دخول حرف الجر والحركة "ف" على بعض الجذور القرآنية....
.... صال و فصال ....
يعتقد اكثرنا بان الصلاة القرآنية هي تلك الصلاة الشعائرية التي يقوم بها المتاسلمين في مساجدهم المزعومة وهذا ليس صحيح ابدا احبتي لان الصلاة القرآنية تعود الى جذرها الثلاثي المفتوح (ص ل ل) والى فعل الامر الكوني النافذ (صلَّ) وميزانه (صال. صول. صيل) وجميعها تفيد عملية الوصل والتواصل..
صلَّ (صال. صول. صيل) وجميعها تفيد عملية الوصل والواصل بين الكائنات وبعضها او مع محيطها وبحيث انني سأضع لكم التالية الكريمة التي توضح هذا الامر فأقول:
(((والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب)))
وقوله عز من قائل (يصلون ما امر الله به أن يوصل) يوضح تمام بان مصطلح (يصلون) يفيد الوصل والاشياء التي يجب ان نصلها ببعضها وهذا لاشك فيه ابدا..
أي ان مصطلح "يصلون و يوصل" مرتبطين ببعضهم وتفعيلات للجذر ذاته..
والذين يصلون ما يجب ان يوصل يكون اسمهم مُصِلين..
ولان
انظروا معي الى التالية الكريمة والتي سأضعها لكم وكيف تقول:
(((ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)))
فهل ترون معي بأن كلمة (يصلون) هي ذاتها وبنفس الاحرف ودون أي زيادة او نقصان في التالية الأولى التي تقول (يصلون ما أمر الله به ان يوصل) والثانية التي تقول (يصلون على النبي)....؟
فهل نقراءها مرة بتشديد اللام تارةً وأخرى من غير تشديد اللام وعلى موجب هذا اللغو الاعرابي وما وصلنا منهم من لغوا في القران الكريم وتشكيله فتكون تارة بمعنى الوصل بين الأشياء وتارة أخرى بمعنى الصلاة الحركية القرشية؟!!!!
طبعا لا
فمصطلح يصلون هو ذاته وطبق الأصل في التالية الأولى والثانية وبانه من الوصل والوصال..
فالله وملائكته يصلون على النبي أي يصلونه ويتواصلون معه لان الصلاة القرآنية من الوصال والوصال وبأن أصلك بما تحب وترضى وتصلني بما أحب وأرضى فنرضى كلانا عن بعضنا وكما أن الله سبحانه وتعالى يصلنا ليخرجنا من الظلمات الى النور وبقوله عز من قائل:
(((هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور وكان بالمؤمنين رحيما)))
فهل ترون معي كيف ان الله وملائكته يصلون علينا ولقوله (هو الذي يصلي عليكم وملائكته )؟
أي ان الله وملائكته لا يصلون على النبي وحسب وانما هم يصلون علينا فردً فردا وهذا واضح في التالية الكريمة أعلاه ولامجال للجدل فيه.
وعليه
وإن أنتم أدركتم كيفية صلاة الله علينا فستدركون حتمً كيفية صلاته على النبي وكيفية صلاتنا نحن له وماهي الصلاة المطلوبة منا..
فهل يقول لي احدكم هنا بأن الله سبحانه وتعالى يصلي علينا تلك الصلاة الحركية القرشية وبحيث يقف أمامً بالملائكة ويركع ويسجد للإنسان وتركع الملائكة معه وما الى ذلك من حركات الاعراب الوثنية التي يسمونها صلاة وماهي بالصلاة وانما هي مكاء وتصدية؟
فإن كان الله يصلي عليكم هكذا وبان يركع ويسجد لكم فان صلاتكم صحيحة واقتداء به تبارك وتعالى....
واما وأن كنتم ترون بأن الله لا يفعل هذا فنحن بدورنا لا نفعل هذا...
اذن
نعود ونقول بأن الصلاة القرآنية من فعل الامر الكوني النافذ (صل) وميزانه (صال. صول. صيل) وجميعها تفيد عملية الوصل والوصال ومن ان الصلاة القرآنية عبارة عن صلة وتواصل بيني وبينك بالحسنى وكما هي صلتي وتواصلي مع الله وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ف" والمختص بتقليل عمل الفعل وجعله ضمن مقادير محددة فيصبح عندنا (فصل) وميزانه (فصال. فصول. فصيل)...
صل (صال. صول. صيل) وجميعها تفيد عملية الوصل والوصال وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ف" والمختص بتقليل عمل الفعل وجعله ضمن مقادير محددة فيصبح عندنا:
فصل (فصال. فصول. فصيل) وجميعها تفيد قدرية وقوع عملية الوصل بمقادير محددة وبحيث ان الوصل يبقى مستمر ولكن بمقادير محددة وليس كحالة التواصل التام الغير مشروط بمقادير وبدليل قوله عز من قائل:
(((ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن وفصاله في عامين ان اشكر لي والوالديك الي المصير)))
وبحيث ان مصطلح (فصاله) واضح جدا هنا وبانه قد خفف من عملية التواصل الشديد التي كانت تحدث بين الام ووالدها بمقدار محدد وعندما كان متصل معها بشكل شبه دائم على صدرها ولكنه لم يلغي عملية الوصل بينهما لأنها مستمرة..
نعم احبتي
فحرف الجر والحركة "ف" من الاحرف القدرية وفعله في الجذور مطابق لفعل الحرف "ق" ومن ان لهما العمل ذاته في وضع المقادير للفعل...
ومثال على هذا أقول:
در (دار، دور. دير) من الإدارة و الأشياء التي تكون مدرارة وكأنها عطاء لا حدود له.( نرسل السماء عليكم مدرارا)...
ويدخل عليها حرف القاف فتصبح:
قدر (قدار. قدور. قدير) وهو المتحكم بعملية الادرار وبحيث يمنعها من أن تكون بلا حدود فتصبح (بقدر) أو كأنني أقول اعطيك بقدار محدود وليس بعملية إدرار لا حدود لها...
أي أن حرف القاف يقدر عمل الفعل بمقادير محددة ولكنه لا يلغيه او يعكسه معنها ابدا..
والأمر هو ذاته مع المصطلحين (ساد) و (فساد) وبأنهم من الجذر ذاته وهو الامر الكوني النافذ (سُدّ) وميزانه (ساد. سود. سيد) والذي يفيد بجميع تفعيلاته معنى السيادة الغير محدودة وبحيث يدخل عليها حرف الفاء القدري فيصبح:
فسد (فساد. فسود. فسيد) وهو قدرية عمل السيادة....
ولهذا يقال عن الأشياء المنتهية الصلاحية بانها فاسدة لان السيادة فيها أصبحت مقدرة أو محدودة وبحيث انها قد فقدت القدرة على سيادة نفسها وإصلاح ما فيها من عيوب.
اذن
فان كلمة (فصل) تفيد التخفيف من عملية الوصل ولكنها لا تعني إلغاء الوصل بشكل نهائي ولا تعني عكس مصلح الوصل..
كما وان قوله عز من قائل (كتاب فصلت أياته) أي انها ليست موصولة مع بعضها بوحدة موضوعية ورغم ان تواصلها مع بعضها مازال موجودً وذلك كتأكيدً اخر على القرآن الكريم نزل مفرقً وليس مجموعً ابدا..
واما وان تظن بان كلمت (فصلت) تعني شرحت بشكل دقيق وكما هو الحال في ترهات اللغو الاعرابي فهذا ليس صحيح ابدا...
اذن
فأن الصلاة القرآنية تفيد عملية الوصل والتواصل بين الكائنات وبعضها ومحيطها ومع خالقها وعلى حين ان الفصال القرآني يفيد التقليل من عملية التواصل هذه دون إلغائها وبأي حال من الأحوال لان الصلاة كتاب موقت علينا وبأن نبقى في حالة وصل وتواصل طالما نحن أحياء.
وعليه
من منكم يخربني عن الصلاة الشعائرية القرشية ومع من نتواصل ونحن نقوم بها؟؟
فان كان البعض منا يظن بانه يتواصل مع الله من خلالها فهذا ليس صحيح ابدا لان تواصلك مع الله يكمن في تواصلك مع جميع وجوهه بالحب والرحمة والسلام ومن ان وجوه الله ربي موجودة أينما وليت وجهك..
فحاولوا ان تصلوا جميع وجوه الله احبتي وبان تصلوا والديكم وتصلوا جيرانكم وتصلوا الإنسانية كلها بل جميع كائنات ربي بالحب والرحمة والسلام لكي تستطيعوا ان تصلوا اكثر عدد ممكن من وجوه الله التي ستجدونها أينما وليتم وجوهكم وكما ان الله تبارك وتعالى يصلي علينا جميعنا بوصله ووصاله لنا...
واما الصلاة الأعرابية القرشية فليست بصلاة لله ابدا وانما هي من عمل الشيطان وصلاته وتواصله معنا في توحده مع ذاته وانانيته وانفصاله عن المحيط والذي يؤدي وبدوره الى التطرف والإرهاب وكره المحيط كله واعتباره كافرا.
وكل الحب والسلام للجميع.
محمد فادي الحفار
5/5/2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق