..
فالانشقاق يحدث بين كائنين او اكثر ولايحدث للكائن الواحد...
ولهذا فاننا نطلق على المواليد من الرحم الواحد اسم الاشقاء لان كل واحد منهم كان في رحم امه وانشق عن هذا الرحم بخروجه عنه..

اذن
فان الانشقاق عملية تحدث بين كائنين أو اكثر ولا تحدث للكائن الواحد ابدا وهذه هي القاعدة..

وإنشقق القمر هو إبتعاده عن الارض امه والتي جاء عنها في الاصل وخروجه عن مساره ودورانه حولها لينطلق بعيداً في الفضاء الخارجي الرحب وبحيث انه قد انشق عنها فعلا ومنذ لحظة تكوينه...
كما وانه يوجد هناك نظرية علمية تؤكد عملية الانشقاق هذه وحدوثها فعلا وبأن القمر يبتعد عن الارض بمعدل (3سم) كل عام ومما يؤكد بأنه وفي يوم من الأيام سيفلت من جاذبيتها ويتحرر منها نهائياً ويكون هذا هو الإعلان النهائي لحدوث الساعة.

اذن
فانني اعود واقول لكم بان جميع المصطلحات القرآنية من "شاق". "شوق". "شيق". "اشقا". "شقيق". "انشقا". "شقت" عبارة عن تفعيلات للامر الكوني النافذ (شُقَّ) والذي هو امر كوني بالأنشقاق عن الشيء ليكون لك كيانك الخاص بك وشخصيتك المستقلة ومن ميزانه الكوني (شاق. شوق. شيق) والذي يفيد بجميع تفعيلاته معنى الانشقاق ومن جذره الثلاثي المفتوح ( ش ق ق ) والذي هو فعل فردي عائد على فاعل فردي هو الله سبحانه وتعالى الذي شقق الكون كله ضمن رحمه وجعله مشتقً من بعضه البعض وكحالة الاشقاء الذين يأتون من رحم واحد.. وجميعها


شُقَّ (شاق. شوق. شيق) .... وجميعها تفيد عملية الانشقاق التي تحد بين كائنين او اكثر ومن انها لا تحدث ابدا للكائن الواحد وبحيث يدخل علها حرف الجر والحركة القرآني "ع" والمختص بعكس المعنى فيصبح عندنا:

عشق (عشاق. عشوق. عشيق) وجميعها تفيد عكس عملية الانشقاق تمامً لان العشاق هم الذين يقتربون من بعضهم البعض بشدة ولدرجة الإلتصاق فيعشقون بعضهم بعضها وكأنهم يُعانقون بعضهم وبشدة...

اذن
فان (الشقا و الشقاق) تفيد عملية الانشقاق وبحيث ان (العشقا و العشاق) تفيد الضم الشديد او رافض عملية الانشقاق لانها عكسها..

وحتى ان قوله عز من قائل (اذ انبعث اشقاها) لاتفيد اكثر الناس اجرام ووتمرد وحقد وكما شرحها الاعراب الاشد كفر ونفاق بلغوهم الكريه وانما تفيد بعثة رسول كريم سيكون الاشقا او الاكثر انشقاقً عن الحياة الدنيا وبتعاد عنها لانه وبابتعاده هذا سيفوق اكثر الانبياء والرسل الذين سبقوه في انشقاقه عن كل ماحوله..

نعم احبتي
فالاشقا على وزن (الاحمد) ومن انه الاكثر حمدا وبحيث ان الاشقا هو الاكثر انشقاقً...
والتالية الكريمة وكما تلاحظون تتحدث عن (بعث) ومن انه بعثة مباركة محمودة وكقوله (عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا) لان البعث والبعثة لاتحدث الا عند اكتمال الامر لصاحبها فيكون من المبعوثين..

اذن
فان بعثة اشقاها هي بعثة لرسول كريم سيكون الاكثر انشقاق من الجميع عن الحياة الدنيا والرغبة في لقاء ربه لان عبارة (اشقاها) عائدة على الحياة الدنيا والنفس الانسانية الانسانية الواحدة ومافيها من شرور واطماع ومن انا اشقاها هو الاكثر انشقاق عنها من كل سبقوه فاصبح هو (اشقاها)..



وكل الحب والسلام للجميع.

محمد فادي الحفار
1/4/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق