دخول حرف الجر والحركة "س" على بعض الجذور القرآنية...
كثيرا ما نقرء مصطلح المساكين في القرآن الكريم وبحيث يذهب فكرنا الى الفقراء المعدمين الذين لايملكون قوت يومهم لان الشرح الاعرابي لمصطلح المساكين جعل منه مرادف لمعنى الفقر المدقع والحاجة الشديدة وذلك لان الاعراب ركيكة ومليئة بالمترادفات التي ماانزل الله بها من سلطان لاعتمادها على منهج الاستنباط في استخرج معاني مصطلحات القرآن الكريم ودون اي قاعدة ثابته له وبحيث انه لا يصلح ان نطلق عليه لقب المنهج لانه ليس بمنهج وانما هو حالة عشوائية من الشرح وتعتمد على الاجتهاد الشخصي وبحيث ان افضل لقبه له هو ان نطلق عليه عبارة (كلٌ يغني على ليلاه) لان كل واحد من اتباعه يشرح ويفسر على هواه وبما لم ينزل الله بشرحه من سلطان..
واما انا احبتي فاضع بين ايديكم المنهج الجذري القرآني والذي يُعيد كل مصطلح من مصطلحات القرآن الكريم الى أمر التكوين الخاص به ومن انه منهج ينطبق تمامً على كل مصطلح من مصطلحات القرآن الكريم وكل مصطلح من مصطلحات لساننا العربي السامي فأقول:
لو كان مصطلح المساكين يقصد بها الفقراء المعدمين الذين لا يملكون قوت يومهم فهل يصلح ان نطلق لقب الفقراء المعدمين على عائلة تمتلك سفينة خاصة بها ولقوله عز من قائل:
(((اما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فاردت ان اعيبها وكان وراءهم ملك ياخذ كل سفينة غصبا)))
وبحيث نرى هنا بان السفينة تعود بملكيتها للمساكين..
ونرى بأن الملك وبجلالة قدره قد يضع عينه على هذه السفينة ويغتصبها لنفسه ومما يؤكد بأنها من السفن الكبيرة الفاخرة وإلا لما كان الملك ليفكر بها لو كانت مجرد زوارق صيادين صغير ولا قيمة له اليس كذلك؟
وعليه
هل يصلح ان نطلق على عائلة تملك سفينة خاصة بها وقد يرغب بها الملك شخصيا لقب العائلة الفقيرة المعدمة؟!!
فإن كان احدنا اليوم يملك سيارة اجرة صغيرة ويعمل عليها نقول عنه (راجل كسيب) على رآي اخواننا المصرين فما بالكم بمن كان يملك سفينة تجوب البحار وتنقل البضائع والركاب وقد تُستخدم لصيد الاسماك في عرض البحر ايضاً؟
اذن
فلا بد لنا وان ندرك معنى مصطلح المساكين ومن جذره القرآني الصحيح وبعيد عن الاعراب ولغوهم ولغتهم فأقول:
إن اعظم مصطلحات القرآن الكريم هو مصطلح التكوين والذي هو امر إلهي للشيء بأن يتكون وبأن تبدء عملية تشكله وتكوينه ومن قوله عز من قائل للشيء (كُن) فيتكون هذا الشيء و يكون..
كُنّ (كان. كون. كين) وجميعها تفيد معنى التكوين..
وقوله عز من قائل (كُن) هو فعل الامر النافذ الذي لا راد له..
وقوله (كان) هو تمام الفعل وبان عملية التكوين قد تمت..
واما التفعيلة (كين) فهي مفعول به لمن وقع عليه فعل التكوين..
ومع دخول حرف الجر والحركة "س" والمختص بالاستمرارية على فعل الامر الكوني وتفعيلاته يصبح عندنا:
سكن (سكان. سكون. سكين) وجميعها تفيد استمرار عملية التكوين..
فقوله عز من قائل (سكن و مسكن و مساكنهم) تفيد الاماكن التي تستمر فيها عملية التكوين لقاطنيها..
وقوله (المكين) اي الملم بعملية التكوين..
واما قوله (المساكين) فهم المفعول بهم والذين ماتزال عملية التكوين واقعة عليهم وبحيث ان تكوينهم لم ينتهي بعد..
اي اننا نستطيع ان نقول على صغار السن بانهم مساكين لان عملية تكوينهم مازالت مستمرة...
ونستطيع ان نقول على طلاب العلم بأنهم مساكين لان عملية تكوينهم مازالت مستمرة..
ونستطيع ان نقول على ابن التاجر الذي ورث ماله عن ابيهم دون دراية له بتصريف الامور بانه مسكين لانه يحاول ان يفهم عمل والده ويتابع فيه..
(وهذا هو الحال المساكين اصحاب السفينة ومن انهم اغنياء مادياً لانهم قد ورثوا سفينة أبيهم وتجارته ولكنهم لا يملكون الخبرة في متابعة عمله ويحاولون تكوين شخصية مستقلة لهم في هذا المجال وبحيث ان لقب المساكين ينطبق عليهم)..
ولكننا لا نستطيع ان نقول عن العاطل عن العمل والذي لا يسعى من اجل رزقه وتكوين نفسه بانه مسكين وذلك لانه قد اعتمد على طلب المعونة من الناس من اجل قوته وكافف يومه..
وعليه
فان المسكين هو الذي يسعى الى تكوين نفسه وبحيث تكون عملية التكوين مستمرة عليه..
ولا يشترط بالمسكين ان يكون فاقدً للمال او الرأس مال لان مصطلح المسكين القرآني قد يطلق على اغنى الاغنياء ايضا وذلك لأن طالب العلم وحتى وان كان أبنً لتاجر عظيم او إبنً للملك شخصياً يقال عنه مسكين لانه واقع تحت عملية التكوين التي تتم عليه حالياً.
ومساعدة المسكين على ان يتمم عملية التكوين الخاصة به من الفضائل العظيمة عند المولى سبحانه وتعالى وبحيث ان المعلم الذي يُفني حياته في تكوين شخصية تلاميذه قد جعله ربي في مرتبة الرسل والانبياء والعظماء الذين وهبوا حياتهم لعملية التكوين وينطبق عليه لقب (المكين) لانه ملم بعملية التكوين ويساعد المساكين على تكوين انفسهم وشخصيتهم..
وكل الحب والسلام للجميع وجعلنا السلام ربي واياكم من المتمكنين الذين يساعدون المساكين على اتمام عملية التكوين.
محمد فادي الحفار
14/3/2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق