الجمعة، 8 مايو 2020

المنشور "44" (كفَّ و عكف)



دخول حرف الجر والحركة "ع" على بعض الجذور القرآنية...

يجتهد المتأسلمين في هذا الشهر الذي يطلقون عليه لقب رمضان بالإختلاء في معابدهم التي يسمونها بمساجد الله وماهي بمساجده لاعتقادهم بأن مصطلح (العاكفين) القرآني يفيد معنى الإنعزال عن الناس والاختلاء بأنفسهم مع ربهم من اجل العبادة وهذا بسبب الشرح الاعرابي الاموي القرشي لمصطلحات القرآن الكريم وبما لم ينزل الله بها من سلطان..

واما أنا احبتي فأقول لكم بأن الاعتكاف عكس الإكتفاء وعلى النحوا التالي:

كُف (كاف. كوف. كيف) وجميعها تفيد معنى الكفاية والاكتفاء ولقوله عز من قائل (كافةً للناس) وبمعنى فيه الكفاية لهم وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ع" والذي يعكس معنى الجذر فيصبح عندنا:
عكف (عكاف. عكوف. عكيف) وجميعها تفيد عكس معنى الاكتفاء او ذلك الشخص الذي لايكتفي من الشيء ويريد المزيد منه دائماً..

نعم احبتي
فالعاكفين على العلم هم الذين لا يكتفون من العلم ويبقون دائماً في حالة نهم شديد للعلم...
والعاكفين على اصنامهم هم الذين لا يكتفون من عبادة هذه الاصنام ويبقون مصرين على عبادتها دائما..
والعاكفين في المساجد هم الذين لايكتفون من حالة الجد والعمل الجاد المستمر لان مصطلح (المسجد) القرآني لايعني مكان العبادة الوثنية الذي اخترعه الاعراب لنا وانما يفيد الاستمرار في العمل الجاد وعلى النحو التالي:

جُدَّ (جاد. جود. جيد) وجميعها تفيد العمل الجاد والذي لا تساهل فيه وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "س" والمختص بالاستمرارية فيصبح عندنا:
سجد (سجاد. سجود. سجيد) وجميعها تفيد الاستمرار الدائم بالعمل الجاد..

اي ان السجود القرآني هو الاستمرار الدائم في العمل الجاد وليس الوقوع على الارض والصاق الجبين بها وبحركة وثنية ماانزل الله بها من سلطان..
وسجود الملائكة لادم يقصد به ان يكونوا دائما في حالة عمل جاد ومستمر لخدمة ابناء ادم ورعايتهم ولا تعني تلك الحركة الاعرابية التي اخترعها لنا الاعراب الاشد كفر ونفاقا والاجدر ان لايعلموا حدود ما انزل الله...

واما الاعتكاف فهو عدم الاكتفاء من الشيء...

ولو كان الاعتكاف هو الدخول الى غرفة او معبد من اجل الاعتزال والتعبد كما تظنون فكيف يقول عنهم ربي (يعكفون على اصنام لهم)؟؟
وهل لهذه الاصنام بابً يستطيعون الدخول منه الى داخلها ولاعتزال فيها ام انها مجسمات فقط ولا دخول فيها؟!!!
وكيف يقول ايضاً (انظر الى الهك الذي ظلت عليه عاكفا)؟؟
وهل هذا اله كان له باب ويستطيع هذا العاكف هنا ان يدخل في بطن إلهه لكي يعتزل داخله مثلاً؟!!!

اذن
فان الاعتكاف للشيء هو عدم الاكتفاء منه..
وقوله يعكفون على اصنام لهم اي لا يكتفون منها..
وقوله انظر الى الهك الذي ظلت له عاكفا اي الهك الذي لم تكن تكتفي منه..

وعليه
فاخرجوا من عزلتكم الباطلة لاصنامكم التي تعبدونها من دون الله في تلك التي تسمونها مساجد الله وماهي بمساجده ايها السادة المتأسلمين لان العاكفين في المساجد هم الذين لا يكتفون من الاستمرار الدائم في العمل الجاد الذي يخدم ربهم السلام ودينهم ومجتمعهم في صلاتهم وتواصلهم مع محيطهم ومن حولهم وليس كحالكم يامن اعتزلتم كل شيء و عكفتم على اصنامكم التي لا تريدون الاكتفاء منها.

وهداكم السلام ربنا وإيانا الى ما يحبه ويرضاه لنا.


محمد فادي الحفار
7/5/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق