دخول حرف الجر والحركة "س" على بعض الجذور القرآنية...
يعتقد أكثرنا بأن مصطلح (العير) القرآني يفيد القافلة المكونة من حيوانات الجمال والتي يطلق عليها الاعراب لقب (البعير) وبحيث إن هذا من اكثر الامور شطط وغباء وتقولً على كتاب الله البريئ منهم ومن مصطلحاتهم الاعرابية الى يوم الدين..!!!
واما انا فاقول لكم بان مصطلح "العير و البعير" يفيد موضوع الاعارة والاشياء المستعارة ومن فعل الامر الكوني (عُرّ) والذي هو أمر كوني بالإعارة ميزانه (عار. عور. عير) وجميعها تفيد موضوع الاعارة...
نعم احبتي
فالعير مصطلح قرآني يطلق على كل شيء ليس منا او ليس لنا وإنما هو عيرة واعارة واستعارة..
وقوله تبارك وتعالى في تالية الكريمة (ثم اذن مؤذن ايتها العير انكم لسارقون) اي ايها الذين جئتم الى بلادنا عيرةً او إعارة ولستم من بلادنا انكم لسارقون..
فالعير هنا هم أصحاب القافلة من خارج البلاد وليسوا من أهل البلاد ليقال لهم (يا اهلنا او يا شعبنا) وانما هم استعارة من خارج البلاد فخاطبهم المؤذن بقوله (ايتها العير).
ولو كان مصطلح العير يفيد الحيوان الصحراوي (الجمل) فإن هذه التالية الكريمة ستصبح مسار للسخرية حتما..
نعم احبتي
فكيف يخاطبها المؤذن بقوله (ايتها العير) والتي تفيد الخطاب للعاقل لو كان يخاطب الحيوانات؟
فالمؤذن هنا يخاطب العير مباشرة ويقول لها (ايتها العير انكم لسارقون) اي ان العير هم السارقون!!!
فهل الجمال او التي يطلق عليها اعرابيا لقب البعير هي التي سرقت وبشكل مباشر ام ان اصحابها ومالكيها هم الذين سرقوا؟؟
اذن
فان الخطاب هنا لكل انسان كان في هذه القافلة وبانهم جميعهم المقصودين بمصطلح (العير) لانهم ليسوا من اهل البلد التي منها هذا المؤذن وإنما هم معارون فيها او جاؤوا إليها استعارة...
ولكم من اخواننا المصريين مثلً لكم وهم يقولون عن ابنائهم الذين يعملون في دول الخليج بأنهم في (اعارة)..
اي ان كل من يعمل في الخليج يقال لهم قرآنيا (عير) لانهم ليسوا من اهل الخليج وانما هم اعارة في الخليج للعمل فقط..
كما وان قوله (واسال القرية التي كنا فيها والعير التي اقبلنا فيها وانا لصادقون) تؤكد صحة قولي احبيتي..
فكيف يطلبون من أبيهم ان يسأل العير التي اقبولوا فيها؟
وهل كانت العير لتجيبه على سؤاله ان هو سالها لو كانت العير هي الحيوانات الصحراوية او الجمال؟
طبع لا أليس كذلك؟
اذن
فالعير هم جميع الناس الذي كانوا في هذه القافلة وليسوا من أهل البلد وبحيث ان وضعهم كوضع الاستعارة المؤقتة في مشوار الطريق لأنهم ليسوا من أهل البلد فيطلق عليهم مصطلح (العير)..
وعليه
فان مصطلح (عير او عيرا) عبارة عن صفة يوصف بها كل شيء مستعار وليس من اصل الشيء...
عُر (عار. عور. عير) وجميعها تفيد موضوع الإعارة وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "س" والذي يفيد الاستمرارية في الشيء فيصبح عندنا:
سعر (سعار. سعور. سعير) وجميعها تفيد استمرار عملية الإعارة...
وقوله عز من قائل (وكفى بجهنم سعيرا) يفيد معنى الاستعارة المستمرة والتي لاتنقطع عن جهنم ابدا وبمعنى ان جهنم ستكتفي بكل ما سيوضع فيها من أشياء مستعارة وليست من أصل تكوينها لان الاشياء المستعارة التي ستوضع فيها لا عدد ولا حصر لها.
وكذلك هو الحال بالنسبة مصطلح (عورة و عورات) ومن أن العورة هي مفرد الاستعارة والعورات عبارة عن جمع لها..
فإن انا أعرتك شيء واحد فانها تسمى (عورة)..
وان انا اعرتك اكثر من شيء فتسمى (عورات)..
وقوله عز من قائل (ويستاذن فريق منهم النبي يقولون ان بيوتنا عورة وما هي بعورة ان يريدون الا فرارا) يفيد هذا المعنى تمام احبتي..
فلقد قلت لكم سابقا بان مصطلح (البيوت) يفيد الاشياء التي نقوم بتبيتها من مال وطعام وكساء وغيرها ولا يفيد المنازل التي ننزل فيها..
فأنا أبيت طعامي في بيت الطعام (الثلاجة) وابيت أموالي في بيت المال (الخزنة) ولكني لا ابات انا بشخصي في بيت لأنني كائن حي وينزل في المنازل وبحيث ارجوا منكم هنا مراجعة منشور (بيوت النبي)...
اذن
فالبيت هو المكان الذي أُبيت فيه اشيائي وليس منزلي الذي انزل فيه..
وقولهم بيوتنا عورة أي كل الأموال التي معنا او حتى الطعام الذي عندنا او كل الأشياء التي نُبيتها ليست مُلك شخصي لنا وإنما هي عورة قد استعرناها ولا نملكها وعلينا إرجاعها لأصحابها لأنهم بخلاء اشحاء وكاذبون ولا يريدون المشاركة في شيء مع النبي.
وعليه
فانني ارجوا منكم قراءة جميع المصطلحات القرآنية من (عير. عيرا. بعير. سعيرا. عورة. عورات) بما يفيد معنى الاعارة والاستعارة لتدركوا جمال القران الكريم ولسانه العربي المبين.
وينطبق قولي هذا على مصطلح (عار) الذي نتداوله في العامية ومن قولنا لأحدهم مثلا (عار عليك ان تفعل هذا) وبانه يفيد معنى الإعارة والاستعارة وكأننا نقول له بأن هذا الفعل الذي قمت به ليس من أصل تربيتك وبيئتك التي جئت منها وإنما هو عمل مستعار او تقليد لمن هم غيرنا من الأمم وبحيث انك قد استعرته من طبائعهم وطبقته على نفسك.
محمد فادي الحفار
5/3/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق